تظل الثروات جانبًا خفيًا وراء الكثير من الجرائم، وهى مفتاح فك شفرات عدد من الحوادث والقضايا العائلية، وبالرغم من قلة توافر إحصائيات رسمية مفصلة حول الحوادث أو الجرائم المرتبطة بأمور الميراث إلا أن هناك سلسلة من القضايا تصنف تحت بند «جرائم الميراث» وتمنح الشرطة والمحاكم في الخارج اهتمامًا خاصًا لمراقبة ملف احتيال الميراث والتزوير في الوصايا. تشير الجمعية الأمريكية لمكافحة الاحتيال في التأمين إلى أن حوادث الاحتيال في الإرث والتأمين يكلف الاقتصاد الأمريكي أكثر من 308 مليار دولار سنويًا، وخاصة حوادث الاحتيال في التأمين على الحياة والتي تعد ضمن اهم قضايا الميراث التي تنتهي نسبة منها بجرائم قتل يرتكبها الورثة او المنتفعين منها بسرية تامة، وتشير تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إلى تصاعد حالات القتل المرتبط بالميراث ووثائق التأمين على الحياة. جريمة بيفرلي هيلز تعد قضية الاخوة مينينديز واحدة من اشهر جرائم الإرث في الولاياتالأمريكية، وبالرغم من وقوع القضية في نهاية الثمانينات إلا انها مازالت تتصدر عناوين الصحف، وتشعل الجدل بين الأمريكيين وتجدد اختلاف وجهات النظر ليطالب الكثيرون بالإفراج عن الاخوين مينينديز بعد إقدامهما على قتل والديهما في نهاية مأساوية لأشهر العائلات الثرية في امريكا، بدأت جريمة قتل الابوين بلغز غامض، ثم انتهت باتهام الشقيقين القاتلين لايل وإريك مينينديز بإطلاق النار على والديهما في قصرهما الفاخر في بيفرلي هيلز من أجل الحصول على ميراث يصل إلى 14 مليون دولار، وتسبب سلوك الشابين المريب بعد الجريمة في لفت انظار المحققين نحوهما والاشتباه بهما، حيث أنفقا المال ببذخ، مثل شراء سيارات فاخرة وساعات ورحلات سفر فارهة، وحصل كل منهما على حوالي مليون دولار من الميراث، وسرعان ما التفت الادلة نحوهما. مطالب جديدة أشار الادعاء إن الدافع الأساسي وراء القتل هو الطمع في الثروة والميراث الكبير، وظل محاميو المتهمين يدافعون عنهما، وادعى الشقيقان أن القتل تم بدافع الخوف والدفاع عن النفس بعد سنوات من الاعتداءات والاساءات التي تعرضا لها على يد والديهما، وبالفعل خاض المتهمان سلسلة من المحاكمات منهم محاكمتين منفصلتين انتهيتا دون حكم نهائي بسبب عدم اتفاق هيئة المحلفين على إدانة المتهمين، لكن في المحاكمة الثالثة عام 1996، تمت إدانة الأخوين بجريمة القتل من الدرجة الأولى، وحُكم عليهما بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، وفي عام 2018، سُمح لهما بالعيش في نفس السجن وتم جمعهما بعد 22 عامًا من الانفصال. عادت القضية إلى الاضواء مؤخرا حيث تناولتها عدد من اشهر الافلام الوثائقية وبرامج جرائم الواقع، كما ظهرت منشورات لدعمهما على تيك توك ويوتيوب من منظور أنهما ضحيتان لبيئة منزلية مسيئة إلا أن هناك آراء تؤكد أن جرائم القتل لا يمكن اعتمادها كنتيجة للاساءات هناك طرق اكثر شرعية وقانونية، ومع ذلك اصبح لدى الأخوين دعما جماهيريا كبيرا، وهناك طلبات قانونية مرفوعة لإعادة النظر في القضية استنادًا إلى أدلة جديدة، خاصة بعد ظهور شهادات من أقارب ومربيات تؤكد ادعاءات الاعتداء عليهما والاساءة المفرطة لهما من والديهما. صراع الأزواج كشفت جمعية التأمين البريطانية أيضا؛ إحباط أكثر من 98 ألف محاولة احتيال في عام 2022، بقيمة تزيد على 1.1 مليار جنيه إسترليني، ومنها 5 آلاف حالة تتعلق بتأمين الحياة والوفيات المشبوهة. تحمل الجرائم المرتبطة ببوليصة التأمين على الحياة مفاجآت وصدمات عديدة واغلبها حوادث تتم بين الازواج ويبدأ الامر برغبة الزوجين بإصدار بوليصة تأمين على الحياة بمبلغ ضخم لضمان استمرار حياة الطرف الثاني بمستوى معيشة فاخر في حالة الوفاة، وبمجرد إنهاء الإجراءات يبدأ مخطط احد الطرفين بالتخلص من الطرف الثاني في سرية تامة ليبعد عنه كافة الشبهات من اجل الحصول على بوليصة التأمين على الحياة. علاقة عاطفية تعد قضية الأمريكية جينيفر فيث واحدة من اشهر الجرائم؛ حيث كانت في نزهة صباحية مع زوجها جيمي فيث بمدينة دالاس بتكساس، خرج عليهما رجل ملثم وكأنه