في عالم يتغيّر بسرعة مذهلة، تظل الثقافة هي الركيزة الأساسية التي تحفظ هوية الشعوب وتصون تراثها وتشكّل وعيها، فالثقافة ليست رفاهية، بل ضرورة وطنية، وخط الدفاع الأول أمام التحديات الفكرية والاجتماعية، وهي القوة الناعمة القادرة على تغيير المجتمعات وتنويرها، وإعادة رسم ملامح المستقبل بروح من الانتماء والابتكار. في مصر، صاحبة الريادة الثقافية العربية والإفريقية، يبرز دور "المجلس الأعلى للثقافة" كأحد الأعمدة الراسخة التي تعنى برعاية الفكر والإبداع وتقديم الرؤى الثقافية المستنيرة، ومنذ توليه منصب الأمين العام للمجلس، يسعى الدكتور أشرف العزازي، بخلفيته الأكاديمية والدبلوماسية الرفيعة، إلى إعادة صياغة دور المجلس كمظلة جامعة للمثقفين والمبدعين، وكمنصة تفاعلية تشجع على الحوار، وتفتح نوافذ الفكر المصري على العالم. في هذا الحوار الخاص ل"بوابة أخبار اليوم"، يفتح د. أشرف العزازي قلبه وفكره، ويتحدث عن ملفات شائكة، وطموحات كبيرة، وخطط فاعلة لإعادة الحيوية للمشهد الثقافي المصري، من خلال دعم المواهب الشابة، وتطوير البنية المؤسسية، وتوسيع نطاق الأنشطة الثقافية لتشمل كل ربوع مصر، مؤمنًا بأن الثقافة تبدأ من الناس ولأجل الناس. كيف ترى دور المجلس الأعلى للثقافة في تعزيز الهوية الوطنية؟ المجلس يعد ركيزة أساسية في رسم السياسات الثقافية للدولة، ويعمل على تعزيز الهوية الوطنية من خلال دعم الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، وتنظيم الفعاليات التي تُبرز التراث الثقافي المصري. ما هي أبرز التحديات التي تواجه الثقافة المصرية حاليًا؟ من أبرز التحديات تراجع الوعي الثقافي، وتأثير العولمة على الهوية الوطنية، بالإضافة إلى الحاجة لتحديث البنية التحتية للمؤسسات الثقافية وتطوير المحتوى الثقافي ليتناسب مع العصر الرقمي وهذا ما نقوم بفعله الآن والتطور الرقمي. كيف يعمل المجلس على مواجهة هذه التحديات؟ نعمل على تنظيم ندوات ومؤتمرات تُعزز الوعي الثقافي، وتوسيع نطاق الأنشطة لتشمل المحافظات، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية لتحديث البنية التحتية وتطوير المحتوى الثقافي. ما هي الخطط المستقبلية لتوسيع نطاق الأنشطة الثقافية؟ نخطط لتنظيم فعاليات ثقافية في جميع المحافظات، خاصة في المناطق الحدودية، لتعزيز الوعي الثقافي وتوفير الفرص للمواهب المحلية للمشاركة في الأنشطة الثقافية. كيف يسهم المجلس في دعم الشباب والمواهب الجديدة؟ ندعم الشباب من خلال تنظيم مسابقات وورش عمل تنمي مهاراتهم، وتوفير منصات لعرض أعمالهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والإداري للمواهب الجديدة. ما هو دور المجلس في تعزيز التعاون الثقافي الدولي؟ نعمل على تعزيز التعاون الثقافي مع الدول الأخرى من خلال تبادل الزيارات والفعاليات الثقافية، وترجمة الأعمال الأدبية، وتنظيم معارض مشتركة تُبرز التراث الثقافي المصري. كيف يتعامل المجلس مع التطورات التكنولوجية في المجال الثقافي؟ ندرك أهمية التكنولوجيا في العصر الحديث، ونعمل على دمجها في الأنشطة الثقافية من خلال تنظيم فعاليات تُناقش تأثير التكنولوجيا على الثقافة، وتطوير منصات رقمية لعرض المحتوى الثقافي. ما هي الجهود المبذولة لتحديث البنية التحتية للمؤسسات الثقافية؟ نعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على تحديث البنية التحتية للمؤسسات الثقافية، وتوفير المعدات والتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر على استخدام هذه التقنيات. كيف يُسهم المجلس في تعزيز الوعي الثقافي بين المواطنين؟ نركز على تنظيم فعاليات تعزز الوعي الثقافي، وتوفير محتوى ثقافي متنوع يلبي اهتمامات جميع فئات المجتمع، بالإضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام لنشر الثقافة. ما هي الخطط المستقبلية لتطوير المحتوى الثقافي؟ نخطط لتطوير المحتوى الثقافي من خلال دعم الإنتاجات الثقافية المبتكرة، وتشجيع الكتاب والمبدعين على تقديم أعمال تعبر عن الهوية الوطنية، بالإضافة إلى توفير منصات لعرض هذه الأعمال. كيف يسهم المجلس في الحفاظ على التراث الثقافي المصري؟ نعمل على توثيق التراث الثقافي المصري، وتنظيم فعاليات تبرز هذا التراث، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية للحفاظ على المواقع الأثرية والموروثات الثقافية. ما هو دور المجلس في دعم الفنون والآداب؟ ندعم الفنون والآداب من خلال تنظيم معارض فنية، وندوات أدبية، وتقديم الدعم للمبدعين، بالإضافة إلى توفير منصات لعرض أعمالهم والترويج لها. كيف يسهم المجلس في تعزيز الثقافة الرقمية؟ نعمل على تعزيز الثقافة الرقمية من خلال تنظيم ورش عمل تعزز المهارات الرقمية، وتطوير منصات رقمية لعرض المحتوى الثقافي، بالإضافة إلى دعم المبادرات التي تُعزز الثقافة الرقمية. ما هي الرسالة التي توجهها للمثقفين والمبدعين في مصر؟ أدعو المثقفين والمبدعين إلى المشاركة الفعالة في الأنشطة الثقافية، وتقديم أعمال تعبر عن الهوية الوطنية، والمساهمة في تعزيز الوعي الثقافي بين المواطنين. الثقافة هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات، والمجلس الأعلى للثقافة يعمل على تعزيز الهوية الوطنية من خلال دعم الفنون والآداب، وتوسيع نطاق الأنشطة الثقافية لتشمل جميع المحافظات، وتعزيز التعاون الثقافي الدولي، ويجب مشاركة المثقفين والمبدعين في هذه الجهود لتحقيق النهضة الثقافية المنشودة.