أثار خبر وفاة المطرب الشاب أحمد عامر بأزمة قلبية مفاجئة حالة من الحزن والتساؤلات، خاصة مع تكرار حوادث الوفاة المفاجئة بين شباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر. تعجب كثيرون: كيف يمكن لقلب شاب في هذا العمر أن يتوقف فجأة؟ وكيف تحدث الجلطات؟ وهل من الممكن أن تكون أعراض بسيطة مثل وجع البطن أو الصداع مؤشراً على خطر جسيم؟ يقول د. جمال شعبان، أستاذ القلب والأوعية الدموية ومدير معهد القلب السابق، إن الجلطة ببساطة هي كتلة من خلايا الدم تتجمع وتلتصق بجدار أحد الشرايين، فتغلقه بشكل جزئي أو كلي، مما يمنع تدفق الدم إلى الأعضاء، فالدم يحمل الأكسجين والغذاء الضروريين للخلايا، وعندما يتوقف عن الوصول، تبدأ الخلايا في التلف والموت، وأخطر ما في الجلطات أنها حين تصيب المخ أو القلب، فإن الخلايا المتضررة لا يمكن تعويضها أو استبدالها، وهذا ما يجعل الجلطات في هذه المناطق قاتلة. ويوضح أنه عندما تسد جلطة كبيرة أحد الشرايين التاجية في القلب، قد يحدث انسداد كامل، يؤدي إلى توقف القلب فجأة، وهو ما يُعرف بالسكتة القلبية، وإذا لم يتم التدخل السريع بوسائل الإنعاش وإذابة الجلطة أو تركيب دعامات، قد تودي الحالة بحياة المصاب في دقائق. وأضاف: الأمر نفسه ينطبق على المخ، فعند انسداد شريان رئيسي يغذي مساحة كبيرة من الدماغ أو مراكز التحكم في التنفس والحياة، قد تحدث سكتة دماغية تؤدي إلى توقف المخ تمامًا، وقد تنتهي بالوفاة. أعراض غير متوقعة تابع: الغريب أن بعض الأعراض غير المتوقعة قد تكون مؤشرًا على جلطة، مثل ألم في البطن أو إحساس بالحموضة، هذا العرض قد يكون ناتجًا عن جلطة في الشريان التاجي الخلفي، أو جلطة في شرايين الأمعاء، أو حتى تسلخ وتمدد الشريان الأورطي. لذلك لا يجب الاستهانة بأي ألم مفاجئ، خاصة إذا تكرر أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل العرق أو ضيق التنفس. اقرأ أيضا..جمال شعبان يكشف أسباب وفاة الشباب بالجلطات ونوه د. جمال شعبان، بأن هناك بعض الأمور التي تجعل شابًا صغيرًا عرضة للجلطات، ومنها التدخين، تناول المسكنات بشكل مفرط، مشروبات الطاقة والمنشطات، تعاطي المخدرات، والتاريخ العائلي مع ارتفاع الكولسترول أو القابلية للتجلط. وأوضح: الضغط المرتفع، ومرض السكري، وحتى الإصابة بفيروس كورونا، باتت عوامل معروفة في رفع خطر الجلطات، إذ إن الفيروس يؤثر مباشرة على الأوعية الدموية في القلب والمخ والرئة والكبد والكلى، ومن المهم التأكيد أن الفيروس نفسه وليس التطعيمات هو السبب الرئيسي للجلطات المفاجئة. علامات تحذيرية ويشير إلى أن العلامات التحذيرية تختلف بين جلطة المخ والقلب، فجلطة المخ قد تظهر على هيئة صداع شديد مفاجئ، تنميل في جانب من الجسم، أو اضطراب في الوعي. أما جلطة القلب، فغالبًا ما تبدأ بإحساس بالثقل أو عدم الارتياح في الصدر، نهجان حتى مع مجهود بسيط، تعرق بارد، أو ألم يمتد إلى الذراع الأيسر. مفتاح النجاة وأكد: يجب العلم بأن التدخل السريع هو مفتاح النجاة، فاللحظات الأولى بعد ظهور الأعراض تُعرف بالوقت الذهبي، وهي التي تحدد إن كان المريض سينجو بأقل ضرر أم ستتفاقم حالته، إذابة الجلطة بالأدوية أو التدخل بالقسطرة والدعامات خلال هذه الفترة قد تنقذ حياة كاملة. ونوه: لا يمكن تجاهل تأثير العامل النفسي، فالزعل الشديد والتوتر والصدمات العاطفية ليست مجرد مشاعر، بل يمكنها أن "تكسر القلب" فعليًا، وتؤدي إلى اعتلال عضلة القلب، أو حتى التسبب في جلطة.