بدأت المواجهة بالقبض على «بلوجرز تيك توك»، أما الخطر الداهم فهو «بلوجرز دارك ويب»،والاجهزة الامنية فى مصر ترصد «دبة النملة» حتى لا يتسلل الينا «وحوش الغابة الالكترونية» المنتشرون في العالم السفلي للانترنت. هؤلاء لا يظهرون بوجوههم ولا أسمائهم الحقيقية، ويقدمون محتوى مرعبا وصادما ويحكون قصصا عن السحر والقتل والخيانة والجن والانتحار، ويعرضون اعترافات غريبة لنساء ورجال عن أشياء مخالفة لكل القيم والعقل. «دارك ويب» ليس موقعًا محددًا، بل هو جزء خفى من الإنترنت، لا يمكن الوصول إليه عبر التصفح العادي على جوجل، بل يحتاج برامج خاصة تفتح أبواب عالم مظلم تتوارى خلفه أقذر الجرائم وأخطر الشبكات. في هذا العالم السفلى تُباع الأسلحة والمخدرات والأحذية وبيانات البطاقات المسروقة، وجوازات السفر المزورة وأعضاء بشرية وأطفال للبيع والدعارة ومواقع تشجع على الانتحار والقتل الجذاب، وتروج لوسائل مميتة تستهدف المراهقين، ويتم كل ذلك دون رقابة بلا هوية ولا عنوان. «بلوجرز دارك ويب» لم ينتشروا حتى الآن فى مصر، ولكن بعض البلوجرز العاديين يقومون بتقليد محتواهم على منصات تيك توك، ولم يقتحموا «منصات دارك ويب» المرعبة. أشهرهم: «أم صابرين» اسم وهمى وتروى تجارب اغتصاب داخل منازل ريفية، وتتحدث عن تحضير الجن لرد الزوج ..و»الجلاد» ويقدم اعترافات وهمية عن قتل أقاربه.. و«خادمة الأغنياء» وتحكى قصصاً مفبركة مليئة بالتحرش والخيانة والإجرام الجنسي. وعدد متابعيهم يصل إلى مئات الآلاف، وأغلبهم من الشباب والمراهقين، الذين ينجذبون لكل شيء غريب أو ممنوع أو مرعب، والبعض يصدق القصص التى تُروى، والبعض الآخر يتأثر نفسيًا بما يسمعه، وقد يقلّد ما يشاهده. ظهور هؤلاء البلوجرز جاء فى وقت بدأ فيه الجمهور يشعر بالملل من البلوجرز العاديين مثل أم سجدة أو مداهم أو شاكر، وأصبح المحتوى المظلم مرشحا لجذب الناس أكثر، حتى لو كان كاذبا أو مضللا أو خطرا. بعضهم يقدم نفسه على أنه شخص تعرض للظلم أو عاش فى بيت فيه مأساة، ثم يبدأ بسرد قصص خيالية عن علاقات محرمة أو خيانات أو فضائح، والبعض الآخر يدّعى أنه يعرف أسرار السحر أو كيف يرد المطلقة أو يحضر الجن. وهذا النوع من «البلوجرز العاديين» يشبه «دارك ويب» فى الشكل والمضمون، الفارق الوحيد أنهم يعملون أمام الجميع وليس فى الظلام ويدخلون إلى بيوت الناس من خلال الهاتف، ويتحكمون فى مشاعر جمهورهم بأسلوب غامض وخطير. كل التقدير لأجهزة الأمن التى لا تنام .. وبجانب ذلك الوعى .. الأهل يجب أن يراقبوا ما يشاهده أولادهم ..المدارس يجب أن توعى الطلاب بخطورة المحتوى الكاذب والمُدمر نفسيا.. والمنصات يجب إجبارها على أن تتحمل مسئوليتها فى منع هذه الحسابات، قبل أن يتحول «تيك توك» إلى «دارك ويب» علني.