في خطوة لاقت ترحيبا واسعا داخل الأوساط الاقتصادية وسوق السيارات على وجه الخصوص، قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة الأساسية بمقدار 225 نقطة أساس، ليصبح سعر عائد الإيداع لليلة واحدة 25.00%، وسعر الإقراض 26.00%، وسعر العملية الرئيسية 25.50%. ويعد هذا القراربمثابة دفعة قوية لقطاع السيارات، وذلك فى ظل التحديات التى واجهها السوق خلال السنوات الماضية، ومن المتوقع أن يسهم خفض الفائدة فى تنشيط حركة الشراء سواء من خلال القروض البنكية أو برامج التمويل، كما أنه يمنح الوكلاء والموزعين فرصة لتعزيز المبيعات وتنشيط السوق المحلى، ولذلك كان لابد من رأى خبراء من القطاع لمناقشة ذلك القرار وتأثيره على قطاع السيارات. ◄ مصطفى: يعكس الثقة في تحسن الأداء الاقتصادي ◄ دفعة إيجابية في البداية قال اللواء حسين مصطفى المدير التنفيذى السابق الرابطة مصنعى السيارات إنها خطوة تعكس ثقة البنك المركزى فى تحسن الأداء الاقتصادى على المدى القريب، كما أنه يشكل دفعة إيجابية نحو تعزيز الاستقرار المالى، وجذب المزيد من الاستثمارات، وزيادة الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على ثقة المستثمرين فى الاقتصاد المصري. وقال: رغم أن خفض الفائدة قد يؤدى إلى تحفيز الإنفاق، وبالتالى يفرض ضغوطًا طفيفة على الجنيه المصرى مع احتمال ارتفاع محدود فى معدلات التضخم، إلا أن هذا التأثير يمكن احتواؤه فى ظل استمرار الاستقرار الاقتصادى، خاصة إذا تزامن مع نجاح السياسات الإنتاجية وجذب الاستثمارات. وتوقع أن يكون لتراجع الفائدة أثر إيجابى مباشر على قطاع السيارات فى مصر، حيث يسهم القرار فى تخفيف الأعباء التمويلية على الوكلاء والمستوردين الذين يعتمدون بشكل كبير على القروض البنكية لتنفيذ مشروعاتهم التوسعية أو تمويل عمليات الاستيراد. ويعزز هذا التوجه من قدرة الشركات على تثبيت أسعار الطرازات المطروحة بالسوق، وطرح عروض ترويجية لتحفيز العملاء على الشراء، ما يسهم فى تنشيط حركة البيع والشراء داخل القطاع خلال الفترة المقبلة. ◄ بلبع: التوسع في الإنتاج وتقليل التكاليف ◄ تكلفة الإنتاج بينا أوضح عمر بلبع رئيس الشعبة العامة للسيارات، أنه فيما يتعلق بقطاع السيارات، يُعد خفض تكلفة الإنتاج أو الاستيراد إحدى الآليات المهمة لتحقيق انخفاض ملحوظ فى أسعار السيارات المعروضة داخل الأسواق. ويتم ذلك من خلال تطبيق مجموعة من السياسات والإجراءات التى تستهدف تسهيل عملية التصنيع وتقليل الأعباء المفروضة على الاستيراد. وأضاف أنه يمكن تحقيق ذلك عبر عدة محاور، من أبرزها تسهيل الإجراءات الجمركية من خلال تقليل الرسوم المفروضة على المكونات المستوردة أو السيارات الجاهزة، مع تشجيع التصنيع المحلى، وذلك بالاعتماد على مكونات محلية الصنع كبديل للمستوردة، مما يقلل من تكلفة الاستيراد ويعزز من القيمة المضافة المحلية. وقال: ننتظر استمرار تطوير وسائل النقل وسلاسل الإمداد لتقليل نفقات الشحن والتوزيع، مع منح حوافز للمصنعين والمستوردين مثل الإعفاءات الضريبية أو التمويل الميسر، لتشجيع التوسع فى الإنتاج وتقليل التكاليف. ◄ حماد: زيادة الإقبال على الشراء.. ◄ الإقبال على الشراء وأشار محمود حماد نائب رئيس رابطة تجار السيارات ورئيس قطاع المستعمل؛ إلى أن هذا القرار يأتى فى إطار جهود البنك المركزى لتحفيز النشاط الاقتصادى، ومن المتوقع أن ينعكس بشكل إيجابى على سوق السيارات، الذى يعانى من حالة من التباطؤ خلال الأشهر الماضية. ورغم أن التخفيض الرسمى فى الفائدة يبلغ 2.25%، إلا أن الانعكاس الفعلى على برامج التقسيط والتمويل بالبنوك من المتوقع أن يتراوح بين 1% إلى 1.5% كحد أقصى، ما سيقلل من تكلفة الاقتراض للعملاء، ويجعل شراء السيارات أكثر جاذبية. فمثلًا، العميل الذى كانت تُمنح له الفائدة ب16% قد يحصل عليها الآن ب14.5% أو 15%، ما يُعد تخفيفًا ملموسًا فى الأعباء التمويلية. وأضاف حماد؛ أنه من المتوقع أن يؤدى هذا التحرك إلى زيادة نسبية فى الإقبال على الشراء، خاصة فى ظل ترقب المستهلكين لأى انفراجة فى الأسعار أو الشروط التمويلية، ما قد يعيد الحيوية إلى أحد أهم القطاعات الاستهلاكية فى السوق المصري. ◄ سعد: ننتظر مزيد من القرارات التشجيعية ◄ قرارات منتظرة بدوره أكد خالد سعد الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات، أنه رغم قرار البنك المركزى بخفض أسعار الفائدة بنسبة 2.5%، يرى عدد من خبراء سوق السيارات أن هذا التراجع لن يكون كافيًا لإحداث تأثير فورى أو قوى على معدلات الشراء. فبحسب المعطيات الحالية، يشير الواقع إلى أن أكثر من 70% من عمليات شراء السيارات فى مصر تتم عبر أنظمة التمويل البنكى، ما يعكس أهمية تكلفة الاقتراض فى القرار الشرائي. لكن فى المقابل، يؤكد المتخصصون أن سعر السيارة نفسه يظل هو العامل الأكثر حسمًا بالنسبة للمستهلك المصري. وفى ظل التراجع الحالى فى أسعار السيارات نتيجة تحسن نسبى فى المعروض المحلى، بدأ كثير من المستهلكين فى تأجيل قرارات الشراء ترقبًا لمزيد من الانخفاضات، هذه الحالة النفسية المتكررة فى السوق المصرى تجعل من الصعب حدوث انتعاشة سريعة حتى مع تراجع تكلفة التمويل. ويؤكد سعد: أن التحديات تتضاعف فى ظل ارتفاع تكاليف التشغيل، خاصة بعد زيادة أسعار البنزين وقطع الغيار، وهو ما يجعل المستهلك أكثر حذرا فى اتخاذ قرار الشراء. ومع ذلك، تبقى التوقعات الإيجابية قائمة مع دخول المواسم التقليدية لانتعاش السوق، حيث يرجح أن يسهم التراجع فى الفائدة لاحقا، جنبا إلى جنب مع استقرار الأسعار، فى تحريك عجلة الطلب بشكل تدريجي. انتعاشة قادمة ◄ محمود: تفاؤل بين التجار.. وأضاف الدكتور أسامة محمود عضو الجمعية الأمريكية للتسويق، استشارى تسويق السيارات أن خفض الفائدة يدفع بسوق السيارات نحو الانتعاش وتحفيز قرار الشراء، فهناك نظرة تفاؤل جديدة تنعكس على سوق السيارات المصري، وسط خطوات متقدمة نحو تحفيز قرار المستهلك بالإسراع فى الشراء، فى ظل اتساع الفرص أمام نمو المبيعات، مدعومة بدخول العديد من الشركات والتوكيلات الجديدة، وطرح موديلات متعددة ومتنوعة ضمن الفئات الاقتصادية الأكثر طلبا، والتى تقع فى فئة التسعير تحت حاجز المليون جنيه، سواء كانت محلية التجميع أو مستوردة، مما ينعكس بشكل إيجابى على حركة السوق. وتأتي هذه التحركات بالتوازى مع القرار المهم الصادر عن البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بنسبة 2.25%، والذى يُعد خطوة محورية لدعم الاقتصاد وتحفيز مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع السيارات، ووفقًا للتقارير، فإن هذا القرار سينتج عنه انخفاض تكلفة التمويل، حيث من المتوقع أن تنخفض الفائدة على قروض السيارات بنسبة تتراوح بين 1% إلى 1.5%، ما يجعل الشراء بالتقسيط خيارًا أكثر جذبًا للمستهلكين. ويرى أسامة محمود أنه مع تراجع تكلفة التمويل، يُرجح أن يشهد سوق السيارات بالتقسيط نشاطًا متزايدًا، نظرًا لاعتماد شريحة كبيرة من المشترين على هذا النظام. وعلى الرغم من التوقعات بارتفاع المبيعات، إلا أنه من غير المتوقع حدوث انخفاض كبير فى أسعار السيارات، نظرًا لارتباطها الوثيق بسعر الصرف، حيث إن خطوة المركزى تمثل دفعة قوية للقطاع، وتفتح المجال أمام مزيد من التحرك نحو تحسين مؤشرات السوق خلال الفترة المقبلة. ◄ زيتون: محفز رئيسي لعودة العملاء ◄ مبيعات السيارات وأشار منتصر زيتون عضو الشعبة العامة للسيارات إلى أن هذا القرار خطوة طال انتظارها من قبل العاملين في سوق السيارات، فالجميع يترقب قرارات جديدة من البنك المركزى بشأن تخفيض أسعار الفائدة، فى ظل التراجع الحاد الذى شهدته مبيعات السيارات بالتقسيط خلال الفترات الماضية. ويعّل قطاع السيارات، لا سيما صالات العرض وشركات التمويل، على هذا التخفيض لتحقيق انتعاشة ملموسة فى حركة المبيعات، التى تأثرت سلبًا بارتفاع كلفة التمويل واشتراطات السداد الصارمة خلال العامين الماضيين. ويجمع أن تخفيض الفائدة يعد محفزا رئيسيا لعودة العملاء إلى برامج التقسيط، خاصة فى ظل الفجوة الكبيرة بين أسعار السيارات ودخول المستهلكين. فمع كل نقطة مئوية تنخفض من سعر الفائدة، تقل قيمة القسط الشهرى، ما يعيد شريحة واسعة من المشترين المحتملين إلى دائرة القدرة الشرائية. وتأتى هذه الآمال فى وقت سجلت فيه مبيعات السيارات بالتقسيط تراجعًا بنسبة تجاوزت 40% على أساس سنوى، حسب تقديرات غير رسمية، وسط عزوف ملحوظ من المستهلكين عن الالتزامات طويلة الأجل. وأضاف أن أى خفض قادم للفائدة لن ينعكس فقط على حجم المبيعات، بل قد يسهم أيضًا فى إعادة التوازن للسوق، من خلال زيادة التنافسية وتحفيز الشركات على تقديم عروض أكثر مرونة، وتبقى الأنظار متجهة نحو البنك المركزى وقراراته المقبلة، التى قد تشكل نقطة تحول فارقة في مسار سوق السيارات المصرى خلال النصف الثانى من العام. ◄ العيسوى: تأثيرات إيجابية منتظرة.. ◄ الإنتاج المحلي أما ايهاب العيسوي خبير السيارات فأكد أن سوق السيارات المصرى فى الآونة الأخيرة شهد انخفاضا ملحوظًا فى أسعار السيارات الجديدة نتيجة مجموعة من العوامل، أبرزها زيادة الإنتاج المحلى، واستقرار سعر الصرف، وتراجع الطلب العالمي. وقال إن زيادة الإنتاج المحلى ساهمت بشكل مباشر فى تعزيز المعروض داخل السوق، حيث بدأت مصر فى تشغيل أكثر من 15 مصنعا رئيسيا لتجميع السيارات، تتضمن العديد من خطوط الإنتاج، هذه الخطوة قللت الاعتماد على الاستيراد وأسهمت في خفض الأسعار، كما أن استقرار سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية ساعد فى تقليل تكاليف استيراد المكونات والمواد الخام، مما انعكس إيجابيا على تكلفة الإنتاج النهائي وأسعار السيارات. في الوقت نفسه، شهد السوق العالمى تراجعا فى الطلب على السيارات، إلى جانب التحول المتزايد نحو السيارات الكهربائية، ما أدى إلى خفض الأسعار عالميا، وانعكس ذلك بدوره على السوق المحلي في مصر. وأضاف العيسوى أن هذا الانخفاض أتاح للمستهلكين فرصا أفضل لاقتناء سيارات بأسعار معقولة، خاصة المصنعة محليا، ما أدى إلى زيادة ملحوظة فى معدلات الشراء، خصوصًا فى فئة السيارات الاقتصادية. كما أجبر ذلك المستوردين على تقليل هامش الربح للمنافسة مع السيارات المجمعة محليًا. ◄ نقص المعروض وأوضح محمد مسلم خبير بقطاع السيارات أن أزمة قطاع السيارات فى مصر خلال الفترة الماضية ارتبطت بشكل رئيسى بنقص المعروض الناتج عن قيود الاستيراد، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة، التى تجاوزت 28%، كان له تأثير بالغ فى كبح الطلب على السيارات والسلع المعمرة عموماً، نتيجة لتراجع القدرة الشرائية وتفضيل الأفراد للادخار فى الشهادات البنكية ذات العائد المرتفع. ولفت إلى أن أى خفض مرتقب فى أسعار الفائدة قد يشكل بارقة أمل لإنعاش القطاع، خاصة مع انخفاض تكلفة التمويل البنكى، وتيسير الحصول على قروض الشراء بالتقسيط للأفراد والشركات على حد سواء،كما من المتوقع أن يدفع تراجع الفائدة بعض المستثمرين لتحويل أموالهم من الشهادات البنكية إلى شراء السيارات، لا سيما فى ظل التوقعات بعودة ارتفاع الأسعار فور انتهاء العروض الترويجية الحالية، مما يجعل من السيارات وسيلة استثمارية آمنة نسبياً. ورغم استمرار الضغوط الناتجة عن سعر الصرف وارتفاع الدولار، إلا أن تأثير خفض الفائدة على السوق سيكون إيجابيا – وإن كان بشكل محدود – وقد يمثل بداية لتعافي تدريجي في أحد أكثر القطاعات تضررا خلال الفترة الماضية. ◄ القاضي: انخفاض الأسعار مسألة وقت ◄ تطور ملحوظ وقال رشاد القاضى رئيس مجلس ادارة القاضى موتورز، إنه فى ضوء قرار البنك المركزى المصرى بخفض أسعار الفائدة، يتوقع خبراء السوق أن يشهد قطاع السيارات تطوراً ملحوظاً خلال الفترة القادمة، يتمثل فى تراجع أسعار السيارات وزيادة فى حركة المبيعات، كما أن خفض الفائدة سيؤدى إلى تحفيز القطاع الاستهلاكى بشكل عام، حيث سيكون لذلك أثر إيجابى على سوق السيارات من خلال زيادة الطلب، خاصة بعد فترة من الركود النسبى نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة سابقًا. كما أنه من المتوقع أن يسهم القرار فى تحفيز قطاعات أخرى ذات صلة، مثل قطاع التمويل الاستهلاكى وقطاع التأمين وقطع الغيار، إلى جانب قطاع الصناعات المغذية للسيارات، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على معدل النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل في السوق المحلي. ويتوقع القاضى أن المستهلك المصري سوف يتجاوب بشكل ملحوظ مع تراجع الفائدة، خاصة مع وجود طلب مؤجل نتيجة ارتفاع الأسعار فى الفترات السابقة. وقد يمثل هذا القرار فرصة ذهبية للراغبين فى اقتناء سيارات جديدة أو مستعملة، مع تراجع تكلفة التمويل البنكي.