الشرقية: إسلام عبدالخالق حصلت جريدة «أخبار الحوادث» على حيثيات اتهام الشاب المتهم، وهو من متعاطي المواد المُخدرة، بقتل والدته وإضرام النيران في جسدها حتى فارقت الحياة داخل حانوت (دكان) بناحية الصالحية الجديدة في محافظة الشرقية، في القضية التي وصلت إلى أمتارها الأخيرة بإحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في معاقبته بالإعدام شنقًا، في جريمة عميقة التفاصيل وموجعة الأوصاف نستعرضها في السطور التالية.. لم تكن الأم تدري أن حملها الذي استمر تسعة أشهر حتى أنجبته، وسنوات شبابها التي أهدرتها على تربيته وأمومتها له جميعها لن تشفع لها أمام شيطانه وهو يسير في ركب الإدمان ويخلع عقله ليحل بدلًا منه شيطان لا يعرف تلك السيدة التي جعل الله الجنة تحت أقدامها، قبل أن يتبدل المشهد تمامًا حين فوجئت به يرفع عليها عصا حديدية ويضرب رأسها ضرباتٍ قاتلة فجرت دماءها، قبل أن يشعل النيران فيها وهي فاقدة الوعي لتستيقظ على نيران ولدها وهو يقتلها شر قتلة. المتهم شاب لم يكمل بعدْ عامه السابع بعد العشرين، كان يسير مترنحًا في سنوات تعليمه الثانوية، قبل أن يفتح الباب على مصراعيه حين عرف أرباب السوء وأصحاب الفساد الذين فتحوا عيونه على نشوة الإدمان وحب الغياب عن الواقع، ليبذل كل ما يملك لأجل جرعاتٍ متقطعة، قبل أن يذهب شبابه وتفارقه رجاحة العقل ويغلف قلبه الحقد والكراهية ليطيح بأعز الناس عليه، ليستحق عن جدارة أن يلتف «حبل عشماوي» حول رقبته جراء فعلته الشنيعة. المشهد الموجع بحق كان نظرات أهلية الشاب وهم يرونه خلف القضبان في مواجهة مصيره الذي يستحقه، لكنها قلوبهم التي تأكلهم حزنًا على والدتهم التي أريقت دماؤها على يد أعز أولادها، والذي يقف أمامهم لا يعرفون كيف تبدل به الحال من «زينة الشباب» إلى سافك دماء يحركه الإدمان وتلعب بعقله جرعات الحشيش وغيره من مخدرات الكيمياء التي أتلفته كما تتلف غيره من زهور شباب هذا الوطن ممن انزلقت أقدامهم في غياهب تجربة تلك الألوان السيئة للانتشاء. قبل ساعات، نظرت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية، برئاسة المستشار أسامة أحمد معوض الحلواني، رئيس المحكمة، وعضوية المستشار إسلام منصور، والمستشار هانى صلاح الدين أحمد، والمستشار محمود محمد عبدالعزيز، وسكرتارية إسلام محجوب، جلسة محاكمة المتهم، قبل أن تصدر قرارها ب إحالة أوراق القضية إلى مفتي الجمهورية؛ لأخذ الرأي الشرعي في معاقبة المتهم بالإعدام شنقًا، وحددت جلسة اليوم الأول من دور انعقاد شهر سبتمبر القاجم للنطق بالحكم. وعقب إعلان قرار المحكمة، نظر المتهم إلى هيئة المحكمة، قبل أن يوجه حديثه إلى رئيس المحكمة قائلًا: «يا أفندم أنا راضي بالحكم وياريت أمي تسامحنى فى قبرها». حيثيات الاتهام تعود أحداث القضية رقم 118 جنايات قسم شرطة الصالحية الجديدة لسنة 2025، المقيدة برقم 327 كلي شمال الزقازيق لسنة 2025، عندما قررت النيابة العامة إحالة المتهم «محمد ع ع ع» 27 عاما، حاصل على دبلوم تجارة، مقيم بناحية قرية سوادة التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة فاقوس، للمحاكمة الجنائية في محكمة جنايات الزقازيق؛ على خلفية اتهامه بقتل والدته المجني عليها «هانم السيد» وإضرام النيران في جسدها داخل حانوت خاصتها بدائرة قسم شرطة الصالحية الجديدة. وجاء في أمر الإحالة؛ أن المتهم قتل والدته المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيت النية على قتلها، وذلك بأن سولت له نفسه الشيطانية قتل أمه فأوعز له شيطانه وأجج نيران الفتنة في صدره وبث ريح خبثه في نفسه فطوعت له بغير حقٍ استحلال دمائها وتخلى عن كل رحمة أودعت في قلبه، فدلف إلى الحانوت خاصتها واستل أداة (عصا حديدية) وباغتها بضربتين بواسطة تلك الأداة على رأسها حتى أفقدها الوعي، ثم وضع النار عمدًا في ملابسها وجسدها ماضيًا في إنهاء ما انعقدت عليه عزائمه، وبنية إزهاق روحها، بأن أقدم على إلقاء أسطوانة غاز مشتعلة على ملابسها فامتدت النيران إلى جسدها فأحدثت بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها على النحو المبين في التحقيقات. وتقدمت جناية المتهم جناية إحراز بقصد التعاطي جوهرًا مخدرًا وهو الحشيش، وذلك في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، فيما اقترنت جناية القتل بجناية أخرى، ذلك بأنه في ذات الزمان والمكان قد أضرم النار عمدًا في مبنى غير مسكون ولا مُعد للسكنى (حانوت) مملوك لزوج والدته، بأن أوصل مصدر حراري سريع ذو لهب مكشوف فامتدت النيران إليه وأحرقته محدثة التلفيات الواردة تفصيلًا بصدر التحقيقات. شهادة الشهود أوراق القضية، والتي احتوت على شهادة عدد من شهود الإثبات، على رأسهم أفراد أسرة المتهم، أفادت بأن المتهم كان يتعاطى المواد المخدرة وأنه كان دائم التعدي على زوج والدته وعلى والدته وشقيقاته، حتى أن زوج والدته كان قد اصطحبه إلى أحد مراكز العلاج من الإدمان وأودعه هناك، لكن المتهم خرج عقب ذلك رافضًا العلاج وقد تكرر هذا أكثر من مرة رغم تكاليف العلاج الباهظة. شهادة الشهود بينت كذلك أن المتهم في يوم الواقعة كان قد دلف إلى الحانوت الخاص بوالدته بهدف أخذ أموال منها لشراء هذه السموم التي أدمنها، قبل أن تبصره إحدى السيدات من جيران والدته حال مغادرته الدكان الخاص بوالدته، حيث أغلق باب الدكان، لكن ما هي إلا عدة دقائق مرت حتى علت استغاثة الأم المجني عليها وصرخاتها من داخل الدكان وهي تواجه النيران داخل الدكان، قبل أن يهرع إليها الجميع ويتمكنون من فتح باب الدكان في الوقت الذي كانت النيران قد تمكنت من جسد المجني عليها بعدما أحرقتها على النحو الوراد تفصيلًا في التحقيقات. اقرأ أيضا: لعبة شيطانية تنتهي بجريمة بشعة في الشرقية.. طالب يقتل سيدة ويحرق شقتها