خلال الأيام القليلة الماضية؛ تأرجح مصير مدينة السويداء السورية بين سيطرة الحكومة السورية بدعم من العشائر، لكن سرعان ما أعلنوا الانسحاب منها، وسيطر عليها الدروز وعناصرهم المسلحة التي تحظى بدعما من إسرائيل، لكن اجتماع مباشر جرى برعاية المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، وجمع وزيران إسرائيلي وسوري في باريس استمر نحو أربع ساعات، ناقش ملفات أمنية خصوصا في جنوبسوريا. اقرأ أيضا: إجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا سبتمبر المقبل والاجتماع النادر الذي استضافته العاصمة الفرنسية، يأتي بعد اندلاع أعمال العنف الطائفية في محافظة السويداء، وما تبعها من توترات أمنية تخللها قصف إسرائيلي لمواقع رسمية سورية بينها وزارة الدفاع. وبحسب المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك فإن لقائه بمسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس جاء لمناقشة تهدئة الأوضاع بين الطرفين وخفض التصعيد، معلنا أنه نجح في مسعاه وأكد جميع الأطراف التزامهم بمواصلة هذه الجهود. وشارك في اللقاء من الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، حسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، الذي أكد أن الاجتماع هو الأرفع من نوعه بين البلدين منذ العام 2000، حين التقى وزير الخارجية السوري في حينه فاروق الشرع برئيس الوزراء السابق إيهود باراك في الولاياتالمتحدة برعاية من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هدف اللقاء هو التوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوبسوريا، والحفاظ على وقف إطلاق النار بين تل أبيب ودمشق، ومنع حدوث أزمة مثل تلك التي حدثت التي تخللتها غارات إسرائيلية على دمشق. الأمريكيون يشرفون على السويداء.. وحكومة سوريا خارجها من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه وفقا لنتائج الاجتماع، سيشرف الأمريكيون على ملف السويداء، كما ستنسحب جميع العشائر البدوية وقوات الأمن الحكومية من القرى الدرزية، وسيتم تفتيش قراها والتحقق من خلوها من القوات. وقالت قناة "i24" الإسرائيلية، إنه تم الاتفاق على إنشاء مجالس محلية لأهالي السويداء وتشكيل لجنة لتوثيق الانتهاكات ترفع تقاريرها إلى الولاياتالمتحدة. كما سيتم نزع سلاح مدينتي القنيطرة ودرعا، وتشكيل لجان أمنية محلية من الأهالي، شرط عدم حملهم أسلحة ثقيلة. كما تقرر عدم السماح لأي منظمة أو مؤسسة تابعة للحكومة السورية بدخول السويداء، مع السماح لمنظمات الأممالمتحدة بالتواجد في المحافظة. في الإطار، نقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن تل أبيب تأمل أن يفضي الاجتماع والتفاهمات الأمنية إلى تعزيز استعداد سوريا للانخراط في خطوات دبلوماسية لاحقة. يذكر أن اجتماع باريس سبقه سلسلة من اللقاءات السرّية خلال الأشهر الماضية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، بعضها تم بوساطة من تركيا. فبعد سقوط الأسد، فتحت إسرائيل قنوات تواصل مع الحكومة التركية، الداعم الأساسي للسلطات السورية الجديدة، وتم تأسيس خط اتصال مباشر بين الجيشين التركي والإسرائيلي لتفادي الاشتباكات الجوية في سوريا. وذكر المسؤولون ل"أكسيوس" أن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالين، اقترح على مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إشراك مسؤولين سوريين في هذه المحادثات. وبناء على هذا الاقتراح، عقد هنغبي اجتماعات عدة مع الوزير الشيباني في العاصمة الأذربيجانية باكو. ومع تزايد انخراط مبعوث ترامب خلال الأسابيع الأخيرة في مساعي التوصل إلى تفاهمات أمنية قد تمهد لتطبيع العلاقات، تقرر إشراك الوزير ديرمر في المحادثات، كونه المكلّف بالتواصل مع البيت الأبيض. وأشارت مصادر إسرائيلية، إلى أن الحكومة خلصت إلى ضرورة تقديم حوافز أمريكية لدفع دمشق نحو الانفتاح على مسار التطبيع، وقد أوكلت هذه المهمة إلى ديرمر. وبعد أزمة السويداء الأخيرة، رأى باراك أن الظرف بات ملائمًا لعقد اجتماع ثلاثي، ضمّه إلى جانب ديرمر والشيباني.