فى ضوء وقف إطلاق النار الأخير بين إيران وإسرائيل، أبدت الدوحة تفاؤلها بإمكانية استثمار الزخم الإقليمى للتوصل إلى هدنة فى قطاع غزة. وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصارى أن هناك اتصالات جارية مع إسرائيل وحركة حماس، محذرًا من ضياع «فرصة ثمينة» لوقف إطلاق النار. اقرأ أيضًا | واشنطن - تل أبيب - طهران|واشنطن.. جدل حول نجاح الضربة بين ترامب والكونجرس بالتوازي، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن جهود حثيثة يبذلها لإقناع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق نهائي، يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن «الوضع فى غزة مروع للغاية»، وأن اتفاقًا قد يبرم خلال الأسبوع المقبل. من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو عقد جلسة أمنية مصغرة، مع توقعات بانعقاد أخرى، وسط ضغوط دولية متزايدة للدخول فى مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس. وأكدت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب لا تمانع التفاوض فى إطار مقترح المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف. أما فى واشنطن، فيستعد وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر لزيارة العاصمة الأمريكية لبحث تطورات غزة والملف الإيراني، فى وقت يرتقب أن يتوجه نتنياهو إلى واشنطن فى النصف الثانى من يوليو المقبل. ميدانيًا، دخلت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة يومها ال103، وأسفرت منذ فجر أمس عن استشهاد 21 فلسطينيًا، معظمهم جراء قصف على مدرسة ومخيمات للنازحين فى خان يونس وغزة ودير البلح. وذكرت وزارة الصحة بغزة أن عدد الضحايا منذ بداية الحرب تجاوز 189 ألفًا بين شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء. وأكدت وكالة الأونروا أن النظام الصحى فى القطاع يواجه انهيارًا شاملًا نتيجة القصف المستمر، ونقص الوقود، ومنع دخول الإمدادات الطبية. وأفادت وزارة الصحة أن 66 طفلًا استشهدوا بسبب الجوع، بينما لا يزال الاحتلال يمنع الإمدادات الحيوية، مع تصنيف مجمع ناصر الطبى ضمن «المنطقة الحمراء». وفى تطور خطير، أشارت صحيفة «هآرتس» العبرية إلى أن عدد شهداء الحرب قد يبلغ 100 ألف فلسطيني، وفق دراسة للبروفيسور مايكل سباجات وعالم السياسة الفلسطينى خليل الشقاقي، وقالت إنه الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية مقارنة بنسبة السكان. واتهمت «هآرتس» الجيش الإسرائيلى بإصدار أوامر مباشرة لإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين أثناء محاولاتهم الحصول على مساعدات إنسانية فى غزة، ضمن سياسة ممنهجة لاستهداف المجوعين. وأكد جنود وضباط إسرائيليون أنهم تلقوا تعليمات واضحة بإطلاق النار على طالبى المساعدات، دون أن يشكل هؤلاء أى تهديد. بدوره، نفى نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس ما جاء بتقرير هآرتس وهاجموا الصحيفة. من جانبها، طالبت حماس الأممالمتحدة بلجنة تحقيق دولية، مؤكدة أن أكثر من 570 فلسطينيًا استشهدوا جراء هذه الهجمات منذ مايو الماضي. فى السياق، تواجه «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهى كيان أمريكى إسرائيلي، تحقيقات فى سويسرا بسبب «قصور تنظيمي»، وسط انتقادات أممية حادة لدورها فى عسكرة المساعدات وتحويلها إلى «مصائد موت»، حيث استشهد أكثر من 400 فلسطينى وهم يحاولون الحصول على مساعدات من المؤسسة أو من الأممالمتحدة .