حادث سطو، قيد جينيفر بشريط لاصق، وأطلق النار على زوجها سبع مرات في الرأس والصدر. بدأت التحقيقات ومر الوقت لتنكشف حقيقة الواقعة بعد اكتشاف علاقة عاطفية للزوجة مع حبيبها السابق، دارين لوبيز وهو جندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية عانى من إصابة نتيجة خدمته العسكرية، ونجحت جينيفر في إقناع دارين بأن زوجها يسيئ معاملتها جسديا ونفسيًا، واستخدمت صورا مزيفة ورسائل بريد إلكتروني وهمية لإقناعه وحثه على تنفيذ الجريمة، ووعدته بمستقبل مشترك بعد استخدام أموال التأمين لبدء حياة جديدة معًا، وبعد مقتل زوجها، قدمت جينيفر طلبًا للحصول على تعويض التأمين، والذي بلغ حوالي 600 ألف دولار، كما جمعت أكثر من عشرات الآلاف من الدولارات من خلال حملة تبرعات عبر منصة GoFundMe، وظهرت في عدة مقابلات تلفزيونية بعد الجريمة، متظاهرة بالحزن وطلب المساعدة في العثور على القاتل، واستخدمت هذه الأموال لشراء هدايا فاخرة لدارين، وتذاكر سفر، وسددت ديونه باستخدام بطاقاتها الائتمانية، لتنكشف جريمتها واعترفت بارتكاب جريمة قتل باستئجار قاتل محترف وتلقت حكم بالسجن مدى الحياة، وألقت الشرطة القبض على شريكها القاتل دارين لوبيز، واعترف بارتكاب الجريمة، وتلقى حكم بالسجن لمدة 62 عامًا، مع إمكانية الإفراج المشروط في عام 2051. أزمات مالية من اشهر الجرائم التي شهدتها الولاياتالأمريكية جريمة الزوجة نانسي بروفي، كاتبة روايات الجريمة التي كتبت مقالا بعنوان "كيف تقتلين زوجك" قبل جريمتها، وبالفعل اطلقت النار على زوجها دانيال بروفي، مدرس في معهد الطهي للحصول على قيمة التأمين على الحياة وتصل إلى 1.5 مليون دولار لحل ازماتها المالية وبالفعل حصلت على وثائق التأمين الا ان جريمتها انكشفت بشكل صادم ومفاجئ للجميع واعترفت بجريمتها بعد اشهر من المراوغة، واستمرت المحاكمات سبعة اسابيع لتتلقى بعدها حكمًا بالسجن مدى الحياة مع إمكانية الإفراج المشروط بعد 25 عاما. في بريطانيا كشفت السلطات البريطانية قيام زوج بريطاني يدعى ديفيد هانتر، اقدم على قتل زوجته المصابة بالسرطان خنقًا اثناء رحلتهما في قبرص وبمجرد توجه الشكوك نحوه اكد أنها طلبت منه "القتل الرحيم" بسبب مرضها المأساوي ولكن تبين للمحققين أنه اقدم على قتلها بعد تحديث بوليصة التأمين على حياتها قبل الحادث. خطة متكاملة تُعد قضية جاريد إنج، 22 عاما، طالب جامعي سابق في جامعة ولاية نيويورك من أكثر جرائم القتل العائلي صدمة في نيويورك، حيث قتل والدته بولا تشين، 65 عاما، سيدة أعمال ومقيمة في حي تريبيكا، مانهاتن، وكشف المدعي العام عن رغبة جاريد في تسريع حصوله على الإرث بعد وفاة والدته، حيث كان يواجه مشكلات مالية وفشل دراسي، ضرب جاريد والدته بآلة حادة وطعنها في رقبتها داخل شقتهما في تريبيكا، وبعد الجريمة، استعان بصديقتيه جينيفر لوبيز وكايتلين أورورك للمساعدة في تنظيف مسرح الجريمة ونقل الجثة، وأخفى الجثة في حاوية قمامة بعد البحث على الإنترنت حول كيفية التخلص من الجثث، ثم بدأ في تغيير كلمات السر الخاصة بحسابات والدته المصرفية والبحث عن محامين مختصين في الإرث، أرسل صور لحسابات مالية تظهر مبالغ تصل إلى 10 ملايين دولار للتباهي بها امام زميلاته ولكن ألقي القبض عليه بعد اكتشاف تفاصيل الجريمة. صراع الأثرياء تواجه عدد من العائلات الثرية وخاصة الانجليزية صدمات عديدة بسبب النزاع على الثروات أو تغيير الوصايا في اللحظات الاخيرة مثل عائلة السير ريتشارد ساتون، مليونير بريطاني قُتل في 2021 على يد ابن زوجته توماس شريبر بسبب غضبه من تغييرات في الميراث، واعترف الجاني لاحقًا أن غضبه خرج عن السيطرة بشبب شعوره بأنه طرد خارج العائلة بسبب حجب ثروة زوج والدته عنه مما دفعه لتنفيذ الجريمة. شهدت عائلة نيكولاس فان هوجستراتن رجل أعمال ملياردير صراعا وجدلا قانونيا كبيرا على ميراث عقاراته بعد وفاته، اندلعت سلسلة من نزاعات قانونية عنيفة بين الأبناء والأرامل على الأصول التي تصل قيمتها لعشرات الملايين من الجنيهات الاسترليني. اقرأ أيضا: بسبب بنزاعات الميراث l جرائم عنيفة وغير متوقعة