مع حلول فصل الصيف وزيادة الإقبال على الشواطئ والأنشطة الخارجية، يلاحظ كثير من الناس ظهور بقع حمراء ومثيرة للحكة على الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس، مما يدفعهم للظن أنهم يعانون من "حساسية الشمس"،لكن الحقيقة الطبية تختلف، إذ أن هذه الأعراض غالباً ما تكون ناجمة عن حالة تعرف باسم "التهاب الجلد الضوئي"، وهي أكثر شيوعا مما يعتقد. اقرا أيضأ|خمس طرق لتجنب الالتهابات الفطرية في الصيف يوضح الدكتور بافل بيرجانسكي، الأستاذ المشارك في جامعة سيتشينوف الطبية، أن مصطلح "حساسية الشمس" غير دقيق علمياً، فالحالة التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص تعرف طبيا ب التهاب الجلد الضوئي،وهو استجابة مناعية جلدية تحدث نتيجة التعرض المباشر والمفرط لأشعة الشمس، خاصة في ظل بعض الظروف المساعدة. تشمل أعراض هذه الحالة ظهور بقع جلدية مصحوبة بحكة شديدة واحمرار، وقد تتفاقم إذا كان الشخص يتناول أدوية مثل المضادات الحيوية، أو مضادات الاكتئاب، أو حتى بعض أنواع مضادات الحساسية، حيث تعمل هذه الأدوية على زيادة تحسس الجلد للأشعة فوق البنفسجية. للوقاية من الإصابة بالتهاب الجلد الضوئي، ينصح باتباع خطوات وقائية شاملة، منها: استخدام كريمات الوقاية من الشمس بشكل منتظم، وخصوصاً تلك ذات معامل حماية مرتفع. ارتداء ملابس تغطي الجسم قدر الإمكان، خاصة ذات الأكمام الطويلة. استخدام قبعة واسعة الحواف لحماية الوجه والرأس من التعرض المباشر. اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة المسببة للحساسية أثناء الخروج تحت أشعة الشمس. يعد أصحاب البشرة الفاتحة، وخاصة ذوو الشعر الأحمر، من أكثر الفئات عرضة للإصابة بسبب نوع خاص من الدورة الدموية الدقيقة لديهم، والتي تزيد من تحسسهم للشمس،كذلك، يعتبر كبار السن فوق عمر 65 عاما، والنساء الحوامل، والمراهقون في فترة التغيرات الهرمونية من الفئات الأكثر عرضة لهذا النوع من التهابات الجلد نتيجة التغيرات المناعية والهرمونية. يؤكد الأطباء أن التمتع بالشمس لا يعني بالضرورة التعرض لمخاطرها، بل يكمن الحل في الوقاية الواعية والاهتمام بحماية الجلد، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة، ولأن التهاب الجلد الضوئي يمكن أن يتكرر ويتفاقم، فمن المهم الالتزام بالإرشادات الطبية وتفادي مسببات التحسس قدر الإمكان.