شهد سجن طرة مشادة عنيفة بين خيرت الشاطر وحسن مالك فى وجود عدد من قادة الجماعة الذين اتهموا الشاطر بأنه السبب فى ضياع الحكم لأنه « سلم ذقنه « للقيادى محمود عزت !! من أهم القرارات التى اتخذتها الدولة قرار نقل السجون القديمة من الكتل السكنية بالقاهرة والمحافظات إلى مراكز الإصلاح والتأهيل الحديثة التى تم تشييدها على احدث النظم العالمية فى وادى النطرون وبدر والعاشر من رمضان وأخميم ومايو.. تم إغلاق 25 سجنًا عموميًّا من أشهرهم سجن العقرب «بعبع» الإرهابيين ومزرعة طرة الذى دخله رئيسى جمهورية والعديد من الوزراء وسجن الاستئناف الذى احتضن أشهر حجرة إعدام شنق فيها عشماوى الآلاف من عتاة الإجرام والإرهابيين .. السجون القديمة التى أصبحت ماضيا وذكرى شهدت بين جدرانها قصصا وحكايات وكان لى معها زيارات وذكريات نبدأها بحكاوى قيادات الإخوان فى سجون طرة. زيارة « نص الليل » ! لوائح السجون تنص على غلق الزنازين فى الخامسة مساءً بموجب « محاضر التمام » ولا تفتح لأى سبب كان إلا فى السابعة صباح اليوم التالى.. لكن ما حدث فى سجن طرة يوم 4 أغسطس من عام 2013 قبل 10 أيام فقط من فض اعتصامى رابعة والنهضة كان غريبا ومفاجئا.. تلقى مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون اتصالا من وزير الداخلية بالاستعداد لفتح سجن طرة فى الثانية عشرة منتصف الليل لاستقبال عدد من المسئولين العرب والأجانب وتمكينهم من لقاء خيرت الشاطر فى زنزانته وذلك فى إطار المساعى الدولية الحثيثة لإقناع الإخوان لفض اعتصامى رابعة والنهضة حقنا للدماء لأنه الوحيد الذى يملك التأثير على مرسى وعلى مكتب الإرشاد.. وبالفعل فتح السجن أبوابه فى نص الليل والتقى الضيوف مع الشاطر فى لقاء « الفرصة الأخيرة «لمدة ساعة كاملة وطلبوا منه التدخل لتهدئة الأوضاع وإقناع الإخوان بفض الاعتصامين ومغادرة الميادين، حقناً للدماء بعد أن أمهلت وزارة الداخلية المعتصمين عدة أيام للمغادرة وإلا ستضطر إلى فض الاعتصامين عن طريق الشرطة ... عرضوا عليه العديد من المبادرات وأكدوا له أن الإفراج عنه وعن القيادات الإخوانية، مشروط بفض الاعتصامين لكنه أصر على الرفض، وقال لهم اذهبوا إلى مرسى.. رد عليه بيرنز قائلا : نحن لجأنا إليك لأنك تملك تأثيراً كبيرا على مرسى وتستطيع أن تقنعه.. ورد الشاطر يجب أن تشمل المبادرة الإفراج عن مرسى وجميع المعتقلين من الإخوان والأحزاب الإسلامية.. ورد الوفد الأجنبى نحن لا نستطيع التدخل فى شئون القضاء المصرى وانتهى اللقاء إلى عدم التوصل إلى أى نتيجة وفشلت الفرصة الأخيرة لتفادى وقوع المواجهة مع المعتصمين بسبب تعنت خيرت الشاطر !! 3 ساعات فى سجن العقرب !! سجن العقرب يعد أحد أشهر السجون المصرية قبل نقل جميع السجون من داخل الكتل السكانية إلى السجون الحديثة .. سمى بهذا الاسم لأن تصميمه الهندسى كان على شكل عقرب يظهر ذلك بوضوح إذا تم تصوير السجن من الجو وكان سجن العقرب «بعبع» للإرهابيين الذين كانت فرائصهم ترتعد بمجرد ذكره.. سجن العقرب كان يتوسط سجون منطقة طرة التى أنشأها مصطفى النحاس باشا عندما كان وزيراً للداخلية عام 1928 بهدف تخفيف الزحام الذى شهده سجن أبى زعبل الأقدم، وكانت منطقة طرة تضم 7 سجون هى سجن المزرعة، وليمان طرة، واستقبال طرة، ومحكومى طرة والزراعة وطره تحقيق وبه أعلى وسائل التأمين، حيث إن أبوابه فولاذية، وأسواره مرتفعة لسبعة أمتار وفشلت محاولة اقتحامه خلال أحداث 25 يناير 2011 .. بعد تزايد شكاوى منظمات حقوق الإنسان عن الأوضاع بالسجن حصلت على تصريح من وزير الداخلية بزيارة السجن لأنه كان سجنا ذا طبيعة خاصة لخصوصية نزلائه وكانت الزيارات الصحفية والإعلامية تتم لكل سجون منطقة طرة عدا سجن العقرب شديد الحراسة لأنه يضم بين جدرانه أخطر الإرهابيين ..