قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خالف وعده للعالم ولشعبه عن عدم تورط بلاده في حروب خارجية للأبد، وليس فقط من خلال انتهاكه لوعده للدبلوماسية الإيرانية، ولكنه خدع مؤيديه والناخبين الأمريكيين من خلال وعود لم تنفذ". وأضاف عراقجي - خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول اليوم - أن الأعمال العدائية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة ضد إيران لا تشكل فقط انتهاكًا صارخًا لميثاق الأممالمتحدة فحسب وخاصة حظر استخدام القوة بموجب المادة 4ر2 والالتزامات في احترام وحدة وسلامة وسيادة الدول الأخرى، بل يشكل انتهاكًا أيضًا لقرار مجلس الأمن (2231). وطالب جميع الهيئات الدولية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ إجراءات حاسمة ردًا على الانتهاك الأمريكي للقانون الدولي، معتبرًا أن الصمت على العدوان الأمريكي يوصل العالم إلى مستويات غير مسبوقة من الخطر والفوضى. ودعا وزير الخارجية الإيراني مجلس الأمن لعقد جلسة خاصة؛ للتنديد بالعمل العدواني من جانب الولاياتالمتحدة ومحاسبة إدارة واشنطن عن انتهاكاتها للمبادئ الرئيسية لميثاق الأممالمتحدة والأعراف المعمول بها بموجب القانون الدولي. وتابع "أنه لا يوجد لديه معلومات دقيقة حول حجم الأضرار الحقيقية التي تعرضت لها المنشآت النووية جراء الهجوم الأمريكي"، منوهًا بأن مهاجمة منشأة نووية بعينها يعد انتهاكًا لا يمكن السكوت عليه ولا التسامح عنه بموجب القانون الدولي ويجب إدانته. وأشار إلى أنه تم أمس إجراء عدة مناقشات مع وزراء خارجية عدة دول أعربوا خلالها عن اهتمامهم بضرورة إنهاء هذا العدوان من الجانب الإسرائيلي، كما أعربوا عن قلقهم إزاء احتمال الهجوم من جانب الولاياتالمتحدة، وتحدثنا أيضًا عن كيفية وقف العدوان الإسرائيلي. وقال عراقجي "إن باب الدبلوماسية يجب أن يبقى مواربًا طوال الوقت لكنه ليس واقع الحال؛ لأن إيران تتعرض للعدوان والهجوم ويجب علينا الرد بناءً على حقنا المشروع للدفاع عن النفس، وسوف نفعل ذلك طالما قد يكون هذا الأمر ضروريًا ومطلوبًا". ولفت إلى أن الأمر حاليًا غير وثيق الصلة بأن نطلب من إيران أن تعود الى الدبلوماسية لأننا كنا في خضم الدبلوماسية والمحادثات مع الولاياتالمتحدة عندما قامت اسرائيل بتدمير تلك المحادثات، كنا في المسار الدبلوماسي لكننا تعرضنا للهجوم العسكري؛ لذلك هذا الأمر لم يكن خيار إيران بل كانت الولاياتالمتحدة التي انتهكت الدبلوماسية والمفاوضات. وشدد على أن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية أثبتت أن إسرائيل دولة لا تتفهم الدبلوماسية ولا تفهم سوى لغة التهديد والقوة وهو أمر يؤسف له، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة أظهرت أنها لا تكن أي احترامًا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي ولا أي قوانين دولية تتعلق بكيفية إدارة شئون العالم ومواجهة التحديات. اقرأأيضا :بعد استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. إدانات وتحذيرات دولية وأكد أنه لا يوجد أي خط أحمر إلا وتم تجاوزه والأكثر خطورة هو ما حدث أمس عندما قاموا بمهاجمة المنشآت النووية، الآن نحن بإزاء إجراء تقييم للأضرار التي لا تخص فقط المنشآت النووية بل الأضرار تطال ميثاق الأممالمتحدة ومعاهدة حظر الانتشار النووي وهذا الهجوم هو ضرب كبير لها، لافتًا إلى أن سيادة القانون والقوانين الدولية كلها ضربت بعرض الحائط؛ لذلك لابد لنا أن نرى الآن ما تبقى من مساحة للدبلوماسية.