■ فى زحمة الحياة، ننسى جميعًا أننا نحمل سيركًا كاملاً داخل صدورنا! صراعنا المشترك مع ذواتنا أشبه ب «مصارعة ثيران، لكن الثور هو أنت».. كل منا سجان وسجين فى آن واحد! نتابع حياتنا كمسرحية مونودراما لا يسمح بطلها بوجود من يشاركه النجومية على خشبة المسرح. إلى متى نتردد عن خوض حروبنا الداخلية؟ فمن لم ينتصر على نفسه عبدًا مهما بلغ من التحرر. أو كما قال ابن القيم: «النفس إن لم تُشغلها شغلتك». هل نستطيع الخروج من زنازين أوهام بنيناها بإتقان المهندس الواهم؟ ونتذكر تحذير عمر الخيام: «تهرب من نفسك وهى فيك؟ كالذى يطارد ظله فى الفرار». نعامل أنفسنا بما تستحق من وحشية؟ فجلد الذات أهون من نار الندم. فأسوأ عدو يتربص بنا هو من نراه فى المرآة. متى نقلع عن إدمان طاعة أنفسنا المتعطشة للهوى، ونبكى عليها بدلاً من ضحكات الخصوم والأقدار علينا؟ نعى قول المتنبى: «ذل من يغلبه الهوى.. أقسى من ذل الأسير». لا تهربوا من ذواتكم كهاربين من فاتورة الكهرباء! وسددوا ديون الدنيا قبل انقطاع النور! لا ترفعوا راية الاستسلام أمام الوحش الكامن فينا! فأشرس الحروب تدور فى جماجمنا. متى «نستيقظ!» من غفلاتنا فالنهاية قريبة مهما بعدت. فهل نحن مستعدون لأن نكون أبطالاً فى بطولة جماعية ولا نترك ساحة مسرحيتنا لبطل واحد فنعيش للأبد فى أدوارًا ثانوية فى دراما مأساوية بطلها (الأنا)؟ آخر كلام ■ هناك كائن اسمه الرجل ينكسر ويرمم نفسه ذاتياً، يسقط وينهض كل يوم دون أن يره أحد.. لا يصرخ وإن ألمَّ به وجعٌ مثل (تليفون) على وضع الاهتزاز الصامت يكتم غضبه حتى عن أقرب الناس.. لا يحتاج إلى كلمة شكر،، فقط التعامل معه على أنه ليس فولاذ جامدًا أو حصنًا منيعًا بل جوهرة ثمينة تحتاج إلى أسوار من الحب لحمايتها كبطل صامت يستحق ممن حوله بذل الجهد مقابل الاستمتاع باقتنائه.