"ربيع ياسين": فرص المنتخبات الأربعة متساوية فى الصعود لمونديال الشباب

حينما تتحدث إليه تشعر بمدى تواضعه ودماثة خلقه وتدينه، واحترامه لكل من حوله، يحب عمله ويخلص فيه إلى أقصى درجة، ويقدس النظام والتخطيط فى العمل، لا تهزمه الأزمات، ولا تحبطه المعوقات، ولا يعرف اليأس، ويكره أن يفتعل المشكلات.. إنه الكابتن ربيع ياسين، المدير الفنى لمنتخب مصر للشباب، الذى التقته "فيتو" قبل السفر إلى الجزائر لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية للشباب خلال الفترة من 16 إلى 30 مارس الجارى.. فإلى نص الحوار:
- هل أنت راضٍ عن إعداد منتخب الشباب لبطولة الأمم الأفريقية بالجزائر؟
* راضٍ إلى حد ما، فمنتخب الشباب تم إعداده بشكل كافٍ، لكن كنت أتمنى مزيدًا من المباريات الودية الأفريقية القوية، طبقًا لما وضعته ضمن برنامج الإعداد؛ لأنها تساعد المدير الفنى على عمل إضافات فنية، وتظهر له الإيجابيات والسلبيات، وتساعده فى تقييم اللاعبين، لكننا استعضنا عنها ببعض المباريات مع أندية القسم الثانى، وتم ذلك من خلال العلاقات الشخصية مع مدربى هذه الأندية ومسئوليها.
- ومن السبب فى عدم توفير هذا الاحتكاك القوى للمنتخب؟
* هذا المنتخب غير محظوظ فى إعداده؛ لأنه صعد لأمم أفريقيا فى ظروف غاية فى الصعوبة، فلم يكن هناك نشاط كروى ولا جماهير ولا اتحاد كرة منتخب يخاطب الاتحادات الأهلية، ويتفق على المباريات الودية الدولية، لكن هذا التقصير خارج عن إرادة الجميع، كما أن الشركة الراعية لاتحاد الكرة أيضًا لم تدعمنا بأى معسكرات أو مباريات خارجية، لكن هناك أيضًا إيجابيات بالفريق، فيكفى أن منتخب الشباب يضم بين صفوفه 11 لاعبًا يلعبون مع أنديتهم بالدورى الممتاز، وهذا شىء يحسب لهذا المنتخب.
- هل يدعمك مجلس إدارة الجبلاية الجديد بشكل أفضل من المجالس التى سبقته؟
* المجلسان السابقان برئاسة أنور صالح ثم عامر حسين تعاونا معى، لكن بشكل محدود، أما المجلس الجديد فقد استطاع أن يوفر لمنتخب الشباب 4 مباريات دولية بعد توليه المسئولية، مباراتان مع تونس فى تونس، ومثلهما مع نيجيريا فى القاهرة، بالإضافة لعمل معسكر دائم للفريق طيلة الفترة الماضية.
- هل عانيت من غياب التنسيق بين منتخب الشباب والأندية فيما يخص الاستعانة باللاعبين.. وما سبب ذلك؟
* نعم عانيت كثيرًا جراء هذه المشكلة، وأرى أن ضعف اتحاد الكرة فى مواجهة الأندية، خاصة الأهلى والزمالك، هو السبب فيما يعانيه منتخب الشباب من نقص فى صفوفه قبل السفر للجزائر؛ لأنه يرضخ لرغبات الأندية فى الاستعانة بلاعبيها على حساب المنتخب.. فمثلًا هل يعقل أن لاعب مثل رامى ربيعة منذ تأهلنا إلى كأس الأمم الأفريقية فى أغسطس الماضى لم يتدرب معى غير مرتين، وعندما أحتاجه للسفر ضمن بعثة المنتخب إلى معسكر المغرب أفاجأ بالمدير الفنى للمنتخب الأول يحرمنى من اللاعب من أجل مباراة ودية مع قطر، ومنتخب الشباب يستعد لبطولة رسمية هامة بعد أيام.. هل هذا عدل؟
- لماذا اكتفى ربيع ياسين بضم أمير عادل فقط من بين أربعة محترفين بأوربا، رغم ثنائك على مستواهم؟
* أمير عادل لاعب جيد، ويحب مصر، وتصرفاته محترمة، ومع الوقت سيكون له شأن مع المنتخب المصرى، أما فارس عفيفى فهو صغير فى السن، وما زال يحتاج للوقت للاعتماد عليه، أما عبد الله ياسين فقد رفض أن ينضم للمنتخب، بحجة أن عقده مع ناديه قد انتهى، ويفضل البقاء بالنادى، حتى لا يتم استبعاده من باريس جان جيرمان.
