«محدش يصوت عشان بنتى بتخاف» . «اللهم لك الحمد حتى ترضى وحتى يبلغ الحمد منتهاه» . كلمات لنساء مكلومات لكنهن صابرات مؤمنات محتسبات. طعنهن القدر فى فلذات أكبادهن طعنة نالت من مصر كلها وليس أهالى ضحايا الإهمال واللامبالاة بقرية السنابسة بالمنوفية. لقد نزفت قلوب المصريين قبل عيونهم على فتيات من خير ما أنجبت مصر. فمن منا لم يتمن أن يكون أولاده مثل تلك الحوريات اللاتى سعين بشرف للقمة عيش بسيطة يقمن بها صلب أسرهن ويعنَّهم على قسوة الحياة. كان سهلا أن يلجأن مثل كثيرات للطرق العصرية للربح ركوبا لتريند لا ندرى من أين جاء ولا إلى أين يقودنا! . فليت شبابنا بجلد وقوة ومسئولية هؤلاء الفتيات. فعليهن رحمات الله ولأسرهن أخلص الدعوات بالصبر والسلوان. ودماء الشهيدات غالية لا يجب أن تضيع هباء منثورا. فلنجعلها رسالة وثمنا غاليا دفعته مصر حتى نعيد تقويم منجزات ونمنع كوارث مماثلة. لكن يجب أن تكون وقفتنا أداة بناء وإصلاح لا معاول هدم وتخريب كمن ينعق بما لا يفهم. فهل ينكر أحد أن الطرق أهم الانجازات بكل ربوع المحروسة وليس عاصمتها ومدنها الكبرى فقط. لا نقول أننا وصلنا منتهانا. لكنها إنجازات قوية وارد أن يكون بها سلبيات تحتاج إلى علاج. علينا سريعا مراجعة ملف الطرق لاستكمال التطوير طبقا لأولوياتنا. والأهم مراجعة خطط صيانة الطرق والمحاور. فالصيانة كلمة السر للحفاظ على المشروعات كبيرها وصغيرها. ومعها نراجع خطط المراقبة بتلك الطرق. وقد كتبت كثيرا حول الرقابة المطلوبة وضربت مثلا بطريق الصعيد الصحراوى الغربي. وللامانة سارعت وزارة الداخلية بالاستجابة والتوضيح وتكثيف الرقابة. وبالطبع لا يوجد مسئول فوق المحاسبة. لكن بمنطق يقيم إيجابياته أمام ما قد يظهر من سلبيات. وهل كان تقصيره ووزارته سببا لأى كارثة. أم أن هناك عناصر أخرى وارد حدوثها. وهنا أرجع لما كتبته وبكل أسف أن سائقى سيارات النقل العام وقنابل موقوتة بكافة طرقنا. لا احترام لقوانين ونظم إلا من رحم ربي. بجانب تفشى تعاطى المخدرات بين أغلبهم. المصيبة كبيرة والدولة تألمت بدءا من قيادتها. فلنحول المحنة لمنحة تحفظ الانجازات وتعالج بحكمة السلبيات.