«الوقت مازال لنسارع بالتوبة والاستغفار حتى نفوز بجنة عرضها كعرض السماء والأرض، الخاسر الذى لا يجد له مكانًا فى هذه المساحة الشاسعة» مهما كانت غفلتنا فلابد أن نفيق!. الخطر محدق بنا، وقد نكون فى دائرته. الحمد لله مازالت أمامنا فرصة النجاة، فقط علينا تدبر كتاب الله. يقول سبحانه فى سورة الحديد « اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ» (20). أظن المعنى واضح ولا يحتاج إلى تفسير. الله سبحانه ينبه عباده بأن الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر فى الأموال والأولاد، وهو ما نعيش فيه الآن، ثم يقول «سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذالِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» (21). يؤكد لنا سبحانه أن الوقت مازال لنسارع بالتوبة والاستغفار حتى نفوز بالجنة التى عرضها كعرض السماء والأرض، أى أن الخاسر الذى لا يجد له مكانًا فى هذه المساحة الشاسعة. نرجو أن نكون من عباده المخلصين. الحارس الجديد هو تحول استراتيجى صهيونى جديد. نشأ من خلال «منظمة صهيونية ذات طابع اجتماعى وتعليمى أقيمت فى العام 2007، تسعى إلى ربط أمن الحدود بالاستيطان والتعليم الدينى والتجنيد العقائدى». وهى السبب وراء تغول القوات الإسرائيلية فى سوريا ولبنان فى مقاربة لحدودها الشرقية والشمالية والجنوبية. ولمن لا يعلم فقد أقرت حكومة نتنياهو مؤخرًا المرحلة الأولى من خطة شاملة أعدتها منظمة «الحارس الجديد»، والذى يستهدف تحصين الحدود الإسرائيلية. من خلال تعزيز المستوطنات القائمة وتوسيعها. وإقامة مستوطنات جديدة فى مناطق نائية قرب الحدود، إلى جانب إنشاء مدارس دينية وكليات عسكرية، وقرى طلابية ومزارع شبابية. وهو ما يعيد تشكيل ما تعتبره المنظمة «الخط الأول للدفاع عن إسرائيل» فى حال وقوع هجوم مفاجئ على غرار عملية 7 أكتوبر. هذا الكلام نشرته صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية للكاتبة الإسرائيلية حنان جرينوود تحت عنوان «من الشمال حتى الجنوب.. الخطة الاستيطانية لتعزيز الحدود الشرقية»، تقول جرينوود «إن خطة منظمة «الحارس الجديد» التى ستغير الطريقة التى تتعامل فيها إسرائيل مع حدودها تتضمن 11 نقطة من جبل الشيخ عبر هضبة الجولان وحتى وادى عربة». وأن تكون هذه التجمعات السكانية قوية مدربة ومزدهرة. وهم من سيتيحون العمق الاستراتيجى لإسرائيل ويصدون بأنفسهم العدو إلى أن يصل الجيش الكبير. سوريا ولبنان لهذا تجد القوات الإسرائيلية استولت على مواقع فى سوريا ولبنان، كما تقول حنان جرينوود إن النقطة الأعمق شمالًا ستكون فى سفوح جبل الشيخ، التى ستنضم إلى «نافيه أطيب». هذه النقاط الإسرائيلية إلى جانب مسعدة ومجدل شمس تحول المنطقة إلى مرسى قوى بشكل خاص فى منطقة تلقت منذ وقت قصير تعزيزًا استراتيجيًا فى شكل تاج جبل الشيخ. وفى هضبة الجولان، يخططون فى «الحارس الجديد» لإقامة نقطتين قرب الحدود مع سوريا تعززان جوهريًا الاستيطان فى شمال الهضبة، الأولى ستكون شرق مروم جولان وعين زيفان قبالة القنيطرة وعلى مسافة غير بعيدة من عيمق هبكا، أما الثانية بين الونيه هبشان وكيشت بهدف جعل التجمعين الاستيطانيين المجاورين «حصنًا». حينما نربط مخططات السفاح نتنياهو بحرب الإبادة فى غزة، وسيطرتهم على القطاع بالكامل ندرك حجم المؤامرة على الوطن العربى. ومن العار أن تستخدم الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فى مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق نار «فورى وغير مشروط ودائم» بين إسرائيل وحركة «حماس» فى غزة، بينما أيدته 14 دولة أخرى، ولم تمتنع أى دولة عن التصويت. ويؤكد لنا أن أمريكا شريك ضليع فى جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطينى بالمال والسلاح والمواقف الحاسمة. بيل جيتس! يبدو أن مؤسس «مايكروسوفت» بيل جيتس، البالغ من العمر 69 عامًا، يخطط لتوزيع أمواله خلال العشرين عامًا المقبلة قبل إغلاق مؤسسته فى 31 ديسمبر 2045. أخبر جيتس شبكة «سى بى إس نيوز» أن ثروته الصافية ستنخفض بنسبة 99% خلال العقدين المقبلين، موضحًا أن قراره جاء بعد أن شهد بنفسه تأثير عمل مؤسسته فى توزيع اللقاحات للأمراض القابلة للعلاج، والتى لا تزال تقتل الكثيرين فى العالم الثالث، مثل الإسهال والالتهاب الرئوى. ارجع جيتس قراره إلى ما وصفه ب «تباطؤ التقدم». حيث قلصت الولاياتالمتحدة وأوروبا المساعدات الخارجية وتمويل الأعمال الإنسانية بسبب النزاعات فى أوكرانيا وإسرائيل. وأكد أنه لن يفتقد أى شيء من ثروته التى تبلغ مليارات الدولارات. وقال مازحًا: «آمل أن أظل على قيد الحياة عندما ننتهى من العشرين عامًا، لكننى سأدخر القليل لأتمكن من شراء الهامبرجر بقدر ما أحتاج». أبدى جيتس نيته فى تخصيص جزء كبير من أمواله لمساعدة الفقراء. وقد سبق لمؤسسته الخيرية التبرع بأكثر من 100 مليار دولار منذ تأسيسها عام 2000. 200 مليار دولار لأفريقيا أعلن جيتس مؤخرًا تبرعه بمعظم ثروته البالغة 200 مليار دولار لأفريقيا. تعهّد الملياردير الأمريكى تبرعه بمعظم ثروته فى تحسين خدمات الصحة والتعليم فى أفريقيا، على مدى العشرين عامًا المُقبلة. ويرى أن «إطلاق الإمكانات البشرية، عبر الصحة والتعليم، كفيلٌ بأن يضع كل بلد فى القارة الأفريقية على طريق الرخاء». وحَثّ المبدعين الشباب الأفارقة على التفكير فى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعى من أجل تحسين الرعاية الصحية فى القارة. ومن مقرّ الاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا، قال جيتس: «تعهّدتُ مؤخرًا بالتبرّع بثروتى على مدى العشرين عامًا المقبلة. معظم هذه الأموال ستوجه لمساعدتكم فى مجابهة التحديات هنا فى أفريقيا». قرار جيتس جاء فى وقته لأن حكومة الولاياتالمتحدة قلصت مساعداتها إلى أفريقيا، بما فى ذلك برامج رعاية مرضى نقص المناعة المكتسب (الإيدز) فى إطار سياسة «أمريكا أولًا» التى ينتهجها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. التقارير الإعلامية تقول إن مؤسسة جيتس تضع لنفسها ثلاث أولويات هى: إنهاء الوفيات التى يمكن الوقاية منها بين الأمهات والأطفال، والعمل على ضمان أنْ ينمو الجيل المقبل دون أنْ يعانى من الأمراض المُعدية والفتاكة، وإخراج ملايين البشر من دائرة الفقر. وكأنه يكتب وصيته، كتب بيل جيتس فى مدوّنة: «سيقول الناس الكثير من العبارات عنّى بعد وفاتى، لكنّنى عازمٌ على ألّا تكون عبارة (قد مات غنيًا)، من بينها». أفلا يتدبرون من هم الأخسرون أعمالًا، سبحانه وتعالى حددهم فى سورة الكهف، قال: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَا ئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَالِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِى وَرُسُلِى هُزُوًا». دعاء : اللهم اجعلنا من الفائزين بالجنة.