– وكيف ترى فرص منتخب مصر فى التأهل لكأس العالم للشباب؟
* شاءت الظروف أن نقع فى مجموعة صعبة، مع منتخبات غانا حامل لقب كأس العالم الأخيرة للشباب، ومنتخب الجزائر صاحب الأرض والجمهور، وبنين وهو أيضًا منتخب جيد، لكننى أؤكد أن المنتخبات الثلاثة تخشى أيضا مواجهة منتخب مصر، وأرى أن فرص المنتخبات الأربعة تكاد تكون متساوية، وفى تصورى أن مباراتنا مع غانا ستكون الأصعب، وتحتاج إلى روح قتالية عالية، والتزام تكتيكى.
– أيهما تفضل لتدريب المنتخبات المصرية.. المدرب المصرى أم الأجنبى؟
* المدرب المصرى بكل تأكيد، خاصة أن مصر الآن لديها مجموعة من المواهب التدريبية التى تملك إمكانيات تدريبية عالية، لا تقل عن أى مدرب أجنبى، بل تتفوق عليه فى أحيان كثيرة، والدليل على ذلك الإنجازات التى حققها الكابتن الجوهرى رحمه الله مع الكرة المصرية، وكذلك الكابتن حسن شحاتة، الذى استطاع أن يحصد كأس أمم أفريقيا مع منتخب مصر ثلاث مرات متتالية، وهو ما لم يحققه أى مدرب أجنبى فى تاريخ المنتخبات المصرية.
– هل لديك تطلعات لتدريب المنتخب الأول؟
* بالطبع أتمنى ذلك.. وهل يوجد مدرب فى مصر لا يطمح لتدريب المنتخب الأول.. فعندما نتولى مسئولية المنتخبات الصغيرة نردد: نحن خادمين لهذا البلد.. فما بالك بالمنتخب الأول؟
- ما تقييمك لمستر برادلى.. وكيف ترى فرص مصر فى الوصول لكأس العالم بالبرازيل؟
* مستر برادلى مدرب جيد، ويحب عمله، ويتابع جميع المباريات، لكننى آخذ عليه عدم تثبيت تشكيل المنتخب حتى الآن ، كما أنه لم يقم بإعداد البديل الجاهز بمعظم مراكز اللاعبين، حتى لا يتأثر المنتخب بالغياب المفاجئ لأى لاعب، خاصة أنه خاض الكثير من المباريات الودية، وشاهد العديد من اللاعبين، وأتمنى له التوفيق، أما عن كأس العالم بالبرازيل فأرى أن فرص مصر كبيرة فى الوصول لها، خاصة فى حالة الفوز بمباراة زيمبابوى.
– هل تؤيد مطالبة البعض برحيله عن منتخب مصر فى الوقت الحالى؟
* أنا مع بقاء مستر برادلى؛ لأنه قطع شوطًا كبيرًا مع المنتخب، وليس من الصواب أن يترك المنتخب فى هذا التوقيت، لكن لا بد أن يقوم اتحاد الكرة باختيار أحد أعضائه ليشرف على هذا المنتخب، ويتابع برادلى ويناقشه فى كل خططه وبرامجه، فالكابتن محمود الجوهرى كان يناقشنى عندما كان مديرًا فنيًّا لاتحاد الكرة بعد كل مباراة، ويحضر السبورة، ويطلب منى أن أشرح له كيف أدرت هذه المباراة.
