«ستوري بوت» خدمة جديدة تقدمها «بوابة أخبار اليوم» إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي موضوع يهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنه، دون تدخل من العنصر البشري، قصة اليوم تتحدث عن التبرع بالكلى، والذي يعد من أكثر أنواع التبرع بالأعضاء شيوعًا، لما له من قدرة على إنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي، ومع ذلك، يبقى الموضوع مثار جدل بين الجوانب الطبية، والمخاوف الاجتماعية، والآراء الشرعية. ◄ ما المقصود بالتبرع بالكلى؟ التبرع بالكلى يعني أن يتبرع شخص سليم بإحدى كليتيه لشخص مصاب بفشل كلوي دائم، ولا يمكنه العيش دون غسيل كلوي أو زراعة كلية جديدة، ويمكن أن يكون التبرع من شخص حي أو متوفى دماغيًا. ◄ ما هي الشروط الطبية للتبرع بالكلى؟ يشترط أن يكون المتبرع بالغًا، سليمًا بدنيًا ونفسيًا، وتكون كليتاه سليمتين، كما يُجرى فحص تطابق الأنسجة والدم بين المتبرع والمريض، للتأكد من تقبل الجسم للكلية المزروعة. ◄ هل هناك مخاطر صحية على المتبرع؟ بوجه عام، التبرع آمن إذا تم بعد فحوص دقيقة، يعيش معظم المتبرعين حياة طبيعية بكلية واحدة، لكن قد تزداد لديهم احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى مع التقدم في العمر، لذا من الضروري المتابعة الطبية الدورية. ◄ هل يمكن أن يعيش الإنسان بكلية واحدة؟ نعم، الكثير من الأشخاص يولدون بكلية واحدة ويعيشون حياة طبيعية تمامًا، بشرط المحافظة على نمط حياة صحي والمتابعة الطبية المنتظمة. ◄ هل يعاني بعض المتبرعين من «ندم» بعد العملية؟ وهل هناك ما يُعرف نفسيًا ب «أزمة ما بعد التبرع؟» نعم، وهذا أمر لا يُتحدث عنه كثيرًا، فبعض المتبرعين يمرون بما يُشبه «أزمة هوية أو ندم لاحق، خاصةً إذا شعروا بأن الطرف الآخر لم يُقدّر التضحية، أو إذا ظهرت عليهم مضاعفات صحية بعد التبرع، وهذا لا يعني أن الندم هو القاعدة، لكنه جزء من الصورة النفسية التي يجب أن نستعد لها مسبقًا، لذلك يُوصى بتقديم دعم نفسي قبل وبعد العملية. ◄ هل الضغوط العاطفية من الأسرة أو الشريك يمكن أن تُبطل «الرضا الكامل» المطلوب في التبرع؟ حتى لو لم يكن هناك إكراه مباشر؟ في القانون والشرع، الرضا يجب أن يكون حرًا وكاملًا، لكن في الواقع، هناك ضغوط نفسية وعاطفية خفية لا تُعتبر «إكراهًا» قانونيًا، لكنها قد تدفع الشخص للتبرع رغم عدم اقتناعه، لذا من الأفضل أن يخضع المتبرع لتقييم نفسي مستقل، لضمان صدق قراره بعيدًا عن الضغط الأسري. ◄ ماذا لو احتاج المتبرع لاحقًا إلى كلية؟ هل يُمنح أولوية في زراعة الأعضاء؟ في بعض الدول، يُمنح المتبرعون الأحياء أولوية على قوائم الانتظار، كنوع من التقدير والضمان في حالة حدوث طارئ لهم مستقبلًا، لكن هذه السياسات تختلف من بلد إلى آخر، وهي غير معممة عالميًا. ◄ هل هناك تجارة غير مشروعة في هذا المجال؟ للأسف نعم، وهناك شبكات تستغل حاجة بعض المرضى، أو فقر بعض المتبرعين، وتقوم بعمليات بيع وشراء غير شرعية، لذلك شددت القوانين على تنظيم التبرع، ومنعت التبرع المدفوع. ◄ كيف نضمن أنه تبرع وليس بيع أو إتجار؟ ضمان أن العملية تبرع حقيقي وليست بيعًا أو اتجارًا بالأعضاء يحتاج إلى عدة مستويات من الرقابة والتدقيق، تشمل الجوانب القانونية، الطبية، النفسية، والاجتماعية: 1. إجراءات قانونية صارمة ومُلزمة ◄ توثيق رسمي يجب أن يُوقّع المتبرع على إقرار قانوني أمام جهة رسمية أو محكمة، يؤكد فيه أن التبرع تم بإرادته الحرة وبدون مقابل مادي. ◄ موافقة لجان مختصة في معظم الدول، يتم عرض الحالة على لجنة ثلاثية أو خماسية «أطباء، قانونيون، أخصائيون نفسيون، وعضو محايد»، للتأكد من عدم وجود شبهات بيع أو استغلال. منع الوسطاء: أي وجود لوسيط بين المتبرع والمريض يجب أن يُعامل كجريمة، التعامل يتم فقط عبر جهات رسمية «وزارة الصحة – بنوك الأعضاء». 2. تقييم نفسي واجتماعي للمتبرع مقابلات مع أخصائي نفسي: يتم التحقق من الدوافع الحقيقية للتبرع، والتأكد من غياب الضغط النفسي، أو العوز المالي، أو الإكراه العاطفي. ◄ تحليل الوضع الاجتماعي يتم دراسة الوضع المالي والاجتماعي للمتبرع، وإن كانت هناك مؤشرات على فقر شديد قد يكون دافعًا خفيًا للبيع، تُرفض العملية. 3. منع التبرع المجهول المشبوه «بين غرباء» إلا وفق شروط صارمة بعض الدول لا تسمح بتبرع شخص لشخص غريب عنه إلا عبر برنامج تبادل الكلى أو تبرع إنساني غير مشروط يخضع لرقابة مشددة، وفي حالة قبول التبرع لغريب، يتم إخضاع الطرفين لفحوص طويلة النفس ومتابعة استباقية لكشف أي دافع مالي. 4. متابعة ما بعد العملية يتم مراقبة الوضع المادي للمتبرع بعد التبرع ب6 شهور وسنة، إذا طرأت عليه تحسينات مالية مفاجئة، قد يُفتح تحقيق. بعض الدول تشترط أن يوقّع المتبرع على إقرار بعدم تلقي أي مكافأة مالية لاحقًا، حتى بعد سنوات. 5. تشديد العقوبات على تجارة الأعضاء الردع القانوني له دور كبير. وجود قوانين صارمة «مثل السجن من 5-15 سنة وغرامات ضخمة» يحد من انتشار شبكات بيع الأعضاء، وتُدرج تجارة الأعضاء ضمن الجرائم المنظمة في كثير من التشريعات الحديثة. 6. التوعية المجتمعية والشفافية الإعلامية نشر ثقافة التبرع الطوعي، وتسليط الضوء على مخاطر الاتجار. تخصيص حملات توعية توضح الفرق بين "التبرع الشرعي" و"البيع المقنّع". ◄ ما هي الإجراءات القانونية للتبرع بالكلى؟ في معظم الدول، يجب الحصول على موافقة من لجنة طبية متخصصة، وتوقيع المتبرع على إقرار قانوني بأنه يقدم كليته دون إكراه أو مقابل مادي، وهناك رقابة مشددة على هذه العمليات. ما هو موقف الشريعة الإسلامية من التبرع بالكلى؟ اقرأ أيضا| للحفاظ على صحة الكلى.. نصائح لتجنب الفشل الكلوي معظم العلماء والهيئات الدينية «مثل الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء» أجازوا التبرع بالكلى إذا كان التبرع يتم برضى تام من المتبرع، دون مقابل مادي، وإذا تأكد الأطباء من عدم وجود ضرر كبير على المتبرع. هل التبرع بالأعضاء جائز بعد الوفاة؟ نعم، وقد أفتت بذلك جهات شرعية كثيرة بشرط التحقق من موت الدماغ الكامل، والحصول على موافقة مسبقة من المتبرع أو أهله. التبرع بالكلى عمل إنساني عظيم يمكن أن يُنقذ حياة إنسان، لكن يجب أن يتم بوعي، ووفقًا للإجراءات الطبية والقانونية والشرعية السليمة، لضمان سلامة المتبرع والمريض على حد سواء.