لطالما تغنّى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنه «رجل الصفقات والسلام».. لكن ما قاله من تصريحات مُثيرة عقب الضربة الإسرائيلية لإيران أشعل الجدل. والآن أصبح ترامب في قلب عاصفة نارية تهزّ الشرق الأوسط، بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، التي جرت على مرأى ومباركة من واشنطن، في تنسيق واضحٍ بين ترامب ونتنياهو، وحديث عن «حرب الضرورة».. فهل انتهت أوهام السلام على يد من ادّعاه؟ اقرأ أيضًا| الضربة الإسرائيلية لإيران| تغييرات عسكرية كبرى بطهران لمحاصرة فراغ القيادة.. فيديو وصور ترامب: سندافع عن إسرائيل إذا استلزم الأمر أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه كان على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية لإيران التي استهدفت منشآت داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، مُشيرًا إلى أن الهجوم لم يكن مُفاجئًا بالنسبة له، بل كان مُنتظرًا ضمن سيناريوهات مُحتملة منذ فترة. وفي تصريحات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قال ترامب: «إننا نراقب الوضع وسندافع عن إسرائيل إذا استلزم الأمر»، ملمّحًا بذلك إلى استعداد واشنطن للتدخل العسكري إذا تطورت المواجهة. ترامب يعلق على موعد الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران #ترامب#إيران #إسرائيل#سوشال_سكاي pic.twitter.com/ggYBveqr9V — سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) June 12, 2025 وعلى الرغم من هذه التصريحات، نفى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو مشاركة الولاياتالمتحدة المُباشرة في تنفيذ الضربة الإسرائيلية لإيران، لكنه أقر بأن تل أبيب أبلغت واشنطن مُسبقًا بالهجوم، ما يعزز فرضية التنسيق الوثيق بين الطرفين. وفي السياق ذاته، صرّح مسؤول كبير بالحكومة الإسرائيلية لصحيفة «معاريف» العبرية، بأن الضربة الإسرائيلية لإيران، تمت "بتنسيق تام مع الإدارة الأمريكية"، في تأكيد إضافي لتشابك القرارين السياسي والعسكري بين واشنطن وتل أبيب. وتأتي هذه التطورات في وقت كانت فيه عدة تقارير أمريكية قد رجّحت توجيه ضربة إسرائيلية لإيران خلال أيام، استنادًا لمصادر مطلعة، وسط تأكيدات بأنها ستكون دون دعم عسكري مباشر من الولاياتالمتحدة – وهو ما تبين لاحقًا أنه تنسيق سياسي أكثر منه عسكري. وعلى مدار الأشهر الأخيرة، كانت إدارة ترامب تمارس ضغوطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لتجنب شن هجوم على إيران، لكنها في الوقت نفسه لم تتردد في التهديد بالقوة إذا فشلت المحادثات النووية الجارية. مستشار أوباما السابق: الدبلوماسية أولى ضحايا الهجوم علّق بريت بروين، المستشار السابق للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، على التطورات قائلًا إن "الضربة الإسرائيلية لإيران تُمثل فشلًا ذريعًا لدبلوماسية ترامب، التي تعثرت حتى قبل أن تبدأ". وفي تصريح لوكالة «رويترز»، أوضح بروين، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب كان يُروّج لنفسه كصانع سلام في أكثر من ملف، خاصة الملف الإيراني، لكن ما جرى فجّر الأوهام سريعًا، ليجد العالم نفسه أمام مشهد عسكري واسع النطاق بدلًا من مفاوضات أو وساطات. وكانت إيران تُعد من بين أكثر الملفات الواعدة لتحقيق انفراجة دبلوماسية في ولاية ترامب الثانية، غير أن الضربة الإسرائيلية لإيران نسفت هذا الاحتمال، بحسب بروين. انفجارات وأعمدة دخان أسود تتصاعد من محيط منشأة نطنز النووية.. بعد استهدافها بغارات إسرائيلية ضمن هجوم واسع على #إيران #العربية #إسرائيل pic.twitter.com/1Cd3INKqgo — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 13, 2025 اقرأ أيضًا| الضربة الإسرائيلية لإيران| «رسالة مُشفرة» تحمل سر استهداف الاحتلال عمق طهران في هذا التوقيت انهيار تهدئة غزة وانعدام التقدّم في أوكرانيا وعلى الرغم من تحركات مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي سعى بالتعاون مع إدارة بايدن السابقة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، فإن الاتفاق انهار خلال أسابيع بعد انتهاكات إسرائيلية أعادت التصعيد إلى مُربع العُنف. وفي المقابل، فشلت إدارة ترامب في إحراز أي تقدم بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، على الرغم من وعوده المُتكررة بإنهاء هذا الصراع خلال أيام من توليه الحكم. انسحاب من الاتفاق النووي.. وغياب البدائل وفي سياق متصل، أعرب عدد من الديمقراطيين عن استيائهم من قرار ترامب السابق بسحب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم توقيعه في عهد أوباما. وأكد هؤلاء أن هذا القرار أضعف القدرة التفاوضية الأمريكية، حيث لم يُقدّم ترامب بديلًا فعالًا حتى اليوم، مُكتفيًا بالتهديد والتصعيد. وقال السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي: «ما نراه اليوم هو كارثة من صُنع ترامب ونتنياهو معًا، تدفع المنطقة نحو هاوية جديدة من العنف وإراقة الدماء». ورغم نفي المسؤولين الأمريكيين تقديم دعم عسكري مباشر لإسرائيل، إلا أن الخبراء يؤكدون أن ضربة استراتيجية مؤثرة على إيران (الضربة الإسرائيلية لإيران الأخيرة) لا يمكن تنفيذها دون دعم أمريكي لوجيستي وتقني على الأقل. وحتى اللحظة، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضربات ستقود إلى حرب مفتوحة أم تظل محدودة... لكن وفقًا لمحللين، فإن طهران قد تعتبر المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط أهدافًا مشروعة للرد، وهو ما يعقّد الموقف أكثر. اقرأ أيضًا| فيديو وصور| الضربة الإسرائيلية لإيران تشعل ردود الفعل الدولية ترامب يهدد: إيران ستواجه «ضربات أكثر وحشية» في أول تعليق رسمي له بعد الهجوم، نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تدوينة نارية على منصته للتواصل الإجتماعي "تروث سوشيال"، قال فيها إن "قادة إيران لم يكونوا على علم بما سيحدث.. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسنرى المزيد من الهجمات الوحشية". وأضاف: "ما زال هناك وقت لإنهاء هذه المذبحة، بشرط أن تبرم إيران اتفاقًا جديدًا يُنهي هذا التصعيد". وأشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أن مفاوضات الاتفاق النووي شهدت بعض التقدم مُؤخرًا، لكن تمسّك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم ظل نقطة خلاف رئيسية تعوق أي تسوية. وفي لهجة تهديد واضحة، كتب ترامب: "أخبرتهم بصراحة: فقط أبرموا الاتفاق، وإلا ستكون العواقب أشد مما يعرفونه.. إسرائيل تمتلك أقوى الأسلحة، وستستخدمها بكفاءة مميتة". الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لمقاتلاته الحربية التي شاركت بالضربات على #إيران.. فيديوهات للإقلاع وأخرى للعودة والهبوط #العربية #إسرائيل pic.twitter.com/KXQb3t1TQQ — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 13, 2025 نهاية الرسالة.. وتهديد بإبادة ثقافية وفي ختام منشوره الذي حمل نبرة تهديد ثقافي وسياسي في آنٍ واحد، كتب ترامب: "ما تبقّى من الإمبراطورية الإيرانية القديمة قد يزول تمامًا إذا لم يتوقفوا.. لا مزيد من الموت والدمار.. فقط افعلوها قبل فوات الأوان"، وذلك عقب الضربة الإسرائيلية لإيران. وفي الوقت الذي يروّج فيه ترامب لنفسه ك«صانع سلام»، تتورط إدارته في أكبر تصعيد تشهده المنطقة منذ سنوات، في تنسيق واضح مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.