تحتفل محافظة المنوفية في الثالث عشر من يونيو من كل عام بعيدها القومي، تخليدًا لذكرى معركة الشهداء في قرية "زاوية الناعورة" (التي تُعرف اليوم بقرية الشهداء)، حيث واجه أهالي القرية الاحتلال البريطاني بشجاعة نادرة عام 1906، بالتزامن مع أحداث دنشواي الشهيرة، فكتبوا بدمائهم سطورًا من الكرامة والفداء. وفي هذا اليوم، سطّر أبناء المنوفية أروع صور الفداء، ووقفوا في وجه المحتل البريطاني ببسالة، في معركة غير متكافئة، لكنها حملت رسالة واضحة أن "الحق لا يُقهر، وإن طال ليل الظلم". وتقع محافظة المنوفية في قلب دلتا النيل، وتضم مدنًا تاريخية كبرى مثل شبين الكوم (العاصمة)، منوف، أشمون، السادات، والباجور. وتمتد جذورها الحضارية إلى عصور مصر القديمة، وكانت تعرف بالإقليم العاشر من أقاليم الوجه البحري. عرفت المنوفية بالتعليم والزراعة، واحتفظت بمكانتها كأرض للعلماء والمثقفين، حتى أصبحت تُلقب ب"محافظة العقول". زعماء وقادة من قلب الريف المصري أنجبت المنوفية شخصيات عظيمة أثرت الحياة السياسية والفكرية في مصر، أبرزهم: الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، من قرية ميت أبو الكوم. الرئيس الراحل حسني مبارك، من كفر المصيلحة. العديد من أعلام الصحافة والفكر والأدب ممن ساهموا في نهضة مصر الفكرية والسياسية. الرئيس عبد الفتاح السيسي.. من جذور منوفية تنبض بالوطنية لا تكتمل سيرة محافظة المنوفية دون التوقف أمام واحدة من أبرز شخصيات مصر المعاصرة، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تنتمي جذوره إلى قرية الروضة بمركز أشمون في جنوبالمنوفية، قبل أن تستقر عائلته لاحقًا في حي الجمالية بالقاهرة. وقد جسد الرئيس السيسي ملامح الشخصية المنوفية الأصيلة؛ تلك التي تجمع بين الانضباط والجدية، وحب الوطن، والتفاني في العمل. ومنذ توليه مسؤولية القيادة، أعاد الروح إلى مفهوم "الجمهورية الجديدة"، واضعًا الإنسان المصري في قلب عملية التنمية. وفي عهده، شهدت محافظة المنوفية – كغيرها من محافظات مصر – طفرة في مشروعات البنية التحتية، وتطوير المرافق، والتعليم، والصحة، ما جعل اسمها يرتبط لا بالرموز التاريخية فحسب، بل بالحاضر المزدهر والمستقبل الواعد. من ميادين النضال إلى مشروعات التنمية المنوفية اليوم تمضي بخطى ثابتة نحو التقدم، عبر مشروعات تنموية في مجالات التعليم، الصحة، البنية التحتية، والصناعة، خاصة في مدينة السادات الصناعية، إحدى أبرز المدن الحديثة في الدلتا. يوم الاحتفال.. فخر يتجدد كل عام تحتفل المحافظة بعيدها القومي بمجموعة من الفعاليات: عروض فنون شعبية تعكس التراث المحلي. افتتاح مشروعات خدمية وتنموية. تكريم رموز المحافظة في مجالات متعددة. تنظيم ندوات تثقيفية وتاريخية في المدارس وقصور الثقافة. هوية لا تبهت.. وأصالة تنبض بالحياة في الريف المنوفي، ما زالت ملامح الأصالة واضحة في البيوت، والحرف، والوجوه، والمزارع. فالمنوفية لم تكن فقط مهدًا لرجال السياسة، بل كانت وستبقى مصنعًا للهوية المصرية. في عيدها القومي، لا تحتفل المنوفية بذكرى معركة فحسب، بل تجدد وعدها مع الوطن. وعدٌ أن تبقى منارة للفكر والعمل، وقلعة من قلاع الوطنية، ومصدر فخر لكل مصري. اقرأ أيضًا | استعدادات امتحانات الشهادة الثانوية العامة| صور