ذكر الدكتور محمد جلال متولي، الباحث بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق، في حديثه ل"بوابة أخبار اليوم"، أن الثروة الحيوانية تشكل دعامة أساسية للاقتصاد الزراعي. فهي تسهم بنسبة 40% في اقتصاد الدول المتقدمة و25% في الدول النامية، بينما يسهم الاقتصاد الزراعي عالميًا بنسبة 5.5% من إجمالي الاقتصاد العالمي، الذي يبلغ قيمته نحو 4.3 تريليون دولار. وأضاف أن العديد من دول العالم أولت اهتمامًا كبيرًا بالإنتاج الحيواني وسعت إلى تطويره وتعظيم إنتاجها، رغم تواضع عدد رؤوس الماشية التي تمتلكها. فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الأبقار الحلوب في هولندا حوالي 1.527 مليون رأس في ديسمبر 2024، وتصدر منتجات ألبان سنويًا بقيمة 12.92 مليار دولار. أما إيرلندا فتمتلك حوالي 1.481 مليون بقرة حلوب، وتصدر منتجات الألبان بقيمة 4.35 مليار دولار سنويًا. في حين تمتلك إيطاليا 1.764 مليون بقرة حلوب. وعلى الجانب الآخر، رغم أن السودان تمتلك نحو 8 ملايين بقرة حلوب، أي ما يعادل ثمانية أضعاف عدد الأبقار في بعض الدول الأوروبية، إلا أنها تستورد منتجات الألبان ومشتقاتها بقيمة تصل إلى 1.49 مليار دولار سنويًا. وأشار خبير الإنتاج الحيواني إلى أن القيادة السياسية أطلقت العديد من المبادرات الوطنية للنهوض بقطاع الثروة الحيوانية لتلبية احتياجات السوق المحلية من الألبان والبروتين الحيواني. من بين هذه المبادرات، مشروع إعادة إحياء البتلو ومشروع تحسين السلالات المحلية باستخدام لقاحات مستوردة من سلالات ذات إنتاجية عالية من الألبان واللحوم. وتم العمل على تأقلم هذه السلالات مع البيئة المصرية لتقليل فاتورة استيراد الألبان، التي بلغت نحو 18 مليار و400 مليون جنيه مصري خلال النصف الأول من عام 2024. وأوضح أن الدولة قامت بضخ ملايين الجنيهات لإنشاء مراكز للتلقيح الصناعي في مناطق مثل كفر الشيخ، تناسليات الهرم، العباسية، العامرية، وبني سويف. وقد هدفت هذه المراكز إلى توفير خدمات التلقيح الصناعي للماشية المحلية بما يتناسب مع الظروف المصرية. لكن للأسف لم تُستغل هذه المراكز سوى بنسبة لا تتجاوز 10% بسبب غياب التوعية الكافية بهذه التقنيات التي يفترض أن تُشرف عليها الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي. وأكد أن 90% من الثروة الحيوانية موجودة لدى المزارعين، الذين لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على التلقيح الطبيعي باستخدام الفحول المحلية (الطالوقة)، وهو ما يؤدي إلى استمرارية الصفات الوراثية نفسها وضعف نسبة الإخصاب، مما يهدر الوقت المناسب للتلقيح ويعرض الحيوانات لأمراض جلدية قد تنتقل خلال العملية. وشدد الدكتور محمد جلال على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لتفعيل مشروعات تطوير وتحسين السلالات المحلية عن طريق برامج توعية شاملة تستهدف جميع القرى والمزارعين. وأكد على ضرورة تعريفهم بمخاطر الاعتماد على التلقيح الطبيعي وتشجيعهم على اللجوء إلى الوحدات البيطرية لإجراء التلقيح الصناعي لمواشيهم. كما طالب بتوفير اللقاحات الصناعية وتخصيص أطباء بيطريين مؤهلين في جميع الوحدات البيطرية، مشيرًا إلى أن وجود طبيب بيطري واحد فقط لكل مركز يضم أكثر من 30 قرية وعزبة يُعد تحديًا كبيرًا وغير عملي. وأكد أن التوسع في استخدام التلقيح الصناعي سيُسهم بشكل كبير في توفير ملايين الدولارات التي تُنفق على استيراد العجلات العشار سنويًا. اقرأ أيضا وزير الزراعة يبحث مع السكرتير التنفيذي لهيئة مصايد الأسماك تعزيز التعاون