■ عندما يتفنن البعض فى بيع الدموع بينما هم أول من باعوا الأرض، نذكرهم بأن مصر - التى ضحّت بدماء أبنائها فى فلسطين ليست سوقًا للمزايدة العاطفية. يا سادة، من حوّل غزة إلى سجن مفتوح، لا يحق له أن يوجه أصابع الاتهام لمصر؟! مصر التى فتحت حدودها بينما كنتم تبيعون حجارة الأطفال ك «تراب مقدس»! كفى نفاقًا... فالشهداء لا يموتون لتصنعوا منهم ذريعة لخطاباتكم «البائسة»! ■ كل الشكر لمحافظة الجيزة، الصديقة الوفية، التى ذكّرتنا بكل رِقّة بنعمة الماء التى اعتدناها حتى كدنا نغفلها. فما كان منها إلا أن منحتنا تدريبًا عمليًا على الحياة من دون مياه... ستًّا وثلاثين ساعة! ولو ظننت أن الأمر اقتصر على درس «الزهد المائى»، فأنت مخطئ! فقد أتحفتنا المحافظة بباقة متكاملة من العِبر، شملت انقطاعات متكررة للكهرباء، حتى نتذكر نعمة النور، ضمن حملة «تخفيف الأحمال»، التى أعادتنا مشكورة إلى ذكريات صيف مضى... حين علّمتنا الحكومة برحمتها ألا ننسى أصولنا، خوفًا من أن نُتّهم ب «قلّة الأصل» و»فساد العِشرة»! فاللهم اجعل أيامنا كلّها شتاءً باردًا، وأَذْهِب عنا الحرّ، أو كما غنّت القديرة الراحلة شادية: «قولوا لعين الشمس... ما تِحمّاشى!» ■ رحيل زياد الرحبانى أثار حزنًا عربيًا عميقًا. فنانٌ متمرد، جمع بين النقد الساخر والإبداع، وحوّل ألمه إلى أغانٍ خالدة. وداع فيروز لابنها الأكبر كان مشهدًا مؤلمًا، لا ينسى.. صمت زياد، صوت الحالمين البسطاء، وغادرنا تاركًا وراءه أسئلة عن أحلامٍ ضاعت. ومرارة فرقة عربية عالقة بالحلق حيث ذكّرنا رحيله بهزائمنا. الآن يرتاح من (ألمه)، بينما نواصل نحن حمل (ألم) الحزن. ■ لا أفهم لماذا ذهبت د.رانيا يحيى إلى إيطاليا كمديرة للأكاديمية المصرية بروما... ولا لماذا عادت فجأةً بعد أقل من عامٍ واحد فقط؟! هل هذه سياسة جديدة فى الوزارة: «عقاب المتميزين»؟ أم أنها مجرد «إجازة قصيرة» قبل تكليفها بمهمةٍ أكثر أهمية داخل البلاد؟ كمكافأة. لأنها حولت مكانًا منسيًّا إلى خبرٍ شبه يومى فى الصحف؟ أم أن ما حدث عقاب لأنها أكثر كفاءةً ونشاطًا مما يجب؟