"مريم يا ذات البتولية يا قوية كالنبي إيليا فقيرة و بالرب غنية مريم يا أمي إشفعي فيّا".. في منتصف كنيسة العذراء بمسطرد يقف فريق الكورال يرتل بهذه الترانيم فى تبادل لتمجيد ذكرى عيد انتقال السيدة مريم العذراء للأمجاد السماوية. "حبُّك يا مريم غايةُ المُنى يا أُمَّ المعظَّم كوني أُمنَا سلام، سلام، لك يا مريم " عبارات و ترانيم رددها زوار ومرتادو كنيسة العذراء بمسطرد ، أمام مغارة و بئر السيد المسيح، وأمام أيقونة البطل مارجرجس، وسط أجواء روحانية يسودها السلام والمحبة. هنا كنيسة السيدة العذراء مريم، حيث حلت العائلة المقدسة ويوسف النجار، في بداية وصولهم من بيت لحم ثم إلى العريش وصولًا لمدينة الزقازيق و منها إلى مسطرد حيث تدشين كنيسة العذراء الأثرية التي شهدت استحمام السيد المسيح وهو طفل في بئرها. للوهلة الأولى وبمجرد أن تطأ قدماك أمام كنيسة مسطرد، يستقبلك بائعو الحلوى والمراجيح ورسام الصليب والوشم، أهم مظاهر الاحتفال بمولد العذراء أمام ممرها الضيق. خلف أبواب الكنيسة، مبنى الكنيسة وصحن يضم المغارة و البئر أحد الشواهد التاريخية وكذا الهياكل حيث تضم الكنيسة ثلاثة هياكل يتوسطها هيكل برسم السيدة العذراء وله حامل يتخلله أيقونات أثرية وفي المقدمة، تأتي الصور والرسومات الدينية يتوسطها السيدة العذراء وهي تحمل السيد المسيح عليه السلام. ومع احتفال الأقباط بمولد العذراء مريم وصومها طيلة 15 يومًا عرفت بالتسبيح والتمجيد وإحياء لمسار العائلة المقدسة داخل مصر، يتوافد الآلاف من الزائرين على مواقع الكنائس التي شيدت بأماكن وطأت فيها أقدام العائلة المقدسة، "مريم العذراء و يوسف النجار والسيد المسيح" بداية من العريش ونهاية بالكنيسة الأثرية بمسطرد. أجرت الوفد جولة داخل أسوار الكنيسة الأثرية لرصد مظاهر الاحتفال بمولد السيدة العذراء، وفي البداية قال القمص شاربين ميلاد، كاهن كنيسة العذراء بمسطرد: "العذراء مريم كل مصر تحتفل بيها وتحبها لأنها والدة سلام، فهي مذكورة في الإنجيل وهي والدة السيد المسيح وفي القرآن هي المصطفاة على كل نساء العالمين ويحتفل كل الكنائس الأثرية التي سميت على اسم العدرا، وغيرها تقوم بعمل نهضة روحية، بمعنى أن تكون هناك صلوات وتسبيح خاص بالعدرا، بالإضافة إلى كلمة روحية". وأضاف كاهن كنيسة العدرا أن الكنائس التي تحمل اسم السيدة مريم العذراء يكون احتفالها مختلفًا عن باقي الكنائس مثل ما ترى هنا، فنحن نستقبل الزوار ومرتادي الكنيسة من الصباح الباكر مسلمين ومسيحيين يأتون ليتباركوا بالمكان فهم يعرفون جيدًا قدر العذراء مريم وما تفعله من أشياء جميلة لهم. وتابع كاهن كنيسة العذراء مريم قائلًا إن هنا داخل كنيسة العذراء بمسطرد، بئر السيد المسيح والمغارة، التي جلس بها العائلة المقدسة والكل يأتي إلى هنا للحصول على البركة المقدسة، وعن مراسم الاحتفال في أيام المولد، نبدأ في صباح كل يوم بالقداس والصلاة و ننتهي بصلاة العشية ليلًا حيث التسابيح والترانيم ونستقبل الزوار على مدار اليوم الذين يحرصون على زيارة البئر و المغارة للحصول على المياه التي ارتوى منها السيد المسيح، وتنتهى مراسم الاحتفال صباح الثلاثاء. أما فايز كمال بخيت - خادم كنيسة العذراء مريم - و الذي قام باصطحابنا معه إلى مكان ذو طابع وقدسية خاصة داخل الكنيسة الأثرية حيث "البئر و المغارة" قائًلا: نحن الآن بحضرة أحد الأماكن التي قامت بزيارتها العائلة المقدسة واستقرت به 3 أيام و قام باكتشافه البابا غبريال الأول عام 1481 في القرن الخامس عشر، وكما ترى البئر الذي شربت منه العائلة المقدسة آنذاك ولازالت المياه موجودة لم تجف، و حدثت هنا العديد من المعجزات ببركة السيدة العذراء و العائلة المقدسة. شاهد الفيديو :