في ليلة إنسانية مبهرة نسجت خيوطها بين عبق الحضارة وعظمة الرسالة، احتضن المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط النسخة الخامسة من الحملة العالمية "مانحي أمل" (Hope Giver)، في فعالية جمعت رسل الإنسانية من مختلف الجنسيات، لتقديم رسالة مفادها: أن الأمل لا يعرف حدودًا، وأن مصر، بتاريخها العريق، تفتح ذراعيها دومًا لمبادرات الحياة. المتحف يتحول إلى منبر عالمي للإنسانية استضاف المسرح الكبير بالمتحف القومي للحضارة المصرية حفل إطلاق النسخة الخامسة من حملة "مانحي أمل"، في حضور رسمي وشعبي واسع، وسط أجواء احتفالية تؤكد دور المتحف المتنامي كمركز ثقافي وإنساني على المستويين المحلي والدولي. دعم وزاري ومجتمعي متكامل جاءت الحملة هذا العام برعاية عدد من الوزارات والهيئات والمؤسسات المصرية، في مقدمتها: وزارة السياحة والآثار ممثلة في المتحف القومي للحضارة المصرية. الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي. وزارة الشباب والرياضة. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. مبادرة إنسانية من مصر إلى العالم خلال كلمته، أعرب الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، عن اعتزاز المتحف باستضافة هذا الحدث الملهم، مؤكدًا أن المتحف لا يقتصر على حفظ التاريخ، بل يسعى لدعم الحاضر وبناء مستقبل أكثر إنسانية من خلال أنشطة ثقافية وفنية وإنسانية تُسهم في تمكين ذوي الهمم وبث روح الانتماء والمشاركة المجتمعية. أبطال الأمل يروون قصصهم تضمنت الفعالية عرضًا مؤثرًا لفيلم وثائقي تناول رحلة لاعب التنس الدولي ومؤسس الحملة الكابتن أنور الكموني مع مرض السرطان وتجاوزه، ليصبح نموذجًا للإرادة الملهمة، وهو ما يعكس جوهر الحملة الهادفة إلى دعم المرضى والأيتام وذوي الهمم حول العالم. كما استُعرضت أبرز إنجازات الدولة المصرية في دعم الرياضة وذوي الهمم، وإبراز جهود مصر في مجال المسؤولية المجتمعية. عروض فنية وبصمة صفاء أبو السعود اختُتم الحفل بمجموعة من العروض الفنية والغنائية التي قدمها الأطفال، أضفت طابعًا من البهجة والأمل، بمشاركة خاصة للفنانة الكبيرة صفاء أبو السعود التي تفاعلت مع الأطفال في استعراض مميز أضفى على الأجواء لمسة فنية دافئة نالت إعجاب الحضور. حضور رفيع المستوى شهد الحفل حضور عدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والفنية، من أبرزهم: يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، والدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة، والسفيرة ديليا جريس ممثلة منظمة اليونيسيف ورئيسة "الجراند بول"، والكابتن أنور الكموني، مؤسس الحملة، عدد من سفراء الدول الأجنبية والفنانين والشخصيات العامة. مبادرة عالمية من جنيف إلى القاهرة جدير بالذكر أن حملة "مانحي أمل" تأسست في مدينة جنيف بسويسرا عام 2021 على يد الكابتن أنور الكموني، وتضم متطوعين من أكثر من 23 دولة حول العالم، وتسعى إلى تقديم الدعم النفسي والإنساني لمرضى الأمراض الخطيرة، وذوي الهمم، والأطفال الأيتام، من خلال فعاليات مشتركة مع مؤسسات طبية وخيرية. بحضنها الدافئ لهذه المبادرة، تؤكد مصر مجددًا أن قوتها لا تكمن فقط في آثارها وحضارتها، بل في قلبها النابض بالعطاء، ورسالتها الممتدة إلى العالم بأن الأمل دائمًا ممكن، وأن الحياة تستحق دومًا أن تُعاش بكل ما فيها من إصرار ومحبة. اقرأ أيضًا | «فاينانشيال تايمز»: المتحف المصري الكبير مقصد سياحي يلبي رغبات الزوار