– وما رأيك فى مسابقة الدورى العام هذا الموسم.. وهل أنت مع دورى المجموعتين؟
* مجرد عودة الدورى هذا الموسم يعد إنجازًا كبيرًا يحسب لوزير الرياضة ومجلس الجبلاية، فالكل كان متشككًا حتى آخر لحظة فى عودة الدورى الممتاز، لكنه بدأ والأحوال "مشيت وفيه أُسَر كتير تُرْزَق من كرة القدم وده شىء إيجابى".
- وكيف تفسر هبوط مستوى النادى الأهلى مؤخرًا؟
* أنا لا أرى هبوطًا ولا حاجة، فغياب التوفيق فى مباراة أو اثنتين لا يعنى هبوط ًا، فالأهلى فاز بدورى أبطال أفريقيا وكأس السوبر، ولا يوجد لاعب ولا فريق يظل مستواه ثابتًا باستمرار، كما أن الأهلى خرج منه ثلاثة لاعبين أساسيين للاحتراف، ولديه ثلاثة عناصر مصابة، وهذا كافٍ لهبوط مستوى أى فريق، والهزيمة بالثلاثة من الحدود أمر وارد حدوثه مع أى فريق فى العالم.
- وما رأيك فى مستوى الزمالك هذا الموسم.. وهل ترشحه للفوز بالدورى؟
* الزمالك "ماشى كويس" هذا الموسم، ويلعب كرة جيدة، ولديه فرص كبيرة لحسم لقب الدورى، خاصة أن لديه "مدرب كويس هو مستر فييرا".
- وما هو الفريق الذى لفت نظرك بالدورى غير الأهلى والزمالك؟
* حرس الحدود ظهر بمستوى طيب، والإسماعيلى أيضًا ظهر بمستوى طيب، رغم قلة الإمكانيات، ويملك مجموعة ممتازة من اللاعبين صغار السن الذين يمثلون مستقبلًا طيبًا لفريق الدراويش.
- وما رأيك فى الصراعات التى تشهدها الساحة السياسية فى مصر؟
* أرى أن ما يحدث فى مصر سببه أن هناك بعض الشخصيات صارت تبحث عن مصالح شخصية، على حساب المصلحة العامة للبلاد، مثل عمرو موسى وحمدين صباحى والبرادعى، وهم من يسمون أنفسهم بجبهة الإنقاذ، ولا أدرى أين الإنقاذ الذى ينشدونه.. هل الإنقاذ فى إلقاء الطوب والمولوتوف، والتعدى على المنشآت العامة والخاصة؟ إننى أطالب الجميع بالتعاون من أجل مصلحة الوطن، والبعد عن المصالح الشخصية، حتى لا تغرق المركب بنا جميعًا، وبعد أربع سنوات هناك انتخابات جديدة و"الدكر" فيهم يبقى ينزل الانتخابات، وينجح يا سيدى، ومن يرى أن الإخوان قد فشلوا فلا يعطيهم صوته مرة أخرى.
– هل أنت راضٍ عن أداء الرئيس مرسى؟
* الرئيس مرسى تولى المسئولية منذ سبعة أشهر فقط، وأرى أنه من الظلم أن نحكم عليه الآن، خاصة أن الرجل استلم البلاد وهى تعانى من فساد استشرى فى جميع أوصال الدولة، على مدى أكثر من ثلاثين عامًا كاملة، كما أن فلول مبارك تعمل على إشاعة الفوضى فى البلاد، وتشجع على العنف فى الشارع المصرى، وتبذل فى ذلك الغالى والرخيص، والغريب أن الإعلام المأجور يخرج بعد ذلك ليتهم الإخوان بإثارة الفوضى فى الشارع وقتل الشباب، وهؤلاء أسألهم كيف لفصيل يتولى مقاليد الحكم أن يسعى لزعزعة أركان نظامه؟ يجب ألا نظلم الإخوان، وأن نعالج الأمور بموضوعية.