مما لاشك فيه أن إسرائيل والمال الصهيوني في امريكا هما الداعم الرئيسي في "عودة ترامب" مرة أخري إلي البيت الأبيض ، فلا تستهينوا بدعم نتنياهو والصهاينه لترامب لكن هذا الدعم سيكون بمقابل ومن الواضح أن هناك صفقة داخلية بينه وبين ترامب لتحقيقص جميع احلام اسرائيل في الشرق الأوسط والعالم وعلي رأسها ضرب إيران ، حينها سيقود العالم محورين امريكا واسرائيل وهذا ما تريده أمريكا وإسرائيل السيطره علي الشرق الأوسط وإزاحة قوة إقليمية لا تتماشى مع السياسة الأمريكية في المنطقة ،فلا اعتقد ان ترامب سيقرر في مصير إيران سلميا بل سيسير حسب مخطط نتنياهو في القضاء على إيران. ويبدو إن إيران ستدفع ثمن دعمها لحماس وحزب اللة والحوثيين فما كنتم تسمعونه من الأمريكان قبل الانتخابات الأمريكية حول مطالبة إسرائيل بعدم ضرب المفاعل النووي وحقول النفط الإيرانية هو كان مطلب آني أي في تلك المرحلة فقط وكانت لاعتبارات مرتبطة بالانتخابات الأمريكية وبسعر النفط العالمي وعدم جهوزية حكومة بايدن وقتها للدخول في حرب مع إيران في فترة الانتخابات والتي كان يعول عليها الحزب الديمقراطي بالبقاء في السلطة. أمريكا وقتها سمحت بالتنسيق مع إيران لإسرائيل بضرب بعض المواقع الحيوية الإيرانية مثل محطات إطلاق الصواريخ أو محطات توليد الكهرباء أو مقرات أمنية دون ضرب المفاعلات النووية أو المحطات النفطية وقتها لحين ترتيب الأوضاع والانتهاء من الانتخابات الأمريكية مقابل ذلك سمحت إيران بإطلاق يد إسرائيل في غزة و في لبنان وفي حزب الله دون تدخل من إيران أو مساعدة حيث سمحت وقتها أمريكا لإسرائيل بضربة محدودة مقابل أن تضحي إيران بحماس وحزب الله ، وأن تتركهم فريسة لإسرائيل مقابل عدم ضرب منشأتها النووية وكانت هذة هي "الخديعة الأمريكية " أو الفخ الأمريكي الذى وقعت فية إيران حين تركت أذرعها تتساقط في المنطقة دون التدخل لحمايتها أو حتي حماية الأذرع لبعضها البعض. فقد تخلي حزب الله عن حماس بعد أحداث حرب أكتوبر وتركها تواجه مصيرها وحربها لوحدها في غزة دون أي دعم أو مساعدة إلا من بعض الصواريخ التي كان يطلقها الحزب من حين لأخر لإثبات فقط أنه موجود وانحصر دورة في المساندة فقط فيما اطلق عليها "حرب الإسناد" وكان ذلك طبعا بإيعاز من إيران أو بتوجيه منها بعدم التدخل في الحرب مقابل وعد خادع من أمريكا بالحفاظ علي برنامجها النووي والحفاظ علي مصالحها. كم تخلت عن الحوثيين في اليمن وتركتهم فريسه لأمريكا علي نفس المبدأ وهو الحفاظ علي برنامجها النووي وكانت هذه هي "الخديعه الأمريكية" التي صدقتها إيران. ربما كانت تنتظر إسرائيل الفرصة المناسبة لحين ترتيب الوضع الأمريكي والشرق أوسطي وعودة ترامب مرة أخري لضرب إيران وكان لابد اولا من القضاء علي أذرعها في المنطقة حماس وحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي ثم بعدها مهاجمة رأس الأخطبوط " طهران " وهذا ما حدث كما أن إسرائيل تطوعت لدفع ثمن حربها ضد إيران من خسائر بشرية وإقتصادية قد تلحق بها مقابل هيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط لاحقا فيما يعرف بالشرق الأوسط الجديد. حرب إسرائيل ضد إيران هي حرب أمريكية بالمطلق، فهذه حرب أمريكا وما إسرائيل إلا أداة لتنفيذ هذه الحرب، وستشكر أمريكا إسرائيل على تدمير غزة وإنهاء حزب الله والحوثيين وأوسلو وإسقاط النظام الداعم لإيران في سوريا ، وضرب إيران وما لك تستطع إسرائيل القيام به من ضرب منشأ "فوردو" النووية لعدم إمتلاك إسرائيل لهذه النوعية من القاذفات قامت به أمريكا ، والهدف من ذلك إعادة مجد الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم مرة أخري بتعزيز وجودها في المنطقة من خلال قاعدة عسكرية جديدة خاصة بها ستكون في قطاع غزة مع دور مباشر لها في الضفة الغربية. قضية تضخيم إيران وقوتها العسكرية هو فرقعة إعلامية سياسية وليست حقيقة يجب الاستناد لها حيث تم تضخيم قوتها لتستخدمها امريكا وإسرائيل بمثابة " فزاعة " للعرب حتى تتغلغل إيران في الوطن العربي السني وتقوم بتدميره ، وقد أوجدت النقطة المحورية والتي تقنع العرب بأهمية دورها في تجنيد أذرع وخلايا لها من داخل هذه الدول وهذه الشماعة هي اسرائيل ، وتعلم إيران جيدا أن العرب لديهم نقطة ضعف يتعاطف ويتحمس معها ولها ويستمتع في ايذائها وهي "اسرائيل "وكل من يقف في وجه اسرائيل حتى لو كان الفعل غير ذا قيمة أو فعلا مدمرا للعرب أنفسهم فهو مقبول وإيجابي. لذلك أنشأت إيران خلايا وأذرع ودعمتهم بفتات المال وبعض التدريبات وجندتهم باسم المقاومة والجهاد والإسلام ومقاومة الكيان الغاصب ،وهنا برزت سياسة ايران الخبيثة في تدمير غزةولبنان واليمن والعراقوسوريا تحت شعار محاربة إسرائيل وخط المقاومة أو الممانعةوهي شعارات زائفة غير حقيقية، ورغم الدمار الذي لحق هذه الشعوب نتيجة النهج الايراني إلا أن الشعوب العربية تصدق أن هذا النهج هو الصحيح وكلما زاد الدمار وعدد القتلى يبدو لهم أن النصر قادم . إيران لو كانت دولة قوية وتريد فعلا سحق اسرائيل فلماذا صمتت على وجود اسرائيل منذ العام 48 و67 اي النكبة والنكسة ولماذا الان ترسل الصواريخ الباليستية لضرب إسرائيل بعد أن قامت إسرائيل بضرب مفاعلاتها النووية وإغتيال قادتها العسكريين وعلماؤها النويين فعملية التضخيم لحجم ما قامت به إيران يخدم اسرائيل وحلفائها. قد يكون لدي إسرائيل مخططات جاهزة لإنهاء النظام الإيراني وتدمير إيران اقتصاديا وبالتأكيد القضاء على مشروع المفاعل النووي الإيراني المنافس الوحيد لها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إنهاء الإسلام السياسي عالميا والمتمثل بنموذج الخامنئي، والذي هو على رأس قائمة الاغتيالات، وتفعيل المعارضة داخل إيران المنهكة اقتصاديا أساسا. ضرب إيران مسألة طويلة قد تمتد لسنوات وستكون بعد تجريدها من كل مصادر الدعم والقوي الدولية بعد انتهاء اذرعها إقليميا ،ضرب ايران لن يكون اسرائيليا فقط، وانما تحالفات قوى عظمى على رأسهم امريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومعها بعض الدول العربيه ، فردع إيران هو جزء من تقليل هيمنة روسيا وبوتين ومسحها من خارطة التأثير في الشرق الاوسط وإعادة ترتيب العالم من جديد. حرب إيران لن تكون قصيرة والهدف منها إنهاء النظام الإيراني وسيكون عبارة عن سيناريو يحتاج إلى ما يقارب من 3 سنوات وسيكون على مراحل: أولا.. إضعاف النظام في إيران من خلال تدمير أذرعها في الشرق الأوسط وهي في الطريق لذلك وما تفعله الأن إسرائيل بضرب حماس وحزب اللة والحوثيين هو بداية تكسير أذرعها في المنطقة، وعزلها عن محيطها في الشرق الأوسط . ثانيا.. ضرب بعض المواقع الحيوية حاليا واستخدام قوة الردع وضرب مقرات الدولة الإيرانية غير النووية وغير محطات النفط في الوقت الحالي وربما محطات توليد الكهرباء ومقرات أمنية ومنصات إطلاق صواريخ ،ثالثا..اغتيالات لقيادات سياسية داخل إيران وتقوية المعارضة باحداث مظاهرات وإضطرابات وإثارة القلاقل والفتن في الداخل الإيراني، رابعا.. حصار إيران دوليا وإضعافها إقتصاديا وإغتيال علمائها ومنع إمدادها لإكمال مفاعلها النووي ، خامسا..تجريدها من حلفائها الدوليين وتجهيز تحالف دولي قوي والقيام بضربات مختلفة لمواقع حساسة غير نووية كنوع من الردع أخيرا..ضرب المفاعل النووي وإسقاط نظام الملالي الإيراني غالبا ستدفع إيران نتيجة ما قامت به في العراقوسورياولبنانوغزة واليمن سيدفع ثمنه الجميع وعلى رأسهم نظام الملالي الإيراني ، وستذوق ما ذاقه العرب فلا مكان لهذا النظام في الشرق الأوسط القادم بشكله ورؤيته وتوجهه وتحالفاته، وسيعيش الإيرانيون ما عاشه الغزيون واللبنانيون وبعد ضرب المفاعل النووي الإيراني وتدمير المرافق الحيوية في إيران سيعيش الإيرانيون دمار كبيرا .