تناولت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتساءلت عن الوضع في أعقاب القنابل الأمريكية على إيران. وذكرت الصحيفة - في مقال لها - أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زعم في خطاب له أن الولاياتالمتحدة "دمرت بالكامل" المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وموقعا في أصفهان يضم منشأة لتحويل اليورانيوم، كما دعا (طهران) إلى "إحلال السلام" وإلا ستواجه "مأساة أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية"، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأهداف الأخرى التي يمكن للولايات المتحدة ضربها. وقالت الصحيفة تعليقا على هذه التصريحات، إنه لا شك في ذلك، ولكن في حين أن إنهاء البرنامج النووي الإيراني سيكون انتصارا كبيرا، إلا أن المخاطر كبيرة، ولا يزال من غير الواضح شكل "السلام" الذي سيتحقق.. فقد صرح ترامب بأنه يريد إنهاء برنامج الأسلحة النووية الإيراني ومع ذلك، قال أيضا: "أرغب في إبرام صفقة مع إيران أريد أن أفعل شيئا ما إن أمكن ولكن لكي يحدث ذلك، يجب عليها ..التوقف بشكل دائم وقابل للتحقق عن سعيها للحصول على أسلحة نووية". وأضافت الصحيفة أن الأهداف الأمريكية تميل إلى الاتساع بعد بدء إطلاق النار، ومن الواضح أن ترامب يرغب في التزام قابل للتحقق من (طهران) بعدم السعي قط لامتلاك أسلحة نووية.. وتساءلت: هل سيشمل ذلك فرض قيود على الأسلحة التقليدية؟ مشيرة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث صرح بأن المهمة "لم تكن تهدف إلى تغيير النظام". (لكن ترامب عبر لاحقا عن رأي مختلف على وسائل التواصل الاجتماعي). وأشارت (واشنطن بوست) إلى أنه بعد أن قرر الرئيس الأمريكي المخاطرة بالدخول في الصراع -لأن الولاياتالمتحدة وحدها تمتلك القنابل الخارقة للتحصينات الأنسب لتدمير المنشآت النووية الإيرانية - فبات يتعين عليه أن يضمن تدمير البرنامج النووي الإيراني، كما ادعى يوم السبت.. وهذا يعني تدمير المواقع المستهدفة، بالإضافة إلى أي قدرة متبقية على صنع الأسلحة. وحينها يُنصح بإبرام اتفاق مع طهران يضمن إنهاء الإيرانيين لبرنامجهم النووي بشكل نهائي. وتابعت أن هذا الأمر سيكون شائكا؛ إذ يواجه ترامب أيضا حاجة لكبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن محاولة توسيع نطاق الصراع.. فنتنياهو هو المسئول عن جر الولاياتالمتحدة بالفعل إلى هذه الحرب ومن ثم لا يمكن لترامب أن يسمح لنتنياهو بإملاء شروط استكمالها. ورأت الصحيفة أن الكثير أيضا يعتمد على كيفية رد إيران الآن، فبعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية الإسرائيلية من المرجح أن تحتفظ إيران ببعض القدرة على ضرب أهداف أمريكية في المنطقة، وخاصة القوات الأمريكية البالغ عددها 40 ألف جندي وقد تحاول (طهران) تعطيل الملاحة الدولية في مضيق هرمز.. وربما تستهدف حلفاء أمريكيين آخرين في المنطقة في محاولة لإشعال صراع أوسع. ومضت الصحيفة تقول إنه من الممكن أن تستعد إيران للتفاوض على اتفاق. أو ربما تكون هناك حملة متصاعدة من الضربات والضربات المضادة. وطرحت عددا من التساؤلات وهي: إلى أي مدى سيشعر ترامب بأنه مجبر على إنهاء هذه الهجمات بالقوة - أو على الأقل سيحاول ذلك؟ وإلى أي مدى سيرضى الرئيس الأمريكي بفرض قيود على البرنامج النووي الإيراني فقط، بدلا من قدرتها على إنتاج واستخدام الأسلحة التقليدية؟ وإلى متى سيطيل أمد الصراع لتحقيق أهداف تتجاوز احتواء طموحات إيران النووية؟ واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه لم يتخيل الأمريكيون - وممثلوهم في الكونجرس، الذين يخولهم الدستور سلطة إعلان الحرب - أنهم سيخوضون هذه الحرب قبل بضعة أسابيع فقط. والآن يتعين على الرئيس أن يساعدهم على تصور كيف تنتهي هذه القضية. اقرأ أيضا: كواليس الضربة الأمريكيةلإيران| صحيفة «التلجراف» تكشف خدعة ترامب التمويهية.. صور وفيديو