فى موعد تحركهن اليومى لمّ يتأخرن رغم انه يوم الجمعة، اجتمعن لخوض الرحلة اليومية بحثا عن لقمة عيش بالحلال، رغم أعمارهن الصغيرة لم تسقط إحداهن فى فخ السوشيال ميديا والمال السهل، لكنهن كُنَّ يجتهدن فقط ليومية لا تتخطى 130 جنيها لكنها بالنسبة لهن المال الحلال والبركة والرزق، 19 حلما مختلفا، 19 وردة من اجمل زهور بساتين محافظة المنوفية خرجن بحثا عن تأمين مستقبلهن المادى وعُدنَ فى قطعة قماش بيضاء، اجتمعن فى نفس بيئة العمل والرحلة اليومية ولم يتفرقن واختار القدر أن يجمعهن فى جنازة جماعية فى مشهد مهيب سقطت معه دموع كل المصريين، من يعرفونهن ومن لا يعرفونهن، صرخات الأمهات كانت مؤلمة، دموع الآباء مريرة، من يقدر عليها؟! ومن يتحملها؟! ماتت 19 بنتا من بناتنا، خرج 19 نعشا فى لحظة لن تنساها قريتهن البسيطة، ماتت أحلامهن وطموحاتهن ومستقبلهن تحت عجلة قيادة لشخص غير مسئول يقود سيارة نقل عملاقة بسرعة جنونية فلا رقيب يحاسب ولا أحد يقدر عليهم، التصريحات كلها غضب لكن الواقع أننا سنذهب غدا للعمل وننسى كل شيء، ننسى الدماء التى سقطت والفتيات التى ماتت، لا ادرى هل حان الوقت أن نضع قوانين تحترم الإنسانية وتنقذ أرواح المصريين من سائقى النقل الثقيل؟ هل يشفع موت 19 بنتا وهذا المشهد المؤلم لخروج جنازتهن فى لحظة واحدة؟ هل تشفع دموعنا وآلام امهاتهن وأهاليهن على صدور قرارات حقيقية تطبق دون رحمة على هؤلاء ام انها ستنتهى بصرف تعويض لاهالى الضحايا؟! وإنا لله وإنا إليه راجعون.