وتستمر طبول الحرب وتتعالى لتزلزل العالم كله وليس منطقتنا فقط ، وترتفع ألسنة لهب يزكى نارها الكيان المجرم المدعوم بقوة من كل القوى الطامعة بالمنطقة. وبغض النظر عما يقال من رخاوة غير متوقعة بالقوة الإيرانية الشاملة مخابراتيا ودفاعات متباينة وقوى جوية وغير جوية كنا نظنها بيد طولى ، وبعيدا عن حديث معاد لعقود عن تفوق صهيونى عسكرى وأمنى واختراق استخباراتى للأنظمة المحيطة - رغم تعرى هذا التفوق بضربات ومخططات المصريين بالعبور العظيم - بعيدا عن كل هذا دعونا نحاول فهم ما يحدث عسانا نهتدى لنهايات متوقعة ، فالتحليلات كثيرة والتوقعات معقدة وكلها تلقى بنا فى أتون ضبابية يستحيل معها التوقع أو حتى التمنى. مخطئ من يظن أن الحرب ضد إيران بدأت شرارتها الأولى الأيام والأسابيع السابقة عليها ، فالمخطط جاهز منذ سنوات وبدأت شرارة تنفيذه يوم 7 أكتوبر الذى يعد تاريخا مفصليا للمنطقة ، فما كان لإسرائيل أن تهاجم إيران مباشرة إلا بعد بتر أذرعتها العديدة المحيطة بها وإسقاط كل من له علاقة بطهران ، وهو ما تم تنفيذه بحذافيره بعد 7 أكتوبر فلم تقف ردة فعل سفاح تل أبيب عند غزة وحماس بل تخطاها لكل القوى المناوئة تاريخيا مما يؤكد أن المخطط قديم وكل ما حدث كان تمهيدا للحرب الحالية والحروب المقبلة!! ، فتل أبيب بدأت مخططا لن تتوقف حتى إتمامه بإعادة تشكيل المنطقة على مقاسها . لكن هل تلك الحرب لتنفيذ مخططات إسرائيل فقط؟! ، لقد تلاقت نية الشر لإسرائيل مع أطماع قوى عالمية بالمنطقة ، بجانب مخططات كبرى للسيطرة والتحكم بالعالم بأسره - هكذا أتصور - وذاب كل هذا فى بوتقة واحدة تقذف لهيبها تجاه طهران بداية ، ولأنها مخططات ومطامع عالمية ، لن تقف إيران وحدها وهو ما بدأ يحدث من دعم آخذ فى التدفق ، فهزيمة طرف تعنى سقوط من يدعمه ، ففى تلك الحرب اختلط العام بالخاص ، والحرب بالوكالة بالحرب الذاتية ، ومن هنا كما قلت يصعب التنبؤ بما هو آت لكنه بالتأكيد لن يكون سهلا ولا يسيرا على الجميع. زرع خبيث سيؤتى ثماره حربا عالمية تحرق الكثيرين وتعيد ترتيب موازين القوى بالمنطقة والعالم .