أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، ندوة بعنوان "جهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة"، في إطار فعاليات وزارة الثقافة المصرية تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو. أقيمت الندوة صباح اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 في دار الوثائق بكورنيش النيل. وتحدث فيها كل من: الدكتور إسحاق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية الذي تناول موضوع القيم الروحية والحضارية والإنسانية في رحلة العائلة المقدسة، و الدكتور ضياء جاد الكريم نائب رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار، وتحدث عن جهود المجلس الأعلى للآثار في إحياء مسار العائلة المقدسة. بدأ الدكتور أسامة طلعت كلمته بالترحيب بالضيوف الكرام والتأكيد على دور دار الكتب والوثائق القومية في توثيق تراث مصر وتاريخها، وأضاف أن الدار حريصة في ندواتها وفعالياتها أن تكون مواكبة للاحتفالات القومية والأيام العالمية. وأكد أن دول العالم العريقة وكذلك الحديثة تسعى جاهدة في سبيل الحصول على اعتماد اليونسكو لتراثها ومصر في مقدمة الدول التي تزخر بتراث إنساني لا مثيل له. وأكد أن مصر كانت وجهة لعدد من الأنبياء فاحتوتهم وأكرمتهم بدءا من سيدنا إبراهيم عليه السلام والذي أنجب سيدنا إسحق وسيدنا إسماعيل عليهما السلام. ومن سيدنا إسحق عليه السلام جاء سيدنا يعقوب عليه السلام الملقب بإسرائيل ومنه جاء سيدنا يوسف عليه السلام الذي كان من نسل يعقوب وكما هو معروف جيء به إلى مصر ونشأ وترعرع بها مصر. وجاء من نسل يعقوب العديد من الأنبياء ومن بينهم السيد المسيح عليه السلام الذي جاء مع عائلته المقدسة إلى مصر هربا من بطش الرومان، وعندما أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسله إلى حكام الأقطار جاء أجمل الردود التي تلقاها من مصر وحاكمها المقوقس. وهكذا تضرب لنا مصر المثل في الضيافة والاحتواء وهذا ما هو قائم حتى الآن حيث تستقبل العديد من الأشقاء في الآونة الأخيرة وترحب بهم ويعيشون بيننا في خير وسلام . واستهل الدكتور إسحق عجبان كلمته بالتأكيد على أن رحلة العائلة المقدسة حافلة بالقيم الإنسانية، كما أن العائلة المقدسة باركت شعب مصر، كما لها تأثيرات حضارية حيث أقيمت كنائس وأديرة، ونشأت التجمعات وقامت فيها الاحتفالات والفنون، وهى حقيقية تاريخية وإنسانية، وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، بذكرى زيارة العائلة المقدسة إلى أرض مصر. وتابع الدكتور عجبان "منذ ألفى سنة تقريبًا، ومع بداية القرن الأول الميلادي جاءت العائلة المقدسة إلى أرض مصر قادمة من بلاد فلسطين، وتباركت أرض مصر بقدوم العائلة المقدسة إليها، وفي رحاب وادي النيل وفوق روابي ووديان أرض مصر الطيبة، وعلى ضفاف نيلها العظيم، وجدت العائلة المقدسة الأمان والحماية، واستقبلت مصر في وقار وإجلال وترحاب أعظم زائر في تاريخها كله".