أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن ثورة 30 يونيو تجسد لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، حيث استطاع الشعب المصري أن يقطع الطريق على مشروع جماعة الإخوان الإرهابية الذي كان يهدف إلى اختطاف الدولة وتغيير هويتها الثقافية والدينية والسياسية، موضحا أن ما حدث يمثل رفضا شعبيا جارفا لمخطط خطير يستهدف تقويض أسس الدولة الوطنية الحديثة. اقرأ أيضاً| «بعد تصديق الرئيس السيسي».. نص تعديل بعض أحكام قانوني «النواب والشيوخ» أوضح محسب أن الجماعة سعت منذ توليها الحكم إلى فرض منهجها وأفكارها على مؤسسات الدولة، مستخدمة سياسة الإقصاء وتهميش الكفاءات الوطنية، مع دفع أتباعها إلى مواقع اتخاذ القرار. وأشار إلى وجود وثائق وشهادات عديدة تثبت محاولات الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة وتفكيك مؤسساتها، خاصة في الإعلام والقضاء والتعليم، لتحقيق أجندتها المشبوهة المرتبطة بمشروع "التمكين" وليس الإصلاح كما ادعت. وأضاف عضو مجلس النواب أن أخطر ما قامت به الجماعة خلال فترة حكمها القصيرة كان استخدام الخطاب الديني لتكفير المعارضين وتخوين المختلفين، بهدف خلق استقطاب حاد داخل المجتمع، مما أدى إلى تصدع الوحدة الوطنية. وأشار إلى أن الجماعة لم تمارس السياسة كقوة مدنية، بل تعاملت مع الحكم كأنه "غنيمة"، وسعت لتحويل مصر إلى تابع لمخطط دولي يهدف لضرب استقرار المنطقة بأكملها. وأشار النائب أيمن محسب إلى أن الشعب المصري بوعيه الفطري وارتباطه العميق بهويته الوطنية، رفض هذا المشروع الظلامي، حيث خرج بالملايين إلى ميادين مصر المختلفة يوم 30 يونيو ليقول "لا لحكم الجماعة.. نعم للدولة الوطنية". هذه اللحظة جسدت وحدة نادرة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة التي انحازت لإرادة الشعب بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، في موقف وطني عظيم أنقذ الدولة من الانهيار وأعاد لها هيبتها. وتابع محسب قائلاً إن الإنجازات التي تحققت بعد الثورة في قطاعات البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والمشروعات القومية، لم تكن لتحدث لولا سقوط مشروع جماعة الإخوان ونهاية المتاجرة بالدين والشعارات، وعودة مصر إلى مسارها الطبيعي كدولة مدنية قوية تحترم القانون وتتبنى التنمية والعدالة. وأكد أن ما بعد 30 يونيو يمثل بداية لجمهورية جديدة تقوم على أسس العدالة الاجتماعية واحترام التنوع الفكري والديني. شدد النائب أيمن محسب على ضرورة العمل المستمر لترسيخ الوعي بحقيقة هذه الجماعة الإرهابية، خاصة بين الشباب والأجيال الجديدة التي لم تعايش تلك الفترة، من خلال وسائل الإعلام والمناهج التعليمية والمنتجات الثقافية. وقال: يجب أن نروي للأبناء ما جرى ونوضح لهم كيف نجا الوطن من الاختطاف، وكيف أنقذ المصريون دولتهم في لحظة كانت مفصلية في تاريخ الأمة كلها، حتى لا تتكرر هذه التجربة المريرة مجدداً.