بين الألم والأمل، كانت خطوات الحاجة زينب الجمل، ذات ال63 عاماً، أثقل من أن تتحملها قدماها، فقبل أن تحزم أمتعتها إلى بيت الله الحرام، خضعت لعملية جراحية في العمود الفقري. اقرأ أيضا| متى يجب على مريض الربو استشارة الطبيب خلال فترة الحج؟.. الصحة توضح لكن عند وصولها إلى مكةالمكرمة، اصطدمت الأمنية بجدار الواقع، لم تستطع زينب اداء عمرة القدوم نحو الحرم، وراحت دموعها تنهمر بصمت؛ فالقلب معلق بالكعبة، والجسد لم يعد يطاوع صاحبه. وما أن أبلغت الحاجة زينب إدارة بعثة القرعة بحالتها، حتى تم تجهيز سيارة مخصصة لنقلها، ورافقتها ضابطة من البعثة الأمنية، لم تترك يدها طوال الطريق، بل كانت سنداً لها حتى داخل الحرم. في لحظات مهيبة، وصلت زينب إلى المسجد الحرام. على كرسي متحرك، وبعيون دامعة، أدّت العمرة كاملة. كانت تردد الأدعية بصوت خافت، وفي كل شوط من أشواط الطواف، كانت تهمس: «الحمد لله أن بلغتني هذا المكان». ووجهت الحاجة زينب الشكر لبعثة وزارة الداخلية على سرعة الاستجابة لمطلبها ومساعدتها على اداء عمرة القدوم. قصة زينب ليست مجرد موقف إنساني عابر، بل دليل حيّ على أن الإنسانية لا تتقيد بالتعليمات وأن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد واجب وظيفي، بل رسالة يحملها مسؤولو وضباط بعثة القرعة في اعناقهم.