اندلعت مشادات كلامية حادة داخل المجلس الأمني الإسرائيلي خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدما اتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الجيش الإسرائيلي بالفشل في إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما استدعى تدخل نتنياهو شخصيًا لاحتواء الموقف. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية "كان"، فقد توجه سموتريتش لرئيس الأركان الفريق إيال زامير قائلاً: "الجيش غير مؤهل لإدارة المساعدات الإنسانية. لقد فشلتم فشلًا ذريعًا"، وسط أجواء مشحونة تخللتها صيحات واحتجاجات من عدة وزراء، ما دفع نتنياهو إلى طرق الطاولة بيده أكثر من مرة مطالبًا الجميع بالتحلي بالمسؤولية والتخلي عن الخلافات الشخصية. ورغم أن تصريحات سموتريتش، خلال الاجتماع الذي استمر حتى صباح اليوم الأحد، لم تحدد بشكل واضح ما إذا كانت تشير إلى أعمال النهب التي تتهم إسرائيل "حماس" بتنفيذها، أو الفوضى في مراكز المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" بدعم أمريكي وإسرائيلي، إلا أن رد رئيس الأركان كان غاضبًا، متهمًا الوزير بتقويض معنويات الجنود وقوات الاحتياط، قائلاً: "لديك انتقادات على كل شيء.. تُضعف جنود الاحتياط. تُضعف معنويات الجنود. أنت ضد جيش الدفاع الإسرائيلي. أنت ضد كل شيء وتقول إننا لا نفعل هذا ولا ذاك". ولم يتوقف الخلاف عند هذا الحد، بل تطور لاحقًا عندما اتهم سموتريتش رئيس الأركان بنية تسريب معلومات صحفية ضده، ما أثار حفيظة زامير الذي نفى بشدة، ليقترح سموتريتش إجراء اختبار كشف الكذب. وناقش الاجتماع الأمني إنشاء مناطق خاصة لتوزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، لفصل المدنيين عن حركة "حماس"، وهو ما انتهى بالموافقة وقد وافق المجلس، على الخطة بعد خمس ساعات من النقاش، أُثبر فيها الجدل بشأن توقيت تنفيذها والمعوقات المالية التي عرضها الجيش، بحسب "ذا تايمز أوف إسرائيل". كما أظهر مقطع فيديو تم عرضه خلال الاجتماع حشودًا من المدنيين يندفعون نحو مراكز الإغاثة، وهو ما اعتبره رئيس الأركان تهديدًا مباشرًا لأمن الجنود في الميدان، بينما طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بوقف المساعدات، معتبرًا أن "هؤلاء يركضون لأن هذا هو سلوكهم، وليس فقط بسبب الجوع".