أعود اليوم فى الذكرى الخالدة لثورة 30 يونيو لاستكمال سلسلة جديدة من الموضوعات تتناول المتحف الذى يعد أكبر مشروع ثقافى على مستوى العالم . ونتناول فى البداية الخطوات العملية لبدء مشروع المتحف المصرى الكبير .. وكانت الدولة المصرية قد أعلنت وتحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف. وفى مؤتمر صحفى عالمى تم الإعلان عن المسابقة تحت إشراف دولى لتصميم المتحف المصرى الكبير ليكون أكبر متحف للآثار المصرية فى العالم وذلك بجوار هضبة الأهرام بالجيزة .. وتقدم معماريون واستشاريون من 83 دولة بتصورات ومشروعات معمارية بلغ مجملها 557 مشروعاً وشارك فى التصميم الفائز 14 مكتباً استشارياً من خمس دول ، وقد فازت الشركة الايرلندية هينجان بينج بمسابقة التصميم المعمارى . بينما فازت بالتصميم المعمارى شركة اتيليه بروكنر . واستغرقت دراسة المشروع 3 سنوات بتكلفة بلغت مليونى دولار ، وتم كتابة الدراسة فى 8 مجلدات .. وكان ذلك بتمويل من شركة جايكا اليابانية وبقروض ميسرة . وفى يوليو 2003 وزعت جوائز المسابقة المعمارية على الفائزين الأوائل ، ووصل مجموع الجوائز إلى 750 ألف دولار ، ويعد المتحف أحد اهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة .. فقد أنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً وليكون الوجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصرى القديم كأكبر متحف فى العالم يروى قصته تاريخ الحضارة المصرية القديمة لاحتوائه على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها مجموعة الملك الذهبى « توت عنخ امون « والتى تعرض كاملة ولأول مرة منذ اكتشاف مقبرته فى نوفمبر 1922 ، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حورس أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة ، وأيضا متحف مراكب الملك خوفو فضلاً عن المقتنيات الأثرية منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والرومانى .. ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفاعليات مثل متحف للأطفال ومركز تعليمى وقاعات عرض مؤقتة وسينما ومركز للمؤتمرات ، وعديد من المناطق التجارية التى تشمل محال تجارية وكافيتريات ومطاعم إلى جانب الحدائق والمتنزهات .. وموعدنا فى الأسابيع القادمة للكشف عن كثير من الخبايا والمعلومات عن القطع الأثرية المنقولة ومعامل مركز الترميم ومراحل إنشاء المتحف .