انتظرت جماهير النادى الأهلى العريضة، بل الجماهير المصرية على اختلاف انتماءاتها مباريات النادى الأهلى فى بطولة كأس العالم للأندية بأمريكا بقلوب راجية، ومشاعر وطنية يملؤها الحماس، يتمنى الجميع أن يؤدى الشياطين الحمر أداء مشرفًا، ويا حبذا لو استطاع أن يصعد إلى الدور التالى فى البطولة. لكن وبكل أسف جاءت تلك المشاركة مخيبة للآمال، لم يكمل الكثيرون مشاهدة مباراته أمام ب الميراس البرازيلى يأسا وإحباطًا مما شاهدوه طوال الشوط الأول وجزء كبير من الشوط الثانى، وظهرت علامات الاستفهام بوضوح على أداء اللاعبين الذين كانوا بعيدين تماماً عن مستواهم المعروف، سواء فنياً أو بدنياً. افتقر الفريق للروح القتالية، وكأنه يلعب خارج السياق: الزمان والمكان!. هذا الظهور السيئ ليس مجرد إخفاق عابر، بل هو ناقوس خطر يدق ونحن نقترب من تحدٍ أكبر وأهم، يتمثل فى استعدادات المنتخب القومى المصرى لخوض نهائيات كأس العالم 2026 على نفس الأرض: الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى كندا والمكسيك، لأن التأهل فى اعتقادى سهل جدًا، وإن لم نتمكن من التأهل ضمن 48 دولة للمونديال.. فلماذا نستمر فى ممارسة تلك الرياضة؟ وإذا كانت فرقنا تعانى من صدمة ثقافية وبدنية وتكتيكية حين تخرج من المنطقة العربية، فكيف لنا أن ننافس فى المستويات الأعلى ونصل إلى العالمية؟. علينا أن نقرأ جيداً ما حدث، لا من باب جلد الذات، بل من أجل تصحيح المسار. هناك عدة أمور يجب البدء فيها من الآن، أولاً: يجب إعداد لاعبينا نفسياً للتعامل مع الأجواء المختلفة، من جماهير إلى طقس إلى ضغوط. ثانياً: لا بد من إعادة تقييم طرق الإعداد البدنى التى بدت ضعيفة فى مواجهة الفرق الأوروبية واللاتينية. ثالثاً: لا مفر من تجديد الفكر التكتيكى سواء فى الأندية أو المنتخب، والتخلى عن الاعتماد الزائد على المهارات الفردية، لصالح اللعب الجماعى المنظم. مطلوب من اتحاد الكرة أن يستفيد من التجربة، وأن يفتح الباب أمام تطوير حقيقى للمدارس التدريبية، وتوسيع قاعدة الاحتراف الخارجى للاعبينا. كما يجب استغلال الوقت المتبقى فى تنظيم معسكرات خارجية للمنتخب فى بيئات مشابهة لتلك التى سنواجهها فى كأس العالم. لقد دفعنا ثمن التهاون فى الإعداد مع الأهلى، لذلك يجب ألا يتكرر ذلك مع المنتخب ما زال أمامنا وقت، لكن الوقت وحده لا يكفى دون وعى وإرادة وشجاعة فى اتخاذ القرار وتطبيقه بحزم وإصرار.