كانت المرة الأولى التى أدخل فيها سجن العقرب ومعى صديقى وزميلى أحمد عبدالله المحرر الأمنى لوكالة انباء الشرق الأوسط برفقة قائد منطقة سجون طرة..السجن شديد الحراسة قولا وعملا .. تصميمه مختلف عن كل السجون المصرية التى زرت معظمها بحكم طبيعة عملى محررا أمنيا لصحيفة «الأخبار» ومندوبها لدى وزارة الداخلية ..بوابات إلكترونية وكلاب بوليسية مدربة ومدخل السجن يوحى بالخوف والرهبة ..قمنا بجولة على الزنازين وأماكن التريض والمطعم ..كل سجين من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية مودع فى زنزانة انفرادية حيث إن تصميم الزنازين والعنابر من الداخل يمنع الالتقاء بين السجناء .. شاهدت زنازين خيرت الشاطر، وحازم صلاح أبو إسماعيل، وسعد الكتاتنى، ورشاد البيومى ومحمد البلتاجى، وعصام الحداد، وحلمى الجزار، ومحمد بديع وأحمد عبد العاطى وأيمن هدهد ..شاهدت غرفة «الزيارة الزجاجية» عبر عازل زجاجى يفصل السجين عن زائريه ويتم التواصل بينهم عن طريق التليفون لمنع نقل التكليفات من قيادات الجماعة إلى عناصرهم خارج السجون بعد أن تزايدت الأعمال الإرهابية. أزمة خطبة الجمعة لوائح السجون تمنع المساجين من اعتلاء المنابر ويتم انتداب وعاظ من وزارة الأوقاف لإلقاء خطبة الجمعة بمساجد السجون، لكن ما حدث داخل سجن طرة كان غريبا وتسبب فى أزمة كبرى أطاحت بمساعد وزير الداخلية لقطاع السجون وقيادات السجن. .. بعد إيداع قيادات الإخوان فى السجن وأثناء صلاة الجمعة انبرى أحمد عبدالعاطى مدير مكتب محمد مرسى واعتلى المنبر ليخطب الجمعة وسط ذهول الجميع فى حضور قيادات مكتب الإرشاد المسجونين: محمد بديع، وأبو العلا ماضى، وعصام سلطان، وأيمن هدهد، وخالد الأزهرى، واختار موضوع الخطبة « الصبر على البلاء » ..علم اللواء محمد إبراهيم - وزير الداخلية وقتها - بالواقعة وثار ثورة عارمة وأمر بإحالة مسئولى السجن للتحقيق باعتبار ما حدث مخالفة جسيمة للوائح والقوانين السجون وأصدر قرارا بالإطاحة بمساعد وزير الداخلية لقطاع السجون فى ذلك الوقت، كما أصدر قرارا بتفريق قيادات الجماعة على أربعة سجون، هى: ليمان طرة، وملحق المزرعة، والعقرب، وبرج العرب مشاجرة الشاطر ومالك بعد وصولهم إلى سدة الحكم ظن قادة مكتب الإرشاد أن الأمور قد استقرت لهم وبدأوا تنفيذ وصية المرشد الذى قال : إذا ولينا الحكم فلن نتخلى عنه.. جن جنونهم بعد أن لفظهم الشعب المصرى وكان العتاب وتبادل الاتهامات محور أحاديثهم داخل السجون .. روى لى صديقى الضابط بسجن طرة أن السجن شهد مشادة حامية الوطيس بين خيرت الشاطر وحسن مالك فى وجود عدد من قادة الجماعة الذين اتهموا الشاطر بأنه السبب فى ضياع الحكم من الجماعة واتهموه أنه « سلم ذقنه « للقيادى محمود عزت نائب المرشد، مما أثار غضب الشاطر وحدثت مشادة عنيفة كادت تتطور إلى مشاجرة لولا تدخل حراس السجن وربما تكون هذه الواقعة أحد أسباب تفريق قيادات الجماعة على عدة سجون !!