تتمتع العلاقات المصرية السعودية بخصوصية متفردة تختلف عن كل العلاقات الثنائية بين أى دولتين فى الإقليم. فالبلدان هما جناحا الأمة العربية.. والوحيدتان اللتان لا تحتمل المنطقة ترف اختلافهما.. فمصر رمانة ميزان المنطقة وحجر أساس استقرارها.. والسعودية مركز ثقل إقليمى وقوة وازنة لا يمكن استبدالها. من هنا كان ترابط العلاقات واستقرارها بين البلدين أمراً حيويا ليس فقط على المستوى الثنائى كأى دولتين أخرتين، ولكنه مطلب استراتيجى لأمن المنطقة واستقرارها. هذه الأهمية الاستراتيجية جعلت من ضرب هذه العلاقات هدفاً لقوى الشر وبعض الأطراف الإقليمية التى لها أجندات خاصة، التى تدرك أن تصدع العلاقات بين القاهرة والرياض هو الطريق الأسرع والأضمن لتفكيك المنطقة وإعادة تشكيلها على هوى دعاة «الشرق الأوسط الجديد». لهذا السبب لا تتوقف سهام التخريب من مختلف المنصات الالكترونية -التى تحدث عنها وزير الخارجية د. بدر عبدالعاطى- عن استهداف تلك العلاقات والإساءة لها والتشكيك فيها وفى صلابتها. لكن المطمئن وعى الدولتين (قيادة وشعباً) لتلك المخططات المغرضة ونجاحهم فى إفشالها أولاً بأول. فعلى مدار الأزمات التى واجهت المنطقة مؤخراً، توافقت المواقف المصرية-السعودية لدرجة التطابق، بداية من إدانة الانتهاكات الإسرائيلية فى غزة ، مروروًا بمواقفهما الرافضة للعدوان على الأراضى اللبنانية وعمليتها ضد ايران، وانتهاء بالبيان التى أكدت فيه الدولتان ومعها 8 دول إقليمية دعمهم لاستقرار سوريا. هذه المواقف الموحدة والعلاقات الراسخة هى صمام أمان المنطقة والسبيل الوحيد لتحقيق «الحلم العربى الأبدى» بإقامة الدولة الفلسطينية. هذا الحلم الذى تضعه السعودية شرطاً لأى مباحثات سلام مع إسرائيل، ويبقيه على قيد الحياة موقف مصر الصارم من تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية القضية.. مع اتساع دائرة الأزمات الإقليمية أقول للقاهرة والرياض أعانكما الله على الحمل الذى اختاركما لحمله.. وأقول للمغرضين مكائدكم أوهن من أن تفت عضد الأواصر التى لا تنكسر بين أكبر دولتين فى المنطقة.