عواصم- وكالات الأنباء: تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة مع بدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل ترمى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وذلك بعد إعلان إسرائيل أن التعديلات التى طالبت حماس بإدخالها على المقترح «غير مقبولة»، وقبل وصول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى أمريكا، وتزامنا مع ارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلى مجازر مروعة بحق نازحين فى قطاع غزة. وقال مسئول فلسطينى إن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية «يتواجدون فى الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية». وأضاف أن المفاوضات تركز على آليات تنفيذ الاتفاق بناء على المقترح الجديد، مشيرا إلى أن حماس «تريد التركيز على الملاحظات التى أبدتها فى ردها لتحسين إدخال المساعدات بكميات كافية وعبر منظمات الأممالمتحدة والدولية، والانسحاب الإسرائيلى من القطاع، والضمانات لوقف الحرب بشكل دائم ورفع الحصار وإعادة الإعمار.وكان نتنياهو قد فاجأ الجميع أمس الأول وأربك المتفائلين بقرب التوصل لصفقة بعد أن صرح بأن التعديلات التى طالبت حركة حماس بإدخالها على المقترح القطرى «غير مقبولة لإسرائيل». وقال مكتب نتنياهو فى بيان إنه بعد تقييم الوضع، وجَّه رئيس الوزراء بقبول الدعوة لإجراء محادثات مكثفة ومواصلة المحادثات لإعادة محتجزينا على أساس المقترح القطرى الذى وافقت عليه إسرائيل. ونقلت قناة 12 الاسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها إن القتال سيستمر حتى توقيعِ الاتفاق، والمفاوضات ستُجرى تحت نيرانٍ متواصلة، على حد وصفه. فيما أشارت القناة 13 الإسرائيلية الى أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن اتفاق غزة اليوم أو غدا أى أثناء زيارة نتنياهو وذلك إذا سارت الأمورُ على ما يرام فى المفاوضات. يأتى ذلك بعدما شهد اجتماع المجلس الأمنى الإسرائيلى برئاسة نتنياهو نقاشا عاصفا تخللته صيحات واحتجاجات، اضطرت رئيس الوزراء للتدخل والضرب بيده على الطاولة أكثر من مرة لاحتواء الأجواء. ووفقا للتقارير الإعلامية، فقد شهدت الجلسة التى استمرت أكثر من خمس ساعات خلافات ومشادات حول مسألتى تقدم العمليات العسكرية وتوزيع المساعدات الإنسانية. وأشارت القناة 13 الإسرائيلية الى أن وزراء الكابينت صوّتوا خلال الجلسة لصالح توزيع المساعدات الإنسانية فى أنحاء غزة، إلا أن الوزيرين اليمينيين بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير عارضا ذلك. فيما قالت القناة 12 إن من بين أسباب معارضة سموتريتش وبن غفير لخطة توزيع المساعدات هو أن هناك مراكز فى شمال القطاع، وهو ما قد يعرقل إخلاء السكان من الشمال وفقا لرغبة اليمين الساعية للتهجير. وأضافت القناة أن نتنياهو انتقد رئيس الأركان، إيال زامير، بسبب التأخير فى إقامة ما وصفه ب»مدينة إنسانية» فى جنوب القطاع. كما وقعت مشادة كلامية بين رئيس الأركان وسموتريتش تبادل خلالها الطرفان الاتهامات والانتقادات. وقالت صحيفة «يديعوت آحرونوت» إن المشادة التى وقعت بين زامير وسموتريتش وصلت إلى حد الصراخ. واتهم سموتريتش الجيش بعدم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية، وتدخل نتنياهو، بل وضرب على الطاولة لتهدئة الأمور مطالبا بوقف التراشق الشخصى وتحويل النقاش إلى مسار موضوعي.من جهتها، انتقدت صحيفة «معاريف» «عربات جدعون» فى غزة قائلة إنها «منيت بفشل ذريع» وأضافت أن «34 ضابطا وجنديا إسرائيليا قُتلوا فى العملية دون تحقيق أى إنجاز يذكر». وأضافت «الآن تقف إسرائيل على أعتاب توقيع صفقة ستمنح حماس نصرا إستراتيجيا وضمانة أمريكية لبقائها لسنوات قادمة».وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تعترف إسرائيل بأنها فشلت فى أكتوبر 2023 وأن المواطنين يدفعون ثمن هذا الفشل. وعلى الجانب الميداني، استشهد 32 فلسطينيًا وأصيب العشرات جراء سلسلة غارات على أنحاء القطاع، فيما حذرت وزارة الصحة فى غزة من أن أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية فى مستشفيات القطاع بلغت مؤشرات غير مسبوقة. وأشارت مصادر طبية إلى استشهاد 80 شهيدًا وإصابة 308 أشخاص فى غارات إسرائيلية على القطاع خلال 24 ساعة. وأعلنت المنظمات الأهلية عن نقص شديد بكميات المياه، مشيرة إلى أن أكثر من 100 ألف طفل يعانون من درجات متقدمة من سوء التغذية.