الوقوف أمام الكعبة تقشعر له الأبدان.. تدمع العيون وتسيل العبرات..يحيط النفس حالة روحانية تدفئ الروح وترتفع بالجسد فوق كل مغريات الدنيا. تنظر إلى السماء وتشعر أن الله يُحيطك برحمته وتشعر بالخجل أنك فى يوم عصيته ومن منا معصوم من الخطأ هذه هى الحياة التى خلقنا فيها الله لنخطئ ليغفر لنا ونشعر برحمته. هذا ما شعرت به فى أول زيارة قمت بها للاعتمار فى بيت الله الحرام منذ أكتر من عشرين عاما ولأننى شعرت أننى أحلق فى السماء دعوت من الله أن ينادينى للحج الأكبر والذى تم فى العام التالى وكنت مندهشة للاستجابة السريعة من الله سبحانه وتعالى بدون أى ترتيبات منى ولأحلق مرة أخرى بروحانيات من الله مابين الكعبة وزيارة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه. ولأكتشف الجهاد الأكبر حين أبحث عن موضع قدم خلال الزحام الشديد وغير المسبوق ورغم ذلك تشعر بالسعادة لأنك تركت الدنيا بما فيها لعدة أيام لتقف بين يدى الله وتدعو وأنت على يقين أن الله يسمعك ويستجيب إليك، ويوم الوقوف بعرفة تنتابك سكينة بالنفس وهدوء غير مسبوق تتمنى أن يستمر معك طوال حياتك. اللهم اكتب زيارتها لكل عاشق ولهان لنور الرحمن. وحين تذهب إلى المدينةالمنورة وزيارة قبر الرسول صلوات الله عليه وسلم وتجد قدميك تحطان فى روضته الشريفة وتقف وتُصلى فى جزء من جنة الله على الأرض تشعر أنك لا تُريد العودة إلى الدنيا وأن تقف حياتك عند هذه اللحظة المباركة. كل ركن من أركان الحج والعمرة له الكثير والكثير من الذكريات لدينا جميعاً وأدعو الله ولتدعوا معى مرة أخرى أن ينالها كل مشتاق ويعيد حجيج البيت الحرام إلينا سالمين وكل عام وأنتم بخير.