هكذا هى الأيام دول ومن يظن أنه منتصر دائما لابد أن ينكسر غروره ويذوق مرارة الهزيمة حتى لو كانت محدودة فالعدو الصهيونى المتغطرس بقوته التى يستمدها من التأييد الأمريكى والغربى استيقظ على الصواريخ الإيرانية التى انهالت على تل أبيب فهدمت مبانى وأصابت البورصة والمخابرات الإسرائيلية ومبنى وزارة الدفاع وهى المرة الأولى التى تجرؤ فيها دولة أخرى على ضرب عمق إسرائيل ولأول مرة يذوق المجتمع الإسرائيلى مرارة الضربات الإيرانية الموجعة التى أجبرت 3 ملايين إسرائيلى على اللجوء للمخابئ وظهرت علامات الفوضى وهم يتدافعون بحثا عن مكان آمن ومنعوا العرب من السكان من النزول للمخابئ نظرا لعقيدتهم العنصرية. وما بين الهجوم الإسرائيلى المباغت فجر الجمعة الذى ضرب الأهداف الحيوية الإيرانية واستهدف كبار قادة الجيش وعلماء الطاقة النووية ثم الرد الإيرانى القوى بما لم يتوقع قوته ويبدو أن هذه الحرب لن تنتهى قريبا فكلا الطرفين لم يحقق أهدافه لكن إسرائيل ذاقت أهوال الحرب التى تشنها على الفلسطينيين وخرج أحد الإسرائيليين صارخا من قتل المدنيين ومنهم أطفال ومن ضرب المستشفيات وكأن جيش العدو لم يدمر غزة ولم يقتل أكثر من 50 ألف شهيد ويصيب أكثر من 170 ألف مصاب على مدار عامين تقريبا ومازال قتل أهل غزة واعتقال رجالها وقتلهم فى مصائد الموت الجماعى مستمرا رغم انشغال إسرائيل بالحرب مع إيران ولأن الأيام دول فقد ذاق الإسرائيليون طعم الضربات الموجعة التى طالما تجرعها الفلسطينيون وتظل تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب غامضة ومتقلبة بين احتمالات التدخل فى إيران لصالح إسرائيل وبين العودة للمفاوضات إذا اتسمت بالجدية وحسن النوايا دون أن تركع إيران وترفع الراية البيضاء.