في أجواء روحانية تملأها البركة والإيمان، تستقبل كنيسة السيدة العذراء بمسطرد هذه الأيام آلاف الزائرين من مختلف محافظات مصر، احتفالاً بصوم ومولد السيدة العذراء مريم، والذي يبدأ في 7 أغسطس ويستمر حتى 22 أغسطس من كل عام. الكنيسة، التي تقع بمنطقة مسطرد بمحافظة القليوبية، تُعد من المعالم القبطية الأثرية الهامة في مصر، وتحمل طابعاً أثرياً وتاريخياً فريداً، إذ ارتبطت باسم العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر، لاقامه العذراء مريم وطفلها بها لعدة ايام. مكانة تاريخية وأثرية والتقت بوابة اخبار اليوم خلال زيارتها لكنيسة مسطرد الاثرية لرصد احتفالات الاقباط بمناسبة صوم ومولد السيدة العذراء براعي الكنيسة القس جيروم مجدي، كاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، والذلا اكد اإن الكنيسة تُعتبر "إحدى المحطات التاريخية في مسار العائلة المقدسة في مصر"، مشيراً إلى أن الكنيسة تحتفل سنوياً بمناسبتين عظيمتين الاولي وهو عيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر في الأول من يونيو، وهو اليوم الذي تخلد فيه الكنيسة ذكرى مرور العائلة المقدسة على المكان، حيث لا تزال البئر الأثرية التي شربت منها السيدة العذراء والسيد المسيح موجودة حتى اليوم، إلى جانب المغارة التي أقاموا فيها، والمناسبة التانية هي صوم السيدة العذراء مريم من 7 إلى 22 أغسطس، وهو من أكثر المواسم الروحية التي تشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً من الأقباط، وكذلك من المسلمين الذين يحرصون على زيارة الكنيسة، تبركاً بمكانتها وقدسيتها. كنيسة الشعب وأضاف القس جيروم: "كنيسة العذراء بمسطرد ليست فقط مزاراً دينياً، بل هي كنيسة الشعب، يزورها الجميع دون تفرقة، حيث تأتي العائلات من مختلف المحافظات للمبيت والصلاة والتبرك بمياه البئر المقدسة، في أجواء من المحبة والوحدة الوطنية التي تميز نسيج المجتمع المصري." وأكد أن الكنيسة تشهد استعدادات كبيرة خلال هذه الفترة، من تنظيم الزيارات، وإقامة الصلوات اليومية، واستقبال الزائرين، مع توفير كافة الخدمات اللازمة لتسهيل مشاركتهم في هذه المناسبة المقدسة. رسالة محبة وسلام واختتم كاهن كنيسة مسطرد ان الكنيسة مسطرد تعد رمزاً للتعايش والمحبة، حيث يتوافد عليها المسلمون أيضاً، احتراماً لقدسية المكان، وتعبيراً عن ارتباطهم التاريخي والثقافي بالسيدة العذراء مريم، التي تحظى بمكانة رفيعة في وجدان الشعب المصري، موكدا ان في هذه الأيام، تتحول كنيسة السيدة العذراء بمسطرد إلى ملتقى للقلوب المؤمنة، ومكان يفيض بالسلام والسكينة، ويُجسد المعاني الحقيقية للإيمان المشترك والتعايش الوطني، في صورة لا تتكرر إلا في مصر.