محمد كمال خلال الأعوام الأخيرة شهدت مسألة تصوير الأفلام الأجنبية في مصر إنفراجة كبيرة، وزادت عدد الأعمال الأجنبية التي ترغب في التصوير بأرض مصر، وبشكل خاص الأماكن السياحية، وهو أمر من المفترض أن يكون طبيعيا لما تملكه مصر من تميز على المستويين السينمائي، فنحن من أقدم الدول التي قدمت السينما، وأيضا على الجانب السياحي فحدث ولا حرج، نملك الأماكن المبهرة والبنية التحتية المناسبة والجاذبة للأعمال الأجنبية، وكان السبب وراء هذه النقلة الكبيرة لجنة مصر للأفلام التي اهتمت بهذا الملف تحديدا، وبدأت ثمار هذا الجهد يخرج ويظهر إلى النور، وتستمر اللجنة في المضي في كل السبل للترويج لهذا الملف، وكان آخرها التواجد خلال الجناح المصري بمهرجان "كان" السينمائي الدولي.. وحول هذه النقاط نلتقي مع رئيس لجنة مصر للأفلام، أحمد سامي بدوي، بعد عودته مباشرة من مهرجان "كان".. في البداية حدثنا عن الطفرة الكبيرة التي حدثت مع مسألة تصوير الأفلام الأجنبية في مصر؟ نحن في لجنة مصر للأفلام بذلنا جهد كبير في هذا الملف، تحديدا منذ عام 2019 حتى اليوم، وبعد مرور ما يقرب من 6 أعوام وصل عدد الأفلام التي صورت بأرض مصر ل80 فيلما، آخرهم الفيلم الأمريكي "Inheritance" للمخرج الشهير نيل برجر، وبطولة الممثلين الإنجليز فوبي دينفور وكيارا باكسندل والويلزي رايس إيفانز والألمانية نيكار زيدجمان، وكان العرض الأول للفيلم خلال فعاليات مهرجان "تورنتو" السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، وعرض الفيلم تجاريا في دور العرض المصرية خلال شهر إبريل الماضي، ونحن نعمل جاهدين على هذا الملف من أعوام، وشهريا يأتي لنا أكثر من 4 أعمال لديهم الرغبة للتصوير في مصر. ماذا عن أحدث الأعمال التي صورت في مصر ومن المنتظر طرحها قريبا؟ العمل الأول والأقرب للطرح هو الأمريكي "التحقيق مع الرئيس"، إنتاج شركة "بارامونت" العالمية، وإخراج ليزلي جريف، والعمل عن حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويستند إلى قصة حقيقية تروي تجربة ضابط مخابرات أمريكي أجرى استجوابات مع صدام حسين بعد القبض عليه في ديسمبر 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، والعمل الثاني الذي سيتم طرحه على منصة "أبل تي في" خلال الأسبوع المقبل هو الفيلم الأمريكي "Fountain of Youth" الذي يشارك في بطولته النجوم ناتالي بورتمان وجون كراسنسكي وستانلي توتسي والمكسيكية ليزا جونزاليس، وإخراج البريطاني جاي ريتشي. حقق المحتوى الذي قدمه "مستر بيست" ردود أفعال إيجابية.. هل توقعتم هذا الأمر؟ نعم توقعنا هذا النجاح، وأن يحقق المحتوى الذي قدمه "مستر بيست" في مصر على 68 مليون مشاهدة، لأن المشروع تمت دراسته بعناية بمشاركة العديد من الخبراء في مختلف المجالات من خلال لجنة مختصة من كل الجهات المعنية، وشهدت تعاون بين وزارات الدفاع والداخلية والسياحة والآثار، وكان هناك تركيز كبير على المحتوى الذي سيقدم سواء من الناحية التاريخية أو الدرامية، لأن "مستر بيست" قام بتصوير 100 ساعة في الهرم. كيف تتحرك لجنة مصر للأفلام للترويج لهذا الملف واستقطاب عدد أكبر من الأعمال؟ نحن في لجنة مصر للأفلام نشارك في معارض أجنبية طوال الوقت، منذ عام 2019، ومن أبرز المعارض التي شاركنا فيها خلال العام الماضي "AFM" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و"Moscow Film Week" في روسيا، و"لوكيشنXPO " في بلد الوليد بإسبانيا، ومعرض "فوكس شو" في لندن، كما قلت لك نحن نتحرك منذ فترة طويلة بهدف توثيق ملف مصر الخاص بتصوير الأفلام الأجنبية على أرضنا وعرض الملف والبنية التحتية الخاصة بصناعة السينما، ونعمل جاهدين من خلال التواجد في هذه المعارض العالمية الكبيرة على فتح أسوق جديدة من خلال عرض أماكن ومواقع التصوير الشهيرة في مصر والأماكن السياحية التي يمكن التصوير بها، والأهم الخدمات اللوجستية والتسهيلات السريعة والدقيقة التي توفرها مؤسسات الدولة لتسهيل مهمات الشركات الأجنبية لتصوير أعمالهم في مصر، ودائما رهان لجنة مصر للأفلام يكون على المردود الإيجابي الذي نحصل عليه من الشركات الأجنبية التي أقدمت على تصوير أعمالها في مصر سواء عندما تعرض هذه الأعمال على الشاشات أو حتى من خلال رسائل الشكر التي نتلقاها منهم. عند مشاركتك في الجناح المصري بمهرجان "كان".. كيف كان المردود حول مسألة تصوير الأفلام الأجنبية في مصر؟ حدث هذا من خلال مسارين، الأول لجنة مصر للأفلام أعلنت عن أن مصر جاهزة لاستقبال جميع المبدعين العالمين وإتاحة التصوير في المناطق الأثرية أو أي مكان في مصر مع تسهيل وتوفير كل التصريحات اللازمة، وبالطبع كان لدينا نموذج حديث وهو فيلم "Fountain Of Youth" الذي تم تصويره في منطقة الأهرامات وتحدثنا عن ردود الأفعال الإيجابية من فريق عمل الفيلم على هذه التجربة وأنهم وصفوها بالممتعة. أما المسار الثاني، فقد شهد الجناح المصري حضور العديد من المنتجين والموزعين والمخرجين على مستوى مختلف من دول العالم، الذين لديهم الرغبة لتصوير أعمالهم في مصر، على سبيل المثال من ألمانيا وتركيا واليونان، وعقدنا العديد من اللقاءات معهم وتحدثنا معهم حول الخدمات والتسهيلات التي توفرها الدولة المصرية للمشاريع الجادة والمهمة الذين لديهم الرغبة في التصوير بمصر، وكانت لقاءات مثمرة، ونحن الآن في انتظار إرسال السيناريوهات الخاصة بهذه المشاريع حتى يتم عرضها على اللجنة المختصة والبدء في خطوات لتنفيذ هذه الأعمال على أرض مصر. اقرأ أيضا: مدير لجنة مصر للأفلام: تصوير اليوتيوير العالمي «مستر بيست» حلقة في الأهرامات حدث استثنائي حدثنا عن النجاح الكبير والمردود الإيجابي للجناح المصري بمهرجان "كان"؟ قررنا أن يكون لنا ظهور بشكل مختلف في مهرجان "كان" السينمائي عن طريق اتحاد مشترك يجمع لجنة مصر للأفلام، مع أهم وأكبر مهرجانين في مصر، وهما "القاهرة السينمائي الدولي" و"الجونة السينمائي"، تحت مسمى واحد، وهو "الجناح المصري في مهرجان كان"، وكنا سعداء بالنجاح الكبير الذي حققه الجناح خلال فعاليات المهرجان، وعودة رفع علم مصر في المهرجان العريق من جديد بعد فترة من الغياب، وقدم الجناح المصري بالمهرجان حلقات نقاشية شاركت فيها مع رئيس مهرجان القاهرة الفنان حسين فهمي ومدير مهرجان الجونة عمرو منسي حملت تلك الجلسات العديد من المواضيع القضايا القوية والمؤثرة على مستوى صناعة السينما في مصر بشكل خاص، وعلى مستوى المنطقة العربية والقارة الأفريقية بشكل عام، وأيضا وضع مصر على مستوى خريطة الإنتاج السينمائي العالمي. بعد هذا النجاح للجناح المصري بمهرجان "كان".. هل هناك خطط محددة لتكرار التجربة في مهرجانات سينمائية أخرى؟ بالفعل فقد شاهدنا جميعا ثمار التجربة الجديدة، في البداية، حصول الجناح المصري على جائزة، وأيضا التأثير الإيجابي على صناعة السينما الذي تركه الجناح المصري هناك، بالتالي أتفقنا على ضرورة وحتمية تواجد أكثر خلال الدورة المقبلة من مهرجان "كان"، وأن يكون الظهور والتواجد بشكل مختلف وأعمق وأكثر تأثيرا من الدورة السابقة، وبالطبع لدينا خطط ومشاريع مستقبلية للتواجد والمشاركة في مهرجانات أخرى بنفس القوة، وأن يكون لنا نفس التأثير، وأنا سعيد بالتعاون الذي وجدته من إدارتي مهرجاني "القاهرة" و"الجونة"، ورغبتهما في إنجاح المشروع، وإحساسهما بالمسئولية تجاه صناعة السينما المصرية. كان للجناح المصري ب"كان" تأثير على البعد العربي أيضا.. حدثنا عن هذه النقطة تحديدا؟ بكل تأكيد الجناح المصري كان ملتقى الدول العربية في مهرجان "كان"، وهذا طبيعي، لأن مصر صاحبة الريادة والتجربة الأهم والأعرق والأطول زمنيا في صناعة السينما، نحن نقدم سينما منذ أكثر من 100 عام، وكنا بالطبع أول دول عربية عرفت السينما، والأهم أننا خلال فعاليات مهرجان "كان" أجرينا مقابلات مع سينمائيين من معظم الدول العربية، سواء من خلال المشاركات في الجلسات النقاشية السينمائية المتخصصة، أو من خلال اللقاءات الرسمية الشخصية أو حتى اللقاءات الودية، فقد أدى هذا إلى طرح العديد من المناقشات حول الكثير من النقاط الهامة التي تهم صناعة السينما في الوطن العربية، وفي مقدمتها أفلام الإنتاج المشترك التي تضم دول عربية فقط دون وجود دول أجنبية أخرى، بمعنى أن تشترك 3 أو 4 دول عربية في إنتاج التجارب السينمائية، وهذا أمر طبيعي لأن هناك تشابه ونقاط مشتركة تجمع الدول العربية مثل الظروف الحياتية والقضايا المجتمعية والأفكار والأحلام المستقبلية، كلها نقاط نتشابه فيه معا كعرب، ويجب أن نتشارك في تقديم تلك الرؤى على مستوى صناعة السينما، وبالطبع تطرقنا أيضا إلى نقطة تبادل الخبرات، وهو أمر لا يقل أهمية عن أعمال الإنتاج المشترك.