فى الوقت الذى تترقب فيه الولاياتالمتحدة أى رد عسكرى مباشر على الضربة النووية التى قامت بها واشنطون يتم التصعيد على أكثر من جبهة أولها هو التصعيد المُتبادل بين إيران وإسرائيل فى استهداف كل ما يمكن استهدافه بصواريخ إيران وبطائرات إسرائيل. وبينما يواصل مجلس الأمن اجتماعاته بناء على طلب إيران لبحث العدوان الأمريكى، حيث تم طرح مشروع قرار من الصينوروسيا وباكستان يتضمن إدانة الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية، وبررت أمريكا ما قامت به بأنه دفاع عن حليفتها إسرائيل(!!) . بينما أعادت روسيا التذكير بدرس الحرب الأمريكية على إيران بمزاعم كاذبة ومماثلة لما تفعله الآن(!!).. وبينما دول المنطقة تقود سعياً متواصلاً لمنع تحول الصراع إلى كارثة عالمية، كان التطور الأبرز هو تلويح الرئيس الأمريكى ترامب باستهداف النظام الإيرانى حيث كتب على منصته الالكترونية متسائلا: «إذا كان النظام الإيرانى غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى.. فلماذا لا يكون هناك تغيير فى النظام الإيرانى؟!!». تغيير النظام لم يكن مطروحا من الإدارة الأمريكية من قبل. وحتى الآن يتبارى كبار مساعدى ترامب فى ترديد ذلك، ونائب الرئيس «دى فانس» قال بعد «الضربة النووية» إن أمريكا واضحة للغاية بأنها لا تريد تغيير النظام وأنها فى حرب ضد البرنامج النووى فقط وليس ضد إيران(!!).. لكن يبدو أن ذلك سيصبح من الماضى، وأن الكل فى الإدارة الأمريكية - كالعادة - سيضبطون كل شيء على سؤال ترامب الجديد حول النظام الإيرانى!! تبنى أمريكا لقضية «إسقاط النظام» تنقل الأزمة إلى منطقة أخرى. وتجارب أمريكا فى المنطقة بهذا الشأن كانت كلها كارثية .. وأقربها لنا ما حدث فى العراق، ثم فى ليبيا ، حيث كان الثمن فادحاً للدولتين الشقيقتين وأيضاً لأمريكا(!!).. السعى لفشل جديد مرفوض داخل أمريكا نفسها. حتى الآن تتهرب الإدارة الأمريكية من استحقاق دستورى يستلزم موافقة الكونجرس على أى قرار بالحرب. حجة الإدارة الأمريكية أن ضرب المفاعلات النووية الإيرانية هو مجرد عملية عسكرية وليس حرباً تستلزم موافقة الكونجرس. هل سيكون الأمر كذلك حين يكون إسقاط النظام فى إيران هو الهدف؟!