هذه هى النتيجة الطبيعية عندما يصبح تجويع شعب سياسة رسمية معلنة لدولة تعتز بأنها خارج القانون، وعندما يتحول الطعام إلى سلاح فى حرب إبادة، وعندما ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلى الاستماع إلى كل التحذيرات وتمضى فى مخططها لتجويع أهل غزة، ثم لإدخال المساعدات تحت الضغط العالمى ولكن بكميات لا تذكر، وبإبعاد المؤسسات الدولية التى كانت تقوم بتوزيع المساعدات بكل كفاءة لكى يسيطر جيش الاحتلال على كل ما يتعلق بالمساعدات بدعم أمريكى ومع شركة أمن أمريكية من الجنود المرتزقة الذين لا يملكون أى خبرة بهذه المهمة ولا أى معرفة بالمنطقة ولا بأنهم جزء من مؤامرة حشد أهل غزة فى منطقة محدودة وتركهم يتصارعون على أقل القليل من الطعام إذا وصل.. ليكون كل ذلك تمهيدًا لتحقيق الأخطر وهو تخييرهم بين القتل جوعا أو بالرصاص.. أو الخضوع للتهجير القسرى!! المجزرة التى وقعت بالأمس فى رفح والتى راح ضحيتها العشرات وأصيب عدة مئات لا يمكن أن تكون إلا جريمة متكاملة ومتعمدة. عندما تكون عملية التوزيع عن طريق مركزين أو ثلاثة فى كل غزة فهذا لا يعنى إلا دعوة لاحتشاد عشرات «وربما مئات الآلاف» فى كل مركز وعندما تكون المنطقة كلها تحت السيطرة العسكرية لجيش الاحتلال الذى يقوم بالتفتيش والمراقبة فإن إطلاق الرصاص الحى لا يمكن أن يكون إلا بتعليمات محددة ووفق مخطط لتحويل مراكز المساعدات إلى مصائد للموت. الأممالمتحدة تؤكد وتكرر أنها مستعدة للقيام بتوزيع المساعدات بكل كفاءة عبر أكثر من 400 مركز لها فى قطاع غزة كما كانت تفعل قبل حرب الإبادة ولعشرات السنوات. لكن دولة الاحتلال ترفض، وأمريكا وحدها تدعم هذا الرفض الإسرائيلى لأسباب يعرفها العالم ويرفضها ويبقى أن يحول العالم هذا الرفض إلى قرارات على الأرض، وعقوبات رادعة لإسرائيل، وعودة للشرعية الدولية وتطبيق القوانين والقرارات الدولية الملزمة التى تنهى هذه المأساة التى أصبحت خطرا على الجميع، ووصمة عار لكل من يشارك فيها أو يسمح باستمرارها. يحدث ذلك بينما آلاف الأطنان من المساعدات تنتظر منذ شهور فى الجانب المصرى من الحدود لتعبر من معابر أغلقها العدو، وبينما كل المنظمات الدولية تضع كل إمكانياتها لإنقاذ الموقف ولكن من خلال الأممالمتحدة فقط. وتحت مظلة الشرعية الدولية.. وليس فى خدمة احتلال منحط ودولة منبوذة، وجريمة لا تغتفر ضد الإنسانية كلها!! ويحدث ذلك بينما إسرائيل تهدد بالتصعيد وترفض أى حديث عن إنهاء الحرب، ووزير الأمن بن غفير «بحكمته المعهودة» يلخص موقف حكومة مجرم الحرب نتنياهو: لا حل إلا القتل !!