طارق الطاهر عشاقه كثر.. وكلما مر الزمن على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ (1911- 2006)، ازدادوا عشقا وإبداعا له ولكل أثر يحمل فى طياته بذرة رواها بمسيرته، ليصبح متحفه - بعد ذلك - «قبلة» لهم، يصوغون فيه رؤاهم وأحلامهم، التى يحولونها لحقيقة ملموسة. هذا ما شعرت به عندما تجولت فى معرض «الجمالية فى عيون عشاقها»، الذى أقيم بالتعاون بين صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعمارى القدير حمدى السطوحى، الذى يدعم أى فكرة تسهم فى نشر وتقريب الثقافة للجمهور المتعطش دائما ودوما للفن الراقى، وهو ما عبّر عنه مجموعة من المصورين الفوتوغرافيين الشريك الثانى لمتحف ومركز إبداع نجيب محفوظ فى هذا العمل، الذى جاء نتيجة مبادرة مجتمعية، أتيح من خلالها ورشة عمل نظمت داخل المتحف، وكذلك جولات فى منطقة الجمالية، بإشراف الفنان والأديب أحمد داوود وفريق العمل معه، الذين أخرجوا من شباب الفوتوغرافيين أحسن ما عندهم، وجاءت لجنة التحكيم لتختار أسماء تجذبك أعمالهم، قبل أن تعرف أنهم من فازوا، إذ أعلن عن فوزهم، عقب الافتتاح ظهر يوم الجمعة الماضى. المعرض جاء حاملا فى مجمله لأعمال غاية فى الإبهار فى كشفها عن دقائق وتفاصيل حى الجمالية، المسكون بجمال دفين؛ يحتاج كل فترة لمن يكتشفه، لاسيما أن هذا الحى ولد وعاش فيه فترة من طفولته نجيب محفوظ، الذى يعد متحفه هو المحور الثانى لهذا المعرض، فقد التقطت عدسات هؤلاء المصورين لقطات تبرز جمال هذا المتحف، الكائن بتكية محمد أبو الدهب، ليضاف إلى المحورين السابقين محور ثالث عن «القراءة»، فى إطار إطلاق متحف نجيب محفوظ لموسمه القرائى الأول، الذى سيشهد -فى الشهور المقبلة- موائد مستديرة ولقاءات مع مبدعين ومثقفين عن القراءة، ودورها فى تنمية الذهن والفكر وصقل الموهبة. هذا المعرض المستمر حتى 19 يوليو جدير بأن يزوره محبو هذا الحى العريق، الذى يحكى كل مكان فيه تاريخ مصر المحروسة، وكذلك محبو نجيب محفوظ، الذى سيظل دوما رمزا حاضنا للمواهب والتجارب المهمة فى مسيرتنا الثقافية والإبداعية.