سوريا العزيزة تعيش ظروفاً مأساوية . عملية إسقاط النظام السابق تحولت إلى إسقاط لكل المؤسسات الدولية والسماح بتحطيم جيشها على يد القوات الإسرائيلية التى سيطرت على مساحات واسعة من أراضى الجنوب السورى تمركزت على بعد بضعة كيلو مترات من دمشق، بينما كان الشمال فى قبضة تركيا، وما تبقى من أرض سوريا مساحة لصراع الميلشيات وحروب الثأر والاقتتال على حساب الوطن!! كان الأمل عند البعض أن يكون الخطر الخارجى باعثاً لتوحيد الصف وبناء الثقة بين الجميع والتمسك بوحدة سوريا وسلامة كل أراضيها. المشهد الآن يجسد حجم المخاطر التى وصلت إليها الأوضاع فى القطر العربى الشقيق والعزيز على قلوبنا جميعاً محافظة السويداء التى تسكنها غالبية من الإخوة الدروز أصبحت ميداناً لاقتتال داخلى بين الدروز وجماعات أخرى مسلحة . نفس ما حدث قبل ذلك فى محافظات الساحل يتكرر فى الجنوب . الضحايا بالمئات، والموقف خطير والكارثة الأسوأ هى اقتحام العدو الإسرائيلى للمشهد، والعدوان الوقح على أرض سوريا ، والمزاعم الأكثر وقاحة من المسئولين الإسرائيليين لتبرير عدوانهم الجديد والمتصاعد!! تزعم حكومة مجرمى الحرب فى إسرائيل أنها تدافع عن دروز سوريا ويقول وزير دفاعها «كاتس» الذى يعرف الجميع أنه مجرد حامل لتعليمات نتنياهو إن إسرائيل ستواصل استهداف أى تواجد عسكرى سورى رسمى فى المنطقة التى تتوغل فيها منذ سقوط النظام السورى السابق تعرف إسرائيل جيداً أن دروز سوريا هم أحفاد سلطان الأطرش وأنهم لن يكونوا أبداً حليفاً لها ولاخنجراً فى قلب الوطن العربى، لكنها تلعب لعبتها وتريد تثبيت وجودها فى كل الجولان وأن توسع منطقة نفوذها داخل سوريا بقدر ما تستطيع ولهذا ستظل تشعل الحرائق وتستغل الاقتتال الداخلى لتمضى خطوات فى تنفيذ مخططاتها!! يسترعى النظر هنا أن ما تقوم به إسرائيل من تصعيد فى سوريا الآن يأتى بعد أيام من تصريح «ترامب» بأن نتنياهو كان بين من طلبوا رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا (!!) كما يأتى بعد تسريب الأنباء عن لقاء بين مسئولين فى النظام السورى وإسرائيل على طريق التطبيع(!!) هل يدرك الجميع حجم المؤمراة؟! وهل يفهم الجميع أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها هى قضية أساسية للأمن القومى العربي.. أم أن ذلك لن يتم « كالعادة » إلا بعد فوات الأوان؟!