شهدت النسخة الأولى من بطولة مونديال الأندية 2025 لكرة القدم المقامة حاليا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بمشاركة 32 فريقاً من مختلف القارات العديد من الظواهر الإيجابية والسلبية والتى بدأت تظهر بشكل كبير خلال مباريات دور المجموعات. البداية مع الظواهر الإيجابية والتى تمثلت في شغف جماهيري غير مسبوق، فإنه حتى الآن، نجح الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» فى بيع ما يقرب من 1.5 مليون تذكرة، وشهدت بعض المباريات حضوراً جماهيرياً ضخماً، إذ استقبل ملعب «Hard Rock Stadium» في ميامي نحو 60 ألف مشجع، بينما اجتمع فى ملعب «Rose Bowl» ثمانون ألف متفرج لمتابعة مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد.. هذا الحضور الكبير يؤكد أن الكرة العالمية لا تزال تجذب الملايين من عشاقها، خاصة مع وجود نجوم لامعين وأندية عريقة. ومن الناحية الاقتصادية والسياحية، استفادت المدن الأمريكية المستضيفة من ارتفاع ملحوظ فى أسعار الإقامة الفندقية، حيث سجلت مدن مثل فيلادلفيا وسياتل زيادة بنسبة تصل إلى 45% فى تكلفة الغرف مقارنةً بالعام السابق، إضافة إلى ذلك، تشير البيانات إلى أن البطولة تساهم بشكل كبير فى تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل مؤقتة، ما يعزز من استعداد الولاياتالمتحدة لاستضافة كأس العالم 2026، التى ستشمل ثلاث دول أمريكية شمالية وهى كنداوأمريكا والمكسيك. كما شهد مونديال الأندية حضوراً مميزاً من نجوم مثل ليونيل ميسي، الذى أسهم فى إشعال الحماس لدى جماهير إنتر ميامي، إذ جذبت مباراته الأولى نحو 61 ألف مشجع رغم غيابه عن التسجيل، هذه الظاهرة أطلقت عليها وسائل الإعلام العالمية اسم «Messi Mania»، ما يعكس قوة جذب الأسماء الكبيرة داخل أجواء البطولة. ولم تغب الجماهير العربية عن المشهد، حيث برز جمهور الأهلي والترجي التونسي والوداد المغربي كأحد أبرز الحضور الذين صنعوا الحدث فى مدن أمريكية .. حيث إن آلاف المشجعين الذين لم يتوانوا عن السفر عبر القارات لدعم فريقهم، وأشعلوا المدرجات بأهازيجهم وأعلامهم، مؤكدين أن انتماء كرة القدم لا يعترف بالحدود الجغرافية، هذا الحضور العربى المتميز جذب انتباه وسائل الإعلام العالمية.. من جهة أخرى، برزت الفوارق الفنية بين الأندية، حيث حقق بايرن ميونخ فوزاً ساحقاً بنتيجة 10-0 على أوكلاند سيتي، وهو ما يعكس التفاوت الكبير بين مستويات بعض الفرق المشاركة، ويثير تساؤلات حول آليات التأهل والتوزيع القاري. ◄ اقرأ أيضًا | بعد الخروج من المونديال.. جماهير الأهلي لا تتقبل اسطوانة التمثيل المشرف! ورغم النجاح الكبير، لم تخلُ بطولة مونديال الأندية من تحديات تنظيمية بسبب وجود مقاعد فارغة فى بعض المباريات، ويعود ذلك جزئياً إلى توقيت بعض المباريات الذى جاء فى فترة الظهيرة مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى سعر التذاكر المرتفع نسبياً.. بخلاف التقلبات الجوية التى تسببت فى إيقاف مباراة الأهلى وبالميراس وإخلاء ملعب المباراة لفترة زمنية قبل العودة لاستكمال أحداث اللقاء وأيضا تأخير موعد انطلاق تدريبات فريق بورتو قبل مواجهة الأهلى فى الجولة الأخيرة لدور المجموعات التى أقيمت فجر الثلاثاء الماضى. كما واجهت الأندية واللاعبون تحديات كبيرة بسبب جدول المباريات المزدحم، الذى جاء متزامناً مع جولات الدورى المحلية والمنافسات الأخرى.. هذا الأمر يشكل تهذيباً بشأن مخاطر الإرهاق الجسدى والنفسى على اللاعبين.. ومن الظواهر السلبية الأخرى فى المسابقة، هو أن أغلب الفرق التى فازت بالألقاب هذا الموسم، ليست مشاركة فى كأس العالم للأندية، فإذا نظرنا فقط للدوريات الخمسة الكبرى، فإن بطلى دوريين فقط منهما يتواجدان فى المونديال، وهما باريس سان جيرمان الفرنسي، وبايرن ميونخ الألماني. فيما عدا ذلك، فإن برشلونة، الذى توج بثلاثية الدورى الإسبانى وكأس الملك والسوبر، غير مشارك فى كأس العالم، وكذلك نابولي، بطل الدورى الإيطالي، وبولونيا، حامل لقب الكأس، وميلان صاحب السوبر، غير متواجدين، أما فى إنجلترا، فإن ليفربول، بطل الدوري، وكريستال بالاس الذى انتزع لقب كأس الاتحاد للمرة الأولى، ونيوكاسل يونايتد، حامل لقب كأس كاراباو، لم يتواجدوا فى المشهد العالمى أيضًا.. فى هذا الموسم الحالى، الذى شهد تتويج عدد من الأندية بالألقاب لأول مرة فى تاريخها، أو العودة لمنصات التتويج بعد غياب لسنوات طويلة، أبرزها توتنهام المُتوج بلقب الدورى الأوروبي، وكذلك أبطال الدوريات الأوروبية الأخرى خارج الخمسة الكبار، الذين لم يسجلوا مشاركتهم فى المونديال، على غرار آيندهوفن وسبورتنج لشبونة، بطلى هولندا والبرتغال. وأيضا الأداء المتراجع للأندية الأوروبية بالأخص أمام فرق أمريكا اللاتينية وفى مقدمتها البرازيلية، حيث يعانى لاعبو الفرق القادمة من القارة العجوز من هبوط فى المستوى وإجهاد شديد بعد نهاية موسم طويل بينما لاعبو الفرق البرازيلية فى أوج مستواهم بفضل مشاركتهم فى الدورى البرازيلى المنطلق منذ فترة فى موسمه الجديد الذى قارب على الانتصاف.. هذا بالإضافة إلى أن الأندية المشاركة فى كأس العالم، اضطرت للإسراع فى تدعيم صفوفها بشكل طارئ، مثل الأهلى المصرى الذى جلب مدربًا جديدًا، وهو الإسبانى ريبيرو، واستحضار عدد من نجومه السابقين مثل تريزيجيه وحمدى فتحى، أو العين الإماراتى الذى أسرع بضم صفقات جديدة على غرار الحارس البرتغالى روى باتريسيو أو المدافع المصرى رامى ربيعة والإنجليزى ألكسندر أرنولد لاعب ريال مدريد الجديد.. ومع تعرض اللاعبين أو المدربين للانتقادات، نظرًا لنتائج الفرق فى البطولة، كان الرد الثابت هو «لازلنا فى البداية وهذه مرحلة الاستكشاف»، الأمر الذى منح الأندية غير المشاركة، أفضلية التأنى فى اختيار الصفقات وإعطائها المساحة الكاملة للدخول فى أجواء الفريق دون الحكم عليها بشكل سريع.