الزلازل ظاهرة طبيعية عبارة عن اهتزاز يحدث بشكل مفاجئ وسريع ليصيب القشرة الأرضية، لا يمكن التصدى لها، وتعد إحدى كوارث الطبيعة التى لها آثار ضارة على الإنسان، وما حدث في الفترة الأخيرة أثار قلق المواطنين، حيث وقعت هزتان أرضيتان سجلتهما مصر خلال أسبوع، وبدأت التساؤلات حول وقوع مصر في حزام الزلازل، وبدأت أحدايث تنتشر حول احتمالية وقوع زلزال أشد قوة قريبًا، فهل بالفعل دخلت مصر نطاق حزام الزلازل؟ ◄ أجهزة الرصد لم تسجل نشاطًا زلزاليا يعبر عن احتمالية حدوث هزة كبيرة تعرضت مصر في الآونة الأخيرة لهزتين أرضيتين يفصل بينهما 7 أيام فقط، سجلت الهزة الأرضية الأولى 6.4 على مقياس ريختر على عمق 76 كم، وشعر بها عدد كبير من المواطنين بالقاهرة وبعض المحافظات وكانت على بعد 631 كيلومترًا، كما كانت الهزة الثانية على بعد 500 كيلومتر من مدينة مرسى مطروح ومركزه شرق جزيرة كريت بالبحر المتوسط، وهى منطقة نشطة زلزاليًا، مع وجود فالق نشط فى تلك المنطقة، ما يجعلها معرضة لزلازل بشكل دائم، فهل من المحتمل أن تشهد مصر حدوث زلزال آخر قريبًا؟ ◄ اقرأ أيضًا | «البحوث الفلكية»عن كثرة الزلازل في مصر: اليابانيون بيفطروا مع 5 ريختر ■ الدكتور شريف عبدالهادي ◄ حزام الزلازل يوضح رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، الدكتور شريف عبدالهادي، أن مصر لم تدخل حزام الزلازل أى لا يمر بها حزام زلازل، لكن في الشمال من الحدود المصرية يوجد أحزمة زلزالية تبعد عن حدودنا 350 إلى 450 كم تمر فى منتصف شرق البحر المتوسط جنوبقبرصوجنوب جزيرة كريت. وأكد عبدالهادى ل«آخرساعة»، أن جميع أجهزة الرصد الزلزالي المنتشرة فى مصر والدول المطلة على البحر المتوسط لم تسجل أى نشاط زلزالى مقلق يعبّر عن حدوث زلزال كبير، علمًا بأن الزلازل الكبيرة فى البحر المتوسط قليلة الحدوث وتحدث على فترات زمنية بعيدة، مضيفًا: نسجل النشاط الطبيعي الذي ينتج من الأماكن النشطة زلزاليًا، وغالبًا لا يشعر بها أحد. ◄ الشعور بالزلزال وأشار إلى أننا لا نشعر بالزلالزل فى كل الحالات حتى إن لم يكن على عمق كبير، فكل مكان زلزال له ظروفه وبُعده وعمقه، أحيانًا يزيد من الشعور بالزلازل ديناميكية التربة الخاصة بالدلتا التى غالبيتها تربة طينية هشة تزيد الشعور بالهزة، رغم بُعد المسافة عن مركز الزلزال، لكن إذا كانت الزلازل قريبة منا فسيكون الوضع مختلفًا، ويكون فى هذه الحالة ليس مجرد شعور بسيط بالهزة الأرضية، ولكن من الممكن أن تتأثر البنية التحتية وتحدث كوارث ومشكلات كثيرة مثلما حدث فى زلزال عام 1992. ◄ مواجهة الزلازل أما عن الإجراءات التى تتبع لمواجهة الزلازل، فيقول إسماعيل هنداوى عميد معهد السلامة والصحة المهنية سابقاً، إن الزلازل لها مخاطر كثيرة لكنها متغيرة حسب شدتها، وعند الشعور بها تسبّب نوعًا من الخوف للمواطنين، وفى هذه الحالة لا بد من اتباع إجراءات تحافظ على أمنهم وسلامتهم، ومنها عدم التدافع للخروج من المنازل أثناء حدوث الزلازل أو استخدام المصاعد الكهربائية، لأن هذه التصرفات تسبب إصابات وخسائر فى الأرواح قد لا يتسبب فيها الزلزال، لذا يجب ضبط النفس وغلق محابس الغاز والاحتماء أسفل طاولة للابتعاد عن أى شيء معرّض للسقوط، وكذلك الابتعاد عن النوافذ والبلكونات، والاحتماء بجانب الأركان لأنه من الصعب انهيارها، مع الاستعداد لاحتمالية حدوث هزات ارتدادية عقب الزلزال. ◄ خطط الطوارئ ويضيف هنداوي: أما الدولة فلها خطة فى مواجهة الزلازل لحماية المواطنين ومواجهة أى أخطار أو كوارث ناجمة عنها، وتتكاتف جميع الهيئات حسب اختصاصاتها لتقليل الخسائر، وتبدأ بالدراسات الخاصة بالزلازل ورصدها وتسجيلها فى مصر وما حولها، ودراسة النشاط الزلزالى واحتمال تكرار الحدوث، وإعداد التقارير كنوع من الاستعداد، ومتابعة الخطط التى تواجه حدوث الزلازل وكيفية تعامل رجال الأمن معها وتدريبهم على الجانب الأمنى وخطط الإنقاذ. ويشير إلى خطط الطوارئ التى يتم وضعها فى التعامل مع الزلالزل ونشرها فى المدارس والمستشفيات، لافتًا إلى أن الزلازل لا يتم التعامل معها بإخلاء المدارس كما يحدث فى الحرائق، لكن يتم تهدئة الطلاب وإرشادهم للاحتماء أسفل المقاعد، أما الخطط التى تعقب حدوث الزلازل فيُعنى بها الكثير من الجهات ومنها خطط الإيواء والإغاثة التى تقوم بحصر الخسائر والتعامل معها والعمل على تخفيف الآثار الناجمة على الأسر بجميع الطرق الممكنة كتوفير أماكن بديلة أو صرف مساعدات .