تهشمت العقيدة القتالية للجيش الصهيونى على وقع ضربات الصواريخ الايرانية. تلك العقيدة القائمة على القتال على ارض الغير وخارج فلسطينالمحتلة. حدث ذلك فى حروب 56 و67 وحتى خلال نصر اكتوبر 73 واجتياح لبنان عام 82 وسوريا فى 2024. حين يقول الكولونيل دوجلاس ماكجرجور المستشار السابق بالبنتاجون ان ثلث تل ابيب تدمر بفعل صواريخ ايران (1300 مبنى انهار بعموم اسرائيل) فهذا يعنى ان نتنياهو بدلا من تغيير وجه الشرق الاوسط، غيَّر وجه اسرائيل. وبعد أن كان الحديث يتركز على اعادة اعمار غزة، راح يتجه لاعادة اعمار تل ابيب، اذ ذكر ضابط عائد من غزة حين شاهد مظاهر الدمار بتل ابيب: «ظننت اننى فى خان يونس او بيت حانون». وأصبح مشهدا عاديا بالمدن الاسرائيلية متابعة جهود رجال الانقاذ بحثا عن احياء تحت أنقاض المبانى ليذوقوا ما يعانيه الغزيون طوال 605 أيام. ولم يعد الاسرائيليون طوال 12 يوما من الضربات الايرانية يبرحون الملاجئ وأصبح دوى صفارات الانذار لا ينقطع وكلها مشاهد لم يعتَدْ عليها الصهاينة. وابلغ دليل على انكشاف عقيدة القتال الاسرائيلية قيام اسرائيل خلال الايام الاولى للحرب بنقل جميع طائراتها المدنية الى قبرص واليونان خوفا من ان تطالها الصواريخ الايرانية. وهكذا لم تعد اسرائيل أرض اللبن والعسل بل تحولت الى جهنم كنتيجة لعدم شعور محتليها بالامان وظهر ذلك جليا بمسارعة الالاف لمغادرتها. وهى ضربة قاصمة لان المهاجرين هم قنبلة اسرائيل الديموجرافية. وأبلغ وصف لما حدث ما كتبه توماس فريدمان بصحيفة نيويورك تايمز: «هذه الحرب بالنسبة لدول الشرق الأوسط تشبه الحرب العالمية الثانية بالنسبة لدول أوروبا لانها زلزلت الأوضاع الراهنة وفتحت الباب صوب شيءٍ ما جديد» وما لم يقله ان الجديد هو بداية نهاية دولة العدو.