في التحقيق الذي نشرته «أخبار الحوادث»، في العدد الذي يحمل رقم 1740، بتاريخ 31 يوليو 2025، عن واقعة وفاة أطفال المنيا ال6 ووالدهم، تحت عنوان «الطب الشرعي يحل لغز وفاة أب وأبنائه ال6 في المنيا»، سلط الضوء على أن السبب في وفاتهم كان مبيدًا حشريًا، ولم يكن سبب الوفاة مرض الالتهاب السحائي كما أشيع في بداية الواقعة، الجديد هنا أنه بعد جهد مضني من الأجهزة الأمنية، وتحريات وتحقيقات استمرت 43 يومًا، تبين أن المبيد الحشري، استخدم ك«سُم»، وأن زوجة الأب الثانية، هي التي وضعته في الخبز، بغرض إنهاء حياة الأطفال ووالدتهم.. تفاصيل أكثر عن واقعة قرية دلجا، التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، في السطور التالية. في قرية «دلجا»، الهادئة بطباع أهلها، فُزع الأهالي لوفاة أسرة كاملة، 7 أشخاص دفعة واحدة، توفوا خلال 14 يومًا، الأطفال تساقطوا طفلًا تلو الآخر، ولحق بهم أبيهم في الأخير، ليسدل الستار على واقعة مأسوية، أنهت حياة أسرة كاملة، أسرة «ناصر محمد علي». قصة الواقعة كاملة لم تستغرق أكثر من 14 يومًا، بدأت بوصول ثلاثة أطفال أشقاء متوفين إلى مستشفى ديرمواس المركزي، ودخول رابعهم إلى العناية المركزة، دون معرفة أية أسباب واضحة للوفاة، الأطفال الثلاثة كانوا، محمد ناصر محمد، البالغ من العمر 11 عاما، وعمر صاحب ال7 سنوات، وريم بنت ال10سنوات، وفي نفس اليوم، توفى رابعهم، أحمد، وبعد أيام قليلة، توفيت فرحة ورحمة، ابنتا ال14 و12 سنة، على التوالي. وفي الأخير لحق بهم والدهم، ناصر محمد علي، لتفتح مقابر العائلة، 7 مرات، في أسبوعين. لغز الأم من المعلوم من التحريات بالضرورة، أنه عند وفاة رب أسرة وأطفاله، وربة المنزل لم تمت، يشار أصابع الاتهام إليها، وهو ما حدث في الساعات الأولى بعد اكتشاف الواقعة، خاصة أن الأم وشهرتها «أم هاشم»، دخلت المستشفى مع أطفالها وزوجها، وكانت حالتها مستقرة، وأنها لم تأكل من الطعام الذي أكل منه أولادها ال6 وزوجها، وأنها خرجت من المستشفى سليمة بعد إجراء الفحوصات التي أكدت أنه لم تظهر عليها الأعراض التي ظهرت على أطفالها ال6 وزوجها. كان نجاة الأم من الموت لغزًا لم يمر مرور الكرام على رجال المباحث، حيث اشارت أصابع الاتهام إليها، عززتها بعض التكهنات، من ضمنها أن السيدة، أم هاشم، سبق وأن طلقها زوجها، لمدة 5 سنوات، وأن أولادها لم يعيشوا معها طوال هذه الفترة، وأنهم كانوا يعيشون مع زوجة أبيهم، بخلاف الطفل السادس، الذي كان رضيعًا وقتها، ويعيش مع والدته. بعد هذه الفترة الطويلة من الطلاق، فكر الزوج في أن يعيد أم أولاده إلى عصمته، وكان هذا قبل عيد الفطر الماضي، وبعد أشهر قليلة، مات الزوج، وأولاده ال6بالسم. لكن هذه الفرضية، ظهرت لها معضلة تنفيها من الأساس؛ وهي أن أم الأطفال، لو أرادت الانتقام، فالأولى أن تنتقم من الزوج، لا من أولادها، وبناء على هذا التكهن، بدأ الكشف عن حل لغز الواقعة.. من المستفيد الأول من وفاة الأطفال؟، واتضح أن المستفيد الأول، زوجة الأب الثانية. اعترافات المقصود من واقعة القتل بالسم، كانوا الأطفال ال6 وأمهم، ولم يكن أبيهم ضمن مخطط القتل، لكن لأنه أكل من الخبز، مات كأطفاله. القاتلة كانت زوجة الأب الثانية، هذا ما أسفرت عنه التحقيقات بعد 43 يومًا من الواقعة، الزوجة الثانية، هي التي اشترت المبيد الحشري، ووضعته داخل «رغيفين» من الخبز، وأعطت الخبر للأطفال ليأكلوا الطعام به، ومن هذا الخبز، أكل الزوج والأطفال ال6، وماتوا جميعًا. كان لوفاة الأطفال والزوج صدمة، عاشها كل أهالي القرية، وأم الأطفال، وضرتها، يبكون بحرقة على ميت تلو ميت، والزوجة الثانية، تشق ثيابها تصرخ، وتلطم، ناعية الأطفال الذين تربوا معها 5 سنوات، وزوجها الذي فارقها في غمضة عين دون أن يُعرف السبب. لكن دموعها حينها، كانت كدموع التماسيح، هي التي ارتكبت الجريمة، وهي التي سارت في جنازاتهم باكية، وجلست في عزائهم حزينة، ومن داخلها، تمني النفس أن تمر الواقعة مرور الكرام، وألا تكشف هويتها، ومع كل يوم يمر على الواقعة، دون أن يعُرف الجاني، كانت تطمئن أكثر، لم تكن القاتلة تعرف أنه مهما طال الوقت، سيكشف الأمن أمرها لا محالة. بعد ما أظهرته التحقيقات، وضلوعها في الجريمة، ومقارنة الأدلة والبراهين وما جاء في تقارير الطب الشرعي بعد تشاريح الجثامين، تبين أن المتهمة الأولى، هي زوجة الأب، وعليه، تم القبض عليها، واقتيادها إلى قسم الشرطة. في البداية أنكرت، وواصلت في إنكارها، لكن بعد تضييق الخناق عليها، أقرت معترفة في محضر الشرطة وأمام النيابة: «أنا اللي قتلت زوجي وأولاده ال6 علشان خايفه أبوهم يطلقني»! أمام رجال المباحث، واصلت اعترفاتها قائلة: «أنا اتجوزت ناصر م حوالي 5 سنين، كان وقتها لسه مطلق مراته الأولى أم عياله، وعشت معاه طول الفترة دي وربيت أولاده كلهم، ما عدا الطفل الأخير كان مع أمه، وكنا عايشين مستقرين ومفيش مشاكل، لحد ما فكر في شهر رمضان إنه يرجع مراته تاني وفعلا في العيد الكبير لقيته رجعها، وبقينا عايشين في بيت واحد وغصب عني»! وأضافت المتهمة: «وقتها كنت هتجنن، فكرت إني أتخلص منهم وأموتهم، أنا كنت قاصدة أموت الأطفال وأمهم، ومكانش في نيتي خالص إني أقتل ناصر جوزي، أنا عملت كدا عشان يكون ليا لوحدي، لكن هو أكل من العيش، ومات معاهم»! اقرأ أيضا: غيرة شيطانية تدفع زوجة الأب لتسميم 6 أطفال ووالدهم بالمبيد الحشري المادة السامة الوفاة لم تكن من خلال سكين حاد أو رصاصة، بل كانت بالسم، الذي قتل الأطفال ال6 وأبيهم ببطء، الغريب أن هذا السم، لم يتم رصده في البداية، ولم تكشفه التحاليل الطبية التقليدية، والمادة المستخدمة، كانت «الكلورفينابير»، المبيد الحشري، والقاتل الخفي، والذي تحوّل من أداة لمكافحة الآفات الزراعية إلى سلاح قاتل، في غمضة عين، ودون دليل. وفي الأخير، مات 7 أشخاص في لمح البصر، ويعيشان زوجتان، واحدة قاتلة تنتظر مصيرها، والأخرى مات عنها أطفالها. الغريب والمبكى فى آن واحد ان «أم هاشم» المرآة التى توفى عنها أطفالها ال 6 بتتابع ذاقت من الخبز لكن وجدته مرًا فرفضت ان تأكل منه خشية ان تكون «ضرتها» وضعت عملا سفليا فى الخبز، ومزجته بالعجين، الأم رفضت أن تأكل ظنا منها أنه ممزوج بعمل سفلى، وهى ان سألتها عن الأمر حاليا، ستقول بكل حسرة وحزن «يارتنى كنت كلت ،على الأقل كنت هاموت وهفضل مع أولادى.