«ستوري بوت» خدمة جديدة تقدمها «بوابة أخبار اليوم» إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي موضوع يهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنه، دون تدخل من العنصر البشري، قصة اليوم تتحدث عن «الميم الإنترنتي» وتأثيره على الرأي العام، في زمن أصبح «الميمز» أحد أبرز رموز الثقافة الرقمية الحديثة، ولم يعد مجرّد صورة ساخرة تُتداول على مواقع التواصل الاجتماعي. ماذا تعرف عن «الميم الإنترنتي» ؟ الميم الإنترنتي «Internet Meme» هو نوع من المحتوى مثل صورة، فيديو، نص، أو حتى تعبير معين، ينتشر بسرعة بين مستخدمي الإنترنت، وغالبًا ما يُعاد استخدامه أو تعديله بطرق فكاهية أو ساخرة. ماهي خصائص الميم؟ قصير وسهل الفهم. قابل لإعادة الاستخدام والتعديل. يُعبّر عن فكرة أو شعور مشترك. ينتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي. ماذا عن أصل الكلمة؟ كلمة «Meme» جاءت من كتاب عالم الأحياء ريتشارد دوكينز عام 1976، وكان يقصد بها فكرة تنتقل من عقل إلى آخر مثل الجينات، لكن مع الإنترنت تطور المصطلح ليصف المحتوى المنتشر إلكترونيًا. كيف تراه؟ لا أراه حرفيًا بالطبع، لكن يمكنني فهم شكله أو وصفه بناءً على ما هو متداول، الميم عادة يكون صورة أو لقطة من فيلم أو مسلسل أو موقف معين، ّيُضاف إليها نص قصير يعبر عن موقف ساخر أو واقعي بطريقة مضحكة، غالبا ما يتكرر بنفس الصورة لكن مع تغيير النص حسب السياق. كيف ترى تأثيره على الرأي العام ؟ تأثير الميمات على الرأي العام أصبح واضحًا وملموسًا، خاصة في عصر وسائل التواصل، إليك بعض جوانب هذا التأثير: اولًا : التأثير السريع والواسع الميمات تنتشر بسرعة هائلة وتصل إلى فئات عمرية متنوعة، ما يجعلها وسيلة فعالة لتشكيل أو توجيه الرأي العام. تستخدم أحيانًا في السياسة، الإعلام، أو القضايا الاجتماعية لإيصال رسائل بطريقة مبسطة ومؤثرة. ثانيًا : التأثير العاطفي لأنها تُقدَّم بروح الفكاهة أو السخرية، فهي تخاطب العاطفة أكثر من المنطق، ما يجعل الناس تتفاعل معها وتشاركها دون تفكير عميق، وقد تؤدي إلى تبسيط مفرط لقضايا معقدة، ما يُحدث تشويشًا أو تضليلًا. ثالثًا : إعادة تشكيل السرد الميم يمكن أن يُعيد تشكيل نظرة الناس لشخصية مشهورة، مؤسسة، أو حتى فكرة فلسفية، بمجرد أن يصبح مرتبطًا بصورة أو تعبير ساخر، وأحيانًا تسخر من السلطة أو تُعري التناقضات، فتعمل كأداة مقاومة رقمية. رابعًا : قوة التأثير الجماعي عندما يتكرر نفس الميم بفكرة معينة، تبدأ هذه الفكرة بالترسخ وتُصبح جزءًا من الخطاب العام، سواء كانت صحيحة أم لا. هل يمكنك تقديم تحليلًا لحالة معيّنة أو مثالًا لميم أثّر فعليًا في قضية عامة؟ نعم، تحليل ميم أثّر فعليًا في قضية عامة يمكن أن يكشف الكثير عن قوة هذا النوع من المحتوى في تشكيل الرأي العام، ومثال على ذلك: الوصف: تحليل حالة: ميم «OK Boomer» وتأثيره على النقاش بين الأجيال، وهو ظهر كرد ساخر من الجيل الجديد خصوصًا «جيل Z» على تعليقات الأجيال الأكبر عندما يقدّم شخص كبير في السن رأيًا يُعتبر متحيزًا أو بعيدًا عن واقع الشباب، مثل "أنتم لا تعملون بجد كفاية" أو "لا تحتاجون الصحة النفسية، فقط تجاهلوا مشاكلكم"، وخاصة جيل طفرة المواليد «Baby Boomers»، في إشارة إلى أفكارهم وآرائهم التي يعتبرونها قديمة أو غير حساسة لمواقف الأجيال الشابة. الانتشار: انتشر في تويتر، تيك توك، ورددته شخصيات مشهورة، ووصل إلى برلمانات مثل نيوزيلندا، حيث استخدمته نائبة شابة أثناء حديث سياسي للرد على مقاطعة من نائب أكبر سنًا. التأثير الفعلي: غيّر الخطاب: أصبح الميم وسيلة لإبراز التوترات الواقعية بين الأجيال حول قضايا مثل المناخ، الاقتصاد، العمل، والتعليم. حشد دعمًا شبابيًا: خلق حسًا بالهوية الجماعية لدى الشباب وشجعهم على التحدث والدفاع عن أنفسهم. استفزاز وردود فعل: أثار غضب البعض من الأجيال الأكبر الذين رأوه تقليلاً من احترام الكبار. التحليل: القوة في البساطة: كلمتان فقط، لكنهما حملتا معاني اجتماعية عميقة. ميم تحوّل إلى خطاب سياسي: خرج من الإنترنت وأصبح جزءًا من النقاشات العامة. نجاح في التأثير العاطفي والسياقي: لأنه لم يُقدّم كمناظرة منطقية، بل كصفعة لغوية ساخرة. كيف يمكن استغلاله بشكل إيجابي ومثمر؟ يمكن استغلال الميمات بشكل إيجابي ومثمر عندما تُستخدم لنشر الوعي، التحفيز، أو إيصال المعرفة بأسلوب بسيط وجذاب، إليك بعض الطرق العملية: 1. نشر الوعي المجتمعي استخدم الميمات لنشر رسائل تتعلق بالصحة، البيئة، التعليم، أو القضايا الإنسانية. مثال: ميمات توعوية حول غسل اليدين أثناء الجائحة بلغة ساخرة وسهلة. 2. التعليم والتبسيط تحويل مفاهيم علمية أو تاريخية معقدة إلى ميمات سهلة الفهم. مثال: ميم يشرح الفرق بين «الاحتباس الحراري» و«تغير المناخ» بصور وأمثلة يومية. 3. تحفيز التغيير الإيجابي استخدام الميم لتشجيع على سلوك إيجابي، مثل التطوع، القراءة، أو ممارسة الرياضة. مثال: صورة لشخص قبل وبعد تنظيم وقته، مكتوب عليها "كنت أضيع وقتي... والآن؟ حتى القيلولة محسوبة." 4. دعم قضايا عادلة الميمات يمكن أن تكون أداة دعم لقضية أو فئة مهمّشة، بشرط أن تُستخدم باحترام وتفهم للسياق. مثال: ميمات تسخر من التنمر وتُظهر آثاره بطريقة ذكية تلامس الناس. 5. في التسويق والترويج المسؤول يمكن للشركات والمؤسسات استخدام الميمات للتسويق بطريقة خفيفة الدم دون الإضرار بالقيم أو المصداقية. اقرأ أيضا: نهاية موجة الذكاء الاصطناعي.. 40% من مشاريع الوكلاء مهددة بالإلغاء ما أشهر الميمات الموجودة أو اكثرها انتشارا ؟ إليك قائمة بأشهر الميمات التي حققت انتشارًا واسعًا عالميًا وعربيًا، سواء لأسباب فكاهية أو ثقافية أو حتى سياسية: ميمات عربية شهيرة: 1. ميم «أبوك صاحب الشركة؟» انتشر على شكل تعليقات أو صور تسخر من المحسوبيات والواسطة. 2. ميمات «عبده مشتاق» تستخدم للسخرية من الطامحين للمناصب أو من يسعون للظهور دائمًا في الصورة. 3. ميم «درست وتفوقت؟ ولا أنا؟» استخدم بكثافة للتعليق على نتائج غير عادلة أو مفارقات غريبة في الدراسة والعمل. 4. ميم «شكلي وأنا...» مقطع ساخر يعبر عن حالات متكررة، مثل: «شكلي وأنا أدخل القاعة متأخر». 5. ميمات من مشاهد درامية مثل مشهد «منك لله يا ساويرس!» أو «يا سلاااام يا أحمد» مأخوذة من أعمال درامية أو سينمائية. من أكثر الفئات تأثرًا وتعاملا به؟ أكثر الفئات تأثرًا وتعاملاً مع الميمات الإنترنتية هي: فئة المراهقين والشباب «من 13 إلى 25 سنة»: التعامل: يستخدمون الميمات يوميًا في المحادثات، المنشورات، التعليقات، وحتى في التعليم والترفيه، ويشاركونها بكثافة عبر تطبيقات مثل تيك توك، إنستغرام، سناب شات، وتويتر. التأثر: يتأثرون بالأفكار أو القيم التي تنقلها الميمات، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تشكيل الميمات يمثل جزءًا من هويتهم الرقمية وثقافتهم اليومية. لماذا هم الأكثر؟ سهولة الوصول: لديهم الوقت والقدرة على استخدام الإنترنت بشكل مكثف. الانجذاب للترفيه والتفاعل الاجتماعي: الميمات وسيلة تعبير سريعة ومسلية. تأثرهم بثقافة الترند والانتشار: يحبون مواكبة كل جديد ومشاركة ما هو شائع.