توليفة رائعة وذكية من مختلف الفنون جمعتها الدكتورة رانيا يحيى مديرة الأكاديمية المصرية للفنون بروما. فنانة تشكيلية، أديبتان، عازفة هارب شهيرة وعازف بيانو شاب. كل هؤلاء شاركوا فى الأمسية التى أقيمت يوم الخميس 26 يونيو 2025 بالعاصمة الإيطالية روما، وفى القلب منها الأكاديمية المصرية للفنون. شهد الأمسية نخبة من المصريين والإيطاليين، وحضور إيناس مكاوى سفيرة الجامعة العربية لدى إيطاليا والفاتيكان. تضمنت الأمسية ثلاث فقرات، معرض «من وحى إفريقيا» للفنانة التشكيلية القديرة ماجدة سعد الدين، ثم الندوة الأدبية التى جمعت ثلاثتنا، الكاتبة الإعلامية صفاء النجار، وأستاذة الأدب الإيطالى الدكتورة وفاء البيه، وأنا. وفى النهاية، كان مسك الختام، الفقرة الموسيقية التى تشارك فى تقديمها الفنانة منال محيى الدين وابن أخيها سيف الدين شريف. كنت أتأمل المتحدثات، وأطالع وجوه الحضور من مصريين مقيمين فى روما، أو إيطاليين مهتمين بالأدب والفن والثقافة المصرية. تسرب إلى مشاعرى فكرة طالما آمنت بها، وهى أن قوة مصر الناعمة هى سلاحها الحقيقى، ونقطة قوتها الأصلية. الفن التشكيلى، الأدب، والموسيقى. تلك الثلاثية المتتابعة التى عشنا أجواءها تحت سماء مصر فى قلب روما. استمتعنا أولا بالتجول فى معرض (من وحى إفريقيا) حيث تجلت الخطوط النابضة، والألوان الملهمة للفنانة القديرة ماجدة سعد الدين، كل لوحة تجسد مشهدا حفرته تجربتها الفريدة فى التجوال فى أكثر من دولة فى إفريقيا. القارة السمراء التى ننتمى إليها. بعدها بدأت ندوة من العيار الثقيل تحت عنوان «الأدب المصرى بين الماضى والحاضر» شاركت فيها الدكتورة صفاء النجار، الروائية والإعلامية المعروفة، الدكتورة وفاء البيه أستاذة الأدب الإيطالى، المترجمة، وصاحبة مشروع ثقافى مهم يرصد العلاقة القديمة والمتجددة التى تربط الثقافة الإيطالية والمصرية. وكاتبة هذه السطور. دارت الندوة حول التأثير الثقافى المتبادل الذى استمر بين الثقافتين العربية والغربية عبر العصور، ثم اختتمت الأمسية بمسك الختام «الموسيقى» غذاء الروح والنفس والقلب، «المطهر» كما عنون (دانتى) أحد الأجزاء الثلاثة لتحفته الأدبية (الكوميديا الإلهية). منال محيى الدين التى حلقت بنا فى فضاء الموسيقى والألحان، متابعة أصابعها وهى تعانق الهارب، وتهمس للأوتار متعة تغسل القلب، وتبهج الروح. أما المفاجأة الرائعة التى قدمتها الموسيقية الكبيرة، فقد كانت سيف شريف الدين، ابن أخيها، وابنها الروحى الذى تشرب جينات الفن، واستلهم عشق الموسيقى والألحان من عمته منال محيى الدين. قدم سيف معزوفاته مع منال، هو على البيانو وهى على الهارب فى هارمونى عجيب، نفذ إلى قلوب الحاضرين، وسكن مشاعرهم.