في الوقت الذي تسود فيه أجواء التوتر الدبلوماسي والعسكري بسبب الحرب في أوكرانيا، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة مطولة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة ملفات عدة، من بينها النزاع في أوكرانيا والملف الإيراني، لكنه صرّح لاحقًا أنه لم يُحرز أي تقدم يُذكر في مسألة إنهاء الحرب، إذ تأتي هذه المكالمة في لحظة حساسة، بعد توقف واشنطن عن إرسال شحنات أسلحة إلى كييف. مكالمة دون نتائج بحسب تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، قال الرئيس ترامب، في تصريحات للصحفيين يوم الخميس قبيل صعوده إلى الطائرة الرئاسية في طريقه إلى ولاية آيوا، إنه أجرى اتصالًا مطولًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقش خلاله قضيتي إيرانوأوكرانيا، إلا أنه أقرّ بعدم تحقيق أي تقدم فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية. ووفقًا للكرملين، استغرقت المكالمة الهاتفية بين الزعيمين أكثر من ساعة، وصرّح ترامب للصحفيين بأنه "ليس سعيدًا" بشأن الوضع في أوكرانيا، مضيفًا: "لم أحرز أي تقدم على الإطلاق في هذه القضية". تناقض في التصريحات وفيما يتعلق بشحنات الأسلحة الأمريكية، قال ترامب إن بلاده لم توقف الإمدادات العسكرية إلى كييف، رغم توقف الشحنات فعليًا قبل يومين، وأضاف موضحًا: "علينا التأكد من أن لدينا ما يكفي لأنفسنا"، في إشارة إلى ضرورة موازنة الدعم الخارجي مع الاحتياجات الدفاعية للولايات المتحدة. اقرأ أيضا | ترامب: كنا أضحوكة العالم في السابق.. واستعدنا قوة مؤسستنا العسكرية في المقابل، صرح يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، أن موضوع إمدادات الأسلحة الأمريكيةلأوكرانيا لم يُطرح خلال المكالمة الهاتفية بين الزعيمين. وبحسب أوشاكوف، جرت مناقشة مفصلة خلال المكالمة حول الوضع في الشرق الأوسط والملف الإيراني، وأشار إلى أن بوتين شدد على ضرورة تسوية القضية الإيرانية عبر الوسائل الدبلوماسية فقط. كما أكد المسؤول الروسي أن بوتين أبلغ ترامب بأن روسيا لن تتخلى عن أهدافها الاستراتيجية في أوكرانيا، لافتًا إلى أن الكرملين يعتبر أن محادثات السلام مع كييف يجب أن تتم بشكل ثنائي، دون تدخل مباشر أو نشط من قبل الولاياتالمتحدة. ترامب وزيلينسكي وفي تطور لاحق، قال مسؤولون أوكرانيون إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يعتزم إجراء مكالمة مع الرئيس ترامب يوم الجمعة، لمناقشة تداعيات توقف المساعدات العسكرية الأمريكية، وسط مخاوف من انعكاسات هذا التوقف على الجبهة العسكرية الأوكرانية. لم تنجح مكالمة بوتين وترامب الطويلة في فك عقدة الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها كشفت عن استمرار المواقف المتباعدة بين واشنطن وموسكو، بينما تستمر كييف في البحث عن ضمانات سياسية وعسكرية وسط تصاعد الضبابية في الموقف الأمريكي. وفي خلفية هذا المشهد، يبقى الشرق الأوسط وإيران جزءًا من الحسابات المعقدة التي تتقاطع فيها مصالح القوى الكبرى. اقرأ أيضا | ترامب: الإيرانيون أبلغوني أنهم يريدون ضرب قواعدنا وقلت لهم افعلوا ما تريدون