يُعد سوء التغذية أحد أخطر الأزمات الصامتة التي تهدد صحة الإنسان، لا سيما في المجتمعات الفقيرة والمناطق المتأثرة بالنزاعات والحروب. ويبرز هذا الواقع المؤلم بوضوح في قطاع غزة، حيث يعيش السكان تحت حصار خانق منذ سنوات، وتفاقم الأمر مؤخرًا مع تصاعد العدوان، ما أدى إلى أزمة إنسانية حادة تشمل نقص الغذاء والماء والدواء. يعاني الآلاف من سكان غزة، وخاصة الأطفال، من مستويات خطيرة من سوء التغذية الحاد، وصلت حد التجويع القسري في بعض المناطق، وهو ما وصفته منظمات حقوقية بأنه "انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي"، تظهر حالات التقزّم، وفقر الدم، وضعف المناعة بصورة مأساوية بين الأطفال والنساء الحوامل، ما ينذر بكارثة صحية ممتدة الأثر. سوء التغذية، سواء الناتج عن نقص الغذاء كما في غزة، أو عن تناول أطعمة غير متوازنة كما في كثير من الدول الأخرى، يؤثر بشكل مباشر على كل عضو في الجسم، وتشمل آثاره: ضعف الجهاز المناعي، تأخر النمو العقلي والجسدي، مشكلات في الجلد والشعر، خلل في وظائف الأعضاء، وحتى اضطرابات نفسية خطيرة. اقرأ أيضًا | إعلام فلسطيني: آليات ومدفعية الاحتلال تقصف بكثافة جنوبي دير البلح في هذا التقرير، نسلط الضوء على التأثيرات الصحية لسوء التغذية على جسم الإنسان، مدعّمين ذلك بالأمثلة الواقعية من غزة، حيث تتحول التغذية إلى صراع يومي من أجل البقاء، كما نستعرض الإحصائيات العالمية والأسباب والحلول التي قد تسهم في مواجهة هذه الكارثة الصحية المتفاقمة. في البداية يوضح الدكتور وائل صلاح دكتور التغذية كيف يتأثر جسم الإنسان بسوء التغذية؟ ضعف الجهاز المناعي الأشخاص الذين يعانون من نقص في الفيتامينات والمعادن يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، نتيجة ضعف جهاز المناعة. مشكلات في النمو عند الأطفال نقص البروتين والطاقة يمكن أن يؤدي إلى التقزُّم أو تأخر النمو العقلي والجسدي، وهو أمر شائع في الدول الفقيرة. فقر الدم يعد نقص الحديد أحد أبرز نتائج سوء التغذية، ويسبب الشعور بالتعب، والدوخة، وضعف التركيز، خاصة لدى النساء الحوامل. مشكلات في الجلد والشعر نقص الفيتامينات مثل فيتامين A وB يؤدي إلى جفاف الجلد، وتساقط الشعر، وهشاشة الأظافر. خلل في وظائف الأعضاء مع مرور الوقت، قد يؤدي نقص العناصر الغذائية إلى تضرر الكبد، الكلى، أو حتى الدماغ. الاضطرابات النفسية يرتبط سوء التغذية بزيادة خطر الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم، خصوصًا عند نقص أوميغا 3، وفيتامينات B. الإحصائيات العالمية وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، يُعاني أكثر من 149 مليون طفل دون سن الخامسة من التقزم بسبب سوء التغذية. في المقابل، يعاني أكثر من 650 مليون بالغ حول العالم من السُمنة، والتي تُعد شكلًا من أشكال سوء التغذية أيضًا. اقرأ أيضًا | يونيسف: سوء التغذية المميت بين أطفال غزة يصل لمستويات